أكد الخبير في علم المصريات بسام الشماع أن معبد الأقصر هو المكان الوحيد في العالم, الذي اجتمع فيه عدد من الحضارات الإنسانية, منها: الفرعونية والرومانية والمقدونية والنوبية والقبطية والإسلامية.وأشار الشماع إلى أن معبد الأقصر يرجع تاريخه إلى 500 عام على الأقل, قبل التاريخ الذي يعتقده بعض العلماء, وأن الإسكندر الأكبر المقدوني حفر اسمه باللغة الهيروغليفية داخل معبد الأقصر, وهذا الكشف تحقق مع اكتشاف المعبد من الناحية الجنوبية.ونبه الشماع في محاضرة له بمركز ساقية الصاوي الثقافي أمس السبت, إلى أن هناك كنوزا أثرية مدفونة لم تكتشف بعد، تثبت أصالة وتفرد وخصوصية معبد الأقصر, من الناحية الدينية والحضارية والمعمارية والتاريخية والإستراتيجية.وطالب باسترداد جميع الآثار والمسلات المصرية من أوروبا, وخاصة المسلة المصرية القائمة بميدان الكونكورد بباريس, وقد بدأت بالفعل المساعي الرسمية في هذا الاتجاه حسب قوله.تماثيل أبو الهول
وكشف خبير علم المصريات في حديثه للجزيرة نت أن البحث لايزال جاريا عن تماثيل أبو الهول المدفونة تحت البيوت, على امتداد كيلومترين ونصف الكيلومتر بطريق الكباش الواصل بين معبدي الكرنك والأقصر. ورحب بنقل السكان من المنطقة الأثرية بتعويض مادي مناسب من هيئة الآثار, بهدف الكشف عن باقي تماثيل الخبيئة المكتشفة في عام 1989، مؤكدا أن طريق الكباش يزخر بمئات من تماثيل الكباش وأبو الهول، ويقوم المسؤولون حاليا بإزالة التراب عن الجزء المكتشف. ودلل الشماع بنماذج موثقة بمنطقة البر الشرقي لمدينة الأقصر تثبت قيمة المعبد ومنها تمثال إمنحتب الثالث وهو مهندس وبناء مصري عظيم من رواد العمارة -كما يسمى في علم الآثار- وتماثيله وبناياته ومعابده تثبت ذلك, وتعد من أكثر الآثار المعروفة في العالم إبهارا.وعرض الشماع صورة نادرة لعين إمنحتب الثالث, وطالب بعودتها من المتاحف الخارجية, مؤكدا أن عظمة التاريخ في أنه لا يموت.خبيئة أثريةوأشار الشماع إلى قصة اكتشاف الخبيئة بمعبد الأقصر عام 1989 على يد عامل نظافة أقصري يتمتع بخبرة وحس أثري، ففي الفناء شبه المربع وهو ينظف من الناحية الشمالية، وجد حجرا مستطيل الشكل ثم قاعدة لها أرجل، فحفر المسؤولون من هيئة الآثار فوجدوا 26 تمثالا من أجمل تماثيل مصر القديمة, تمثل ملوكا في مراحل مختلفة. ونبه لضرورة اللحاق بالركب الثقافي المتسارع بعلم وفكر واع وعمل بحثي وتاريخي وميداني موصول بالناس داخل مصر وخارجها، فعلم الآثار اليوم محط اهتمام الجميع.
وأضاف أن الرومان حين دخلوا مصر عام 250 ميلادية, وضعوا التماثيل في ذلك المكان, ليفسحوا لتماثيل أباطرتهم وحولوا المعبد لقلعة عسكرية ولم يحرقوها، وكانت هذه التماثيل تحت أرجل المارين عليها، وبها أثار لم تكتشف بعد.وتحدث خبير علم المصريات عن طريق الكباش الذي يقع ما بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر, والذي يزخر بالكثير من تماثيل أبو الهول على هيئة رأس آدمي أو رأس كبش وجسد أسد.
آخر ملك مصريوأوضح أيضا أن هذا الطريق لنختابنو وهو آخر ملك حكم بدماء مصرية كمرحلة تاريخية مفصلية، فلم يأت حاكم من أصل مصري بعده حتى محمد نجيب في ثورة يوليو/تموز 1952.وأضاف أن طريق الكباش يثبت عشق الناس للقمر أكثر من الشمس, لإدراكهم أهميته من الناحية الفلكية، مما يؤكد تفوق الحضارة المصرية وأبنائها المبدعين في مجال الفلك, وأيضا في فنون النحت والعمارة والعسكرية, حيث تسجل جدران معبد الأقصر معركة قادش بعبقرية .