العاصمة عدن والرئيس حضرمي
بقلم بشير بن علي
القراءة السريعة لتوحيد خطاب الشارع اليمني بمختلف قواه ومشاربه لايلغي مطلقا أهداف كل قوة على حدة وإن اتفقوا الآن على الهدف الأعلى وهو اسقاط النظام. لتبدأ بعدها مسيرة الأهداف الفرعية .تماما كما فعلت القوى الأفغانية بعد دخولها كابول وتناحرها على السلطة والثروة.وليس مستغربا حينها ان يستمر الحراك الجنوبي في طلب الانفصال وتصعيد وتيره الاحتجاجات،كما سيطالب الحوثيين بحكم ذاتي في صعده..وليستمر التصدع في الوسط والغرب. وعبر نظرة متأنية لوضع اليمن القبلي،يدرك المتابع بسهولة قدرة اليمنيين على تدمير ذاتهم بعدم قبولهم لقبيلة أخرى تحكمهم مجدداً. فالكل ينظر لنفسه وقبيلته من فوق وبقية الناس رعاع.
فاليمن لم تعش موحدة لفترة تجاوزت ألف عام إلا في ظل الإسلام وكلما ابتعدت الأمة بحكامها وناسها عن النهج الرباني،كلما تذوقت مراره الإنقسام والتشرذم. ألم يقل أبناء سبأ في الآية 19 من سورة سبأ (ربنا باعد بين اسفارنا)وقال الله تبارك وتعالى انهم بهذه الدعوه(ظلموا انفسهم) لذا قضى الله عليهم بعقوبتين (فجعلناهم أحاديث)(ومزقناهم كل ممزق).فغسان ذهبوا للشام والأزد باتجاه عُمان وخزامة سكنت تهامة وآل خزيمة نحو العراق والاوس والخزرج استقروا بيثرب.
لتعود اليمن موحدة في ظل الدولة الاسلامية (الخلافة الراشدة والحكم الاموي والعباسي) ثم انفصالها عنها وبدء حكم الزيديين من صعدة ثم خضوعها لحكم الايوبيين ليسيطر عليها الرسوليين وتنتقل منهم الى الطاهريين ثم تدخل تحت ظل الحكومة العثمانية لنصل إلى عهد الامامة ثم الجمهورية الحالية.تلاها البدء في مشروع دولة الوحدة اليمنية وتحقيق الحلم بفضل الله ومنته وكرمه ثم العمل بالاسباب واغتنام الفرص والأوضاع الدولية الأقليمية المتغيرة وتحديداً سقوط الاتحاد السوفيتي وانقطاع الدعم عن دولة الجنوب الامر الذي جعلها تسعى لدولة الوحدة وتحميل خزينة اليمن الشمالي حينها، تكاليف جمه واقتصاد منهار على اقتصاد ضعيف.والبدء في مشروع الانفصال بعد اربع سنوات فقط.كما جرت عادت الحزب الإشتراكي في تصفية قياداته كل اربع سنوات. لذا يجب علينا اليوم في حال توصل لجنة العلماء مع المعارضة الى نقاط لتسوية أزمة اليمن والتي ستكون ابرز نقاطها تمسك المعارضة بكلمة الرئيس امام العسكريين بعدم التوريث والتمديد. للوصول الى انتخابات رئاسية ايا كان موعدها بدون شخص الرئيس صالح.إلى وضع مقترحات وأفكار تحافظ على استقرار اليمن وسلامتها في مرحلة ما بعد الرئيس الحالي.
لذا يجب صياغة مشروع الوحدة اليمنية بشكل جديد بحيث يتوافق مع طموحات كل اليمنيين كما يراعي القفز على الشكليات والانسجام مع مستقبلنا الذي ننشده.وعليه تكون مدينة عدن المناضلة والتي طردت المحتل الأجنبي من ربوعها هي العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية.وتظل صنعاء العاصمة التاريخية لبلاد اليمن السعيد. ومع هذا التغيير ستغدو الجمهورية اليمنية من نظام رئاسي إلى نظام وزاري.ويكون رئيس الجمهورية من حضرموت ورئيس الوزراء من أبناء المناطق الجنوبية (الضالع – شبوة – لحج – عدن – أبين). على أن يرأس وزارة الدفاع ووزارة الداخلية شخصيات من أبناء المحافظات الشمالية. ويتم تحرير المؤسسة الأمنية والعسكرية من سيطرة الحكومة المباشرة وتعيين مجلس عسكري أعلى مكون من رئيس الجمهورية وقيادات وزارة الدفاع وهيئة الاركان العامة وقادة الالوية الرئيسية للجيش اليمني.وخلال فترة الانتقال الى النظام الوزاري للدولة يتم تشكيل حكومة تكنوقراط. (والتكنوقراطيين هم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطه بهم، وهم غالباً غير منتمين للأحزاب).
السبت 5 مارس 2011.
