العالم الإفتراضي للإدارة
بقلم بشير بن علي
تايلور،دافيز،جون مي،وليم هوايت،ليفنجستون،بيتر دراكر،ستيفن كوفي وغيرهم كثير من المفكرين والمنظريين الغربيين والذين حاولوا لعقود طويلة من الزمن تقديم نظريات وحلول وأدوات تساعد على إثراء بيئة العمل بكل ما فيها من متغيرات تتعلق بالأسواق والنظم والناس.
وكما هي الأفكار في مضمونها وحقيقتها.فهي طيور تسرح في كل مكان، تتناقلها العقول وتستقر في الوجدان ويؤثر بعضها في السلوك.ولأن العالم غدى قرية كونية صغيرة.وامتدت الأعمال لتعبر القارات عبر مزيج غير متجانس من الخبرات والعادات واللغات والأديان والثقافات.فإن الإدارة استطاعت أن تجمع بين هؤلاء كلهم في سبيل تحقيق المصلحة العليا لأصحاب الأموال وشركاتهم.
ولقد قام العلماء وخبراء الإدارة بخلق عالم إفتراضي وضعوا فيه كل ما يجب أن تكون عليه الإدارة، كل من وجهة نظره هو.ورؤيته للأمور وتطبيقات ذلك على الحياة بعيدا عن التجربة الفعلية وخصوصا وأن العلوم الإنسانية طرق قياسها مجهدة وصعبه للغاية.وحتى الدراسات والبحوث لا يمكن تعميمها بصورتها المطلقة بدون مراعاة العينة التي تم دراستها وبيئتها ومحور الدراسة.وعندما يقوم انسان بتبني تلك الأفكار فإنه يتبناها في العالم الإفتراضي لمؤلفها وواضع أسسها.فإذا ما أخرجها من فكره وعقله إلى واقع عمله اليومي حدث الصدام.
ففي بيئتنا تتصارع نظريات الإدارة ومدارسها،فكل مدير وكل منشأة لها نظامها وثقافتها وسياساتها المختلفة عن الأخرى.ويظل المدير العربي يتنقل في بساتين الإدارة يصيب حينا ويخطىء في أحيانا أخرى.وفي مسيرته تلك تعتريه الهموم وتنطلق به الأمال بين ما يريد وما يأمل إنجازه وتحقيقه وبين تحديات العمل اليومي من الموظفين والعملاء والمنافسين وإدارته العليا.وعلى قدر عزمه ووضوح قيمه في الحياة،فإنه سرعان ما يتوقف ليراجع ويفكر ويقرأ ويناقش ما طبقه وما تعلمه وما كسب خبرته من أحداث عصفت به في الماضي القريب.
ولعل معظمنا يغفل عن أمرا مهم أنه مهما قدم علماء الإدارة وفطاحلتها ومخضرميها من نظريات ورؤى، فيها الغث وفيها الثمين.فإننا كمسلمون لنا في رسول الله أسوة حسنه.فهو القائد والمعلم والملهم والمربي والموجهة وهو الإداري الحكيم والقائد العظيم.كيف لا وقد وصفه القرأن الكريم بأنه على خلق عظيم.وهذا هو أساس الإدارة وعمودها الفقري.الخلق الجميل.
ولعل ما وصلت اليه الإدارة اليوم من الإهتمام بالجانب الإنساني للعاملين والموظفين وأثر ذلك على الأداء وإنعكاسه على بيئه العمل.لهو أصدق دليل على أن الناس تجني بأخلاقها ما لا تجنيه مهارة المخططين ودهاء الإداريين.