الشباب يهزمون الثورة ويقتلون التغيير
بقلم بشير بن علي
كنا نتوقع من شباب ساحات التغيير أن يكونوا بحجم الوطن ولعلنا بالغنا قليلا في أحلامنا وطموحنا،ففاقد الشيء لا يعطيه.وهذه من أبسط قواعد الحياة وقوانينها.وإذا لم نخطط للنجاح والنصر فقد خططنا للهزيمة والفشل.وإذا استطعنا أن نخدع وسائل الإعلام أو الناس من حولنا فإنه من الصعب أن نخدع أنفسنا وذواتنا.والكارثة أن لا ندرك حجم اخطائنا التي نرتكبها اليوم بعفويه وبدون تركيز أو مراعاه لأبعادها وتأثيرها على مستقبلنا.وصرنا أشبة بمهزوم يلبس ثوب النصر.والهزيمة لها مقومات وأركان،ولعل أبرز سماتها أنها تراكمية وغير مستقرة وثابته،مما يعني أنها ممكن أن تتطور سلبا أو تتحول إلى شقها العكسي فتتجه إلى النجاح والنصر ،متى ما أدرك صانعوها أسباب النجاح والنصر واخذوا بها.
ولعنا نذكر هنا بعض مقومات الهزيمة والتي تحملها الثورة وشبابها بين طياتها:
كل فريق منا له رأية الخاص ،غير القابل للتغيير والنقاش.والكبر والعناد وخلق سلسلة لا منتهية من التبرير له.
رمي الأخطاء والقصور والإخفاق على شماعات كثيرة من النظام والناس والقوى الأقليمية.
عدم إحترام الإختلاف واحتقار الأخرين وأرائهم ورؤيتهم.و العجز عن التمييز بين النصح والتوجية والخداع والتزييف.
الوقوع في خطأ اتباع أراء الشارع بدون دراسة وتمحيص.
الإستهتار بروح الشباب والناس ومعايشهم بالتضييق على حركتهم وإرعابهم من الصدامات المتوقعة.
الشعور بالقوة وبأهمية التظاهر وإجبار الأهالي على قبول ما يجري رغم الضرر الحاصل لهم من إقفال الشوارع.
ترديد كلام ومفاهيم أطراف سياسية لها أجندتها الخاصة بعيدا عن مصالح الوطن والمواطنيين.
نبرة التهديد في خطاباتهم للنظام أو للمواطنين المساندين للنظام (من باب الخوف على مستقبل اليمن واستقرارها لا حب في شخص الرئيس).
توريط الأمن في مواجهات مقصودة بعيدا عن ساحات التغيير عبر تحركات مجموعات كبيرة تجوب شوارع المدن.
وعلى كل القوى الوطنية الشريفة والنزيهة أن تعي حجم مشاكل اليمن اليوم وغدا، فنحن نعاني من حاله متأزمة جدا في كل نواحي التنمية ومن أبلغ الكلمات في وصف حاله اليمن ما قاله في نوفمبر من العام الماضى وزير التنمية الدولية البريطانى «آلان دانكان» عن الوضع فى اليمن قائلا: «نفط اليمن ينفد ومياه اليمن تنفد وربما يكون الوقت أيضا بالنسبة له أوشك على النفاد».
ويا ريت مشاكلنا تنحصر في التنمية لكُنا صبرنا عليها،لكنها تمتد لتشمل الجغرافيا والتاريخ والسياسة والمنطق.فأبناء الحراك الجنوبي يسعون لفدرالية كخطوة للإنفصال وهذا ما جاء صريحا كالشمس لا لبس فيه في حديث علي سالم البيض لقناة الحرة وكلام حيدر أبوبكر العطاس - أول رئيس لحكومة الوحدة اليمنية - لقناة BBC .حيث قال بالنص (يعني الفيدرالية على أساس أنها تكون مرحلة.مرحلة لطريق الوصول إلى الدولتين المستقلتين).
وما تسرب أيضا من إتفاقات سرية بين دولة قطر والحوثيين وأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والقاضية في ملخصها بتكوين مملكة للحوثين في شمال الشمال،واستثمارات لمدة ثلاثين عاما للنفط في حضرموت لآل الأحمر ،واستثمارات مماثلة في مجال الغاز لدولة قطر.وإذا صحت هذه التسريبات،ولو في حدها الأدنى ،فإن ما يحدث اليوم من حراك وتظاهر سلمي بإيدي الشباب يتم توجيهه من أجل مصالح ضيقة تخدم فئه من أبناء الشعب وعلى السواد الأعظم المغلوب على أمره.أن يبدأ في الإعداد لثورة قادمة.
وهذه رسالة إلى الشباب،تذكركم بان الله تعالى في سماه، ومن أمره بين الكاف والنون قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام،ليعلمنا بأن هناك خطوات وسنن كونية وشرعية وحياتية،يجب مراعاتها في حال البناء والهدم.لذا يجب علينا أن نجزأ مشاكلنا لنتمكن من حلها واحدة إثر واحدة.والتركيز الآن ينصب على رحيل رأس النظام الفاسد ثم نتناول بقية الملفات المتعلقة كل في حينه.
ورسالة للمعارضة، ما الذي تريدونه؟ولماذا تتلاعبون بحاضر اليمن ومستقبلها وبأمنها؟ولماذا ترفضون المبادرة الخليجية بكل هذا الغباء؟ ألم تشاهدوا يوما قطاً يطارده صاحبه في بيته لأنه أكثر من العبث.فنجده يسارع بالهرب والإختباء، ثم إظهار الأسف والندم بعينيين ذابلتين.وأنه لو استمر صاحبه في مطاردته سيستمر في الهرب حتى إذا حاصرة في زاوية أو ركن قصي وشعر القط بعدم وجود منفذ للهرب أو المناورة ، تحول إلى نمر وحشي وأظهر مخالبة وبدأ يقاتل من أجل حياتة والدفاع عنها.لماذا إذن ندفع رأس النظام إلى ركن تضيق فيه الخيارات أو تنعدم،وكأنكم تسعون إلى أن يرفع شعار شمشون (( علي وعلى اعدائي)).
ورسالة أخيرة إلى قيادات المؤتمر الشعبي العام ومحبي الرئيس، علام تبرير أفعاله وسياساته ومبادراته،علام تذكيرنا بانجازاته ومعجزاته،علام الخروج للشارع لتأييده والدفاع عنه.ألم تفهموا بعد وتقرأو مطالبه بهدوء.أليس كل همه أن يغادر اليمن بأمان ولا يلاحق قضائيا هو وأسرتة.ألا يعني هذا انه تخلى عنكم وترككم لمصير مجهول مع قيادات اليمن القادمة.ألم تشاهدوا ملفات التحقيق مع أركان النظام المصري والتي طالت رئيس الوزراء السابق وبعض وزراءة.
إن الرئيس اليوم يسعى لخروج آمن له وحدة فقط.
وهذا منتهى الأنانية ونكران لحبكم وولائكم وتضحياتكم.والقرار لكم.
