متى وعالم الجآن

بقلم بشير بن علي

التجارب الإنسانية مدرسة تعلمنا كل يوم دروسا جديدة، طالما وأنت تثير الأسئلة الصحيحة،طالما وأن هناك حصيله ونتيجة،طالما استمرت التجربة والمحاولة،ولم تقرر التوقف أو النظر بسلبية او البحث عن شماعة لتلقي عليها الاعذار وتبتعد عن الحقائق الواضحة والصورة الكاملة للاحداث.

كتب المصمم الامريكي المتخصص في تقنية الحياة الحديثة (بكمينيستر فولر) قائلا(كل ما تعلمته البشرية إنما كان نتيجة للتجربة والخطأ،لقد تعلم البشر من خلال الخطأ وحده). لذا فلا عيب أن تتعلم من أخطائك وتتعلم أكثر من أخطاء الآخرين فالسعيد من تعلم بغيره.ولا غضاضه أن يتعلم النظام كذلك من اخطاء الانظمة المجاورة.فالأمر سيان على الأفراد والحكومات والانظمة.أو حتى يتعلم من اخطائه السابقة.

لأنه وبدون ارادة التعلم فإن الضياع هو السمه المميزة للتجربة الانسانية فكل ما سكن بين جوانب هذا العالم المادي معرض للفناء والاختفاء والزوال.ويعلمنا التاريخ ان الحضارات وكذلك الأنظمة، تنمو وتزدهر وتموت وتختفي،وفي بعض الاحيان تموت سريعا(تونس ومصر)وفي احيانا أخرى تتجرع سكرات موت بطيء.

ومن المؤسف ان نصل بعد حين لمرحلة الضياع لتاريخ جميل يبعث على الفخر والمجد ،سطرته دماء الشهداء وأرواح الأبطال وقرار قائد شجاع.يأبى اليوم إلا أن يغلق عينيه ويصم اذنيه ويلغي فؤاده،على احلام شعب كل الذي اراده يوما ان يحيا بكرامة.

سيادة الرئيس هل لي بسؤال اخير..لماذا شماعاتنا من النوع الذي لا ينكسر أبدا؟ لماذا يسيطر الفشل على اداء الحكومة؟ بل لماذا يستمر الفاسدون في ادارة البلاد؟ لماذ لا يقالون من مناصبهم أو يحاكمون؟ لماذا يصرخ الشعب ألما وظلما؟ وهل كل مصائب اليمن ومشاكلها معلقة على شماعة الخونة المتآمرين؟.

رجاء سيادة الرئيس اكسر هذه الشماعة،ودعنا جميعا نحمل فشلنا واخفاقنا على اكتافنا ونبدأ مسيرة التصحيح.فليس عيبا ان نقر ونعترف بالتقصير وعدم بذل الجهد الكافي للتغيير. لكن متى سيحمل النظام المهمة الجليلة على عاتقه؟ متى سيتحمل المسئولية فوق كتفه لانقاذ البلاد والعباد والانتقال بهم الى بر الإمان؟ ام على الشعب ان يبحث عن شماعة اخرى غير النظام؟ فربما كانت في عالم الجآن.

 الاحد 20 فبراير2011.