جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
- يحتوي على 30 ألف قطعة أثرية..ويعرض الآثار بشكل حديث يعتمد علي البيئة الطبيعية
يقع المتحف المصري الكبير على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة متلاحماً لأهرامات الجيزة، فهو أكبر متحف في العالم للآثار الفرعونية, ذات مساحة كبيرة حتى لاستيعابه عددا كبيرا من الزوار، فهو ذات علاقة بالضوء الخالد فواجهته مكسوة بالحجر الذي يسمح بنفاذ الضوء من خلال الإشكال الهندسية وهذه الواجهة تعطى للمتحف ميزة خاصة به موضحة محور اتجاه أهرامات الجيزة، وقد أتاحت مصر موقعاً فريداً لهذا المشروع الثقافي المعماري على طريق مصر/ إسكندرية الصحراوي إذ يبعد عن أهم منطقة أثرية ألا وهى أهرامات الجيزة حوالي 2كم، حيث تم تخصيص مساحة 117 فدانا له، ويقدم المتحف تجربة فريدة عبر الزمن من خلال قصة مصر القديمة وتراثها الثقافي، ويضم المتحف أماكن للعرض الدائم وأخرى للعرض المؤقت وفق نظم بالغة الحداثة مخصصة لاستيعاب خمسة عشر ألف زائر.
عرض جديد
ومن جانبه قال “د. طارق توفيق” المشرف العام على مشروع المتحف الكبير، إن المتحف المصري الكبير أكبر متاحف العالم يعرض لحضارة واحدة وأحد معالم القرن الواحد وعشرين في مصر، ويحتوى المتحف على 30 ألف قطعة أثرية وتم الانتهاء من ترميم نصف العدد وإعداده للعرض ويوجد 247 قطعة أثرية لم يتم عرضها قبل ذلك في اي متحف تم نقلها من منطقة سقارة الأثرية للمتحف الكبير، وأوضح أن القطع ستمر بمرحلة ترميم رفيعة في المستوى قبل تخزينها استعدادا لعرضها في المتحف عند افتتاحه، وأكد أن المتحف الكبير هو إشارة واضحة لاهتمام الدولة بآثارها ، وأضاف أن المتحف المصري الكبير يعرض آثار مصر بالشكل الحديث المعاصر الذي يثير إعجاب العالم، فطريقة العرض ستحرص على وجود البيئة الطبيعية للعصر الذي ينتمي له الأثر في قاعة العرض حوله والإيحاء به من خلال شكل التعبير عن الملكية وقتها لان الملوك كانوا يعبرون عن تمثيلهم للإله والمعابد تحمل كل سمات العقيدة الدينية الخاصة بالملك والشعب، وأشار أن الكنز الحقيقي الذي نسعى إلى تطويره والارتقاء بمستواه إلى العالم هو العنصر البشرى وإكسابه الشجاعة في التعامل مع آثار عمرها خمسة آلاف سنة، مؤكداً أن المرمم المصري قادر على القيام بهذه المهمة الصعبة وإظهارها بوضوح إلى مختلف أنحاء العالم .
معالم ترميم
وفى هذا السياق أضاف “عيسى زيدان” مدير عام الترميم بالمتحف، أن المتحف المصري الكبير يحتوى على “معمل لترميم الأخشاب وآخر لترميم الأحجار، الآثار البشرية، لترميم السيراميك” وكل معمل له رئيس وفريق عمل وله خطة عمل على الآثار المطلوب ترميمها كما تخضع مادة الترميم لبحوث علمية لإنتاج أفضل تركيبة تصلح للأثر المطلوب التعامل معه في ظل التطور المستمر لعلم الترميم، وأضاف أن اختيار القطع الأثرية يأتي طبقا لخطة عرض تم إعدادها في المتحف الكبير بالقطع الأثرية التي تتبعها ويتم تقييم كل اثر بحالته الأثرية وتحديد كيفية ترميمها علميا أو صيانتها وبعد الانتهاء من هذه المرحلة تدخل مرحلة التعقيم الأثرية قبل وضعها في دواليب العرض، وأكد أن كل اثر يتم تغليفه بأوراق خاصة بالآثار يتم استيرادها من اليابان كما تعتبر سيارات نقل الآثار لها خصوصية ومواصفات محددة ولكنها غير متوافرة في مصر، فيتم النقل بسيارات النقل العادية مع الحرص الشديد في عملية السير والتسليم والتسلم ويتم إبلاغ شرطة السياحة لمرافقة عملية النقل، وأشار إن مجموعة الملك توت عنخ آمون تتنوع بين عدد من السلاسل التي كانت مخصصة لحفظ الأطعمة، إضافة إلى مجموعة من الصناديق والصنادل، كما تتضمن عددا من القطع الثقيلة يأتي من بينها تمثال مزدوج من الجرانيت الوردي للملك أمنحتب الثالث، إضافة إلى عدد من التوابيت الملونة.
فقراء
فيما اعترض “بسام الشماع” الباحث في علم المصريات، على اختيار الموقع الذي يقوم به المتحف المصري نظراً لضعف مسئولي الآثار في مصر، قائلا إنهم فقراء في أدائهم، مطالبا بوقف البعثات التثقيفية للحفاظ على الآثار المصرية، مؤكداً قيامه بحملة تحت عنوان “المصريون يشيدون المتحف المصري الكبير”، وهى حملة شعبية يتبرع فيها كل مواطن مصري بمبلغ اثنين جنيه مصري فقط لا غير من أجل دعم مشروع بناء المتحف المصري الكبير، وتهدف الحملة ليس فقط لجمع التبرعات ولكن أيضاً لزرع روح الانتماء لدى المصريين والشعور بأنهم هم من يشيدون حضارتهم ويحمون آثارهم وآثار أجدادهم، وسوف يكون لكل متبرع الحق في زيارة آثار المتحف بعد افتتاحه لمدة عشر مرات مجاناً عن طريق إهدائه تذكرة واحدة خاصة لكل عدد من هذه الزيارات، وأضاف: للمتبرعين الحق في حضور محاضرات تثقيفية عن حضارة وآثار وتاريخ مصر لمدة ستة أشهر من وقت افتتاح المتحف في قاعة المحاضرات الملحقة بالمتحف مجاناً، ويتم ذلك عن طريق تطوع أساتذة التاريخ والآثار في مصر والمرشدين السياحيين الراغبين في ذلك، وللمتبرع حق الاشتراك في خمس زيارات للآثار خارج المتحف يقوم بها المسئولون عن التثقيف القومي للشعب المصري في المتحف، وإقامة مسابقات ثقافية للأطفال والشباب وللحائزين على المراكز الثلاثة الأولى في كل مسابقة شهرية للفوز بعدد من المستنسخات التي تحاكى بعض النماذج القديمة للآثار، وعمل ورشة عمل لتعليم الترميم مستخدمين المستنسخات وتثقيف المجاميع المشتركة في كيفية الحفاظ على الآثار وعدم التعدي عليها وجرم السرقة والتنقيب غير المشروع، مطالباً التفضل بالتبرع باثنين جنيه للفرد كمشروع قومي وشعبي ليثبت أيضاً للعالم أننا قادرون على بناء مصر في هذا المشروع مما يساعد على استشراف مستقبل زاهر، ومن الممكن أن يكون المتحف المصري الكبير تنشيطا للسياحة في السنوات القادمة، مما يوفر للفرد المصري حياة اقتصادية ووفرة في سبل الحياة على أرض الواقع فالسياحة كما نعلم تفتح أبواب عمل كثيرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة يستفيد منها الملايين من المصريين، حيث طالب “الشماع” من الجهات المعنية الاشتراك والمساعدة على توصيل الفكرة إلى الآخر عن طريق وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة لأننا كلنا في قارب واحد كي نصل إلى هدفنا الأسمى وهو رفعة قدر هذا الوطن أرض الكنانة مصر.
وأشار “تامر النواجى” رئيس وحدة الآثار الثقيلة بالمتحف، أن عملية نقل الآثار تمت بمعرفة أعضاء اللجنة الأثرية التي ضمت في عضويتها، عبد الغني محمد علي رئيس وحدة التغليف بالمتحف، ومحمد بدر مدير عام المخازن بالمتحف, ووفقا لأحدث تقنيات النقل بما يضمن السلامة الكاملة للقطعة الأثرية المنقولة خاصة وأن لها قيمة أثرية كبيرة حيث يرجع تاريخها لآلاف السنين قبل الميلاد، وأكد أن تلك الآثار سيتم تخزينها داخل مخزن الآثار الثقيلة وفقا للقواعد العلمية في تخزين الآثار، وضبط درجتي الحرارة والرطوبة وفقا للمعايير الدولية لحفظ الآثار.