الرئيس سيحلق شاربه قريبا
بقلم بشير بن علي
لا زال الشارب يشكل حدا فاصلا بين التراث والحداثة.وهذا في أغلب العالم الشرقي.لذا عندما استلم اتاتورك مقاليد الدولة التركية الحديثة،قام بحلق شاربه الكث والتخلص منه نهائيا.هذا ما خلصت له مجلة فورين بوليسي الأمريكية في بحثها عن العلاقة بين الشارب والإستبداد،ذاك أن معظم المستبدين في العصر الحديث كانوا من ذوي الشوارب على حد وصفها.
ولتركيا الحديثة اليوم موقف تخلت به عن موقف مؤسسها، فطيب رجب اردوغان عاد ليضع الشارب إبتداء من 2002 ايذانا بتحول في السياسة التركية وهذا ما كان. كما أن الدكتور بشار الأسد قرر أخيراً أن يحلق شاربه بعد خطابه في 30 مارس الماضي ،بعد أن حافظ عليه طوال العقود الماضية وهو توجه يخالف والده ذو الشارب الكث.كما لا ننسى هنا شارب الرئيس الراحل صدام حسين والمقرون منذ القرن السادس عشر بالرجولة في أرض العراق،وهذا ما جعل كثير من الوحدات الأمريكية المحتلة تصدر أوامرها بإطلاق الشوارب تماشيا مع ثقافة البلاد.ومن الشوارب الإستبدادية الشهيرة شارب جوزيف ستالين وأدولف هتلر والإسباني فرانسيسكو فرانكو ورجل بلاروسيا القوي الكسندر لوكاتشينكو وروبرت موجابي من زيمبابوي والزعيم الليبي معمر القذافي.
وعملية حلق الشارب تظهر للعالم مقدار الديمقراطية التي يمارسها الزعيم فاقد الشارب مع شعبه،باستثناء الزعماء العرب أمثال زين العابدين بن علي وحسني مبارك،والذين فاقا الإستبداديين من أصحاب الشوارب.
لذا ينبغي على الرئيس اليمني إذا كان صادقا في عملية الإصلاح وتأمين اليمن قبل خروجة النهائي من هرم السلطة الحاكمة وكافة تفاصيلها ودهاليزها،أن يقوم بحلق شاربه هو وأبنه وأبناء أخوته وأركان نظامة.حتى نتمكن من الفهم الحقيقي والجاد لنواياه في تسليم السلطة،وحلق شاربه هو المؤشر الوحيد على أن رأس النظام السياسي اليمني قد فهم حقيقة طلبات الشعب واحتجاجاته المستمرة ضدة.حينها فقط سننبه كل اليمنين إلى مخاطر الزعماء أبو شوارب فهم يميلون إلى العنف والدكتاتورية والبيض مثالا لذلك.والرئيس إبراهيم الحمدي مثال للسلمية والديمقراطية والبناء فهو رئيس بدون شارب.