أكاديمية المبيعات

بيت الخبرة لرجال المبيعات في الوطن العربي

 

اليمن خطوات الاستقرار

بقلم : بشير بن علي

ثورة شعب ..يخطىء كثير من اليمنيين في تشبيه وضع مصر باليمن رغم وجوة الشبة الكبيرة بين الشعبين والنظام السياسي القائم.الا ان هناك اختلافا جوهريا يجب مراعاته قبل البدء في ثورة غضب يمنية.أبرز ملامح الاختلاف ان الحراك المصري بدأ قبل سنوات خلت بتثقيف الشباب سياسيا واعلاميا والفضل يعود لحركة كفاية التي اولت على نفسها هذا الدور الكبير.كما ان نسبة المتعلمين فيها كبيرة جدا وعدد السكان مرتفع وخصوصا في المدن الرئيسية.ومع ارتفاع نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر والتي بلغت 35 مليون مواطن بما نسبته 40% من المصريين.كل هذه العوامل ساهمت في تفجر الثورة وتدفقها الى الشوارع بطريقة فاجأت الشباب والشارع والنظام.

اما اليمن فبالرغم من ارتفاع نسبة من يعيشون تحت خط الفقر فان 83% منهم يعيشون في الارياف اي ان الفقر في اليمن ريفي بدرجة كبيرة. هذا ما كشفه تقرير برلماني يمني عن ارتفاع معدلات الفقر في البلاد إلى 42.8 بالمائة في العام 2010، مقارنة بمعدل 33.8 بالمائة عام 2009، حسبما ذكرت صحيفة "الشرق" القطرية. كما أن  نسبة الامية ما زالت عالية.وكل من يعيش في المدن الرئيسية الخمسة صنعاء وعدن وتعز واب والحديدة، لايتجاوز عدد سكان اكبرها 2.5 مليون مواطن بدون أريافها،ومعظم ساكنيها لديهم اعمالهم الخاصة من محلات صغيرة او سيارات اجرة او وظائف حكومية او طلبة يدرسون في الجامعات،لذا فنسبة الفقر في المدن محدودة والجمعيات الطوعية والخيرية تحاول ان تسد هذه الثغرة بقدر امكاناتها المحدودة.

 

لذا فأي دعوة لثورة شعبية لن تجد صداها في المدن لأن الجميع لديهم ما يخسرونه وحياتهم تسير ولو في حدها الادنى.والريف متباعد ومتسع وكبير وفي كل وادي وجبل على مدى تراب هذا الوطن توجد قرية وعزلة وناحية.ومن الصعب في ظل تضاريس اليمن الجبلية الوعرة من جمع هؤلاء في مكان واحد وساعة محددة ،كما لا ننسى دور مشائخ القبائل والقرى في مختلف نواحي اليمن والذي يدين معظمهم للولاء للنظام السياسي القائم وترتبط مصالحهم به.

وتمرد القبيلة في اليمن على النظام لا يحدث الا في حال التنازع على قطعة من الجاتووه واذا اعطوهم سيرضون ويعودون الى جبالهم سالمين،فهم يفتقدون للهم الوطني او الرؤية الكلية للاحداث.

وما يجب على النظام السياسي في صنعاء ومستشاريه هو القيام بضبط النفس وزيادة مساحة التنفيس الشعبي واللعب مع قيادات المعارضة الشكلية والتي فقدت حضورها وتواجدها في الشارع وتأثيرها كذلك،وهي التي ستحاول لاحقا من فرض ارادتها على النظام عبر الشارع اذا استمرت المظاهرات واتسع نطاقها ومداها.

اما بالنسبة للحراك الجنوبي فان الامر يبدو محسوما بشكل او بآخر لصالح الوحدة الوطنية وبقاء اليمن موحدا خلال السنوات القادمة حتى يستقر وضع الولايات المتحدة والخليج وايران وتظهر قواعد اللعبة وتوزيع ثروة الخليج بين الامريكيين والايرانيين.

وبما ان ايران تضغط على منطقة الخليج واليمن بحركات ثورية تمتد بالولاء العقدي والسياسي والمالي لها وخصوصا في اليمن وقد حملت السلاح وواجهت الدولة في ستة حروب دموية.فان امريكا وحفاظا على البوابة الجنوبية للجزيرة العربية وحلفائها الاستراتيجيين في الخليج، ستسعى الى تبني قيادات الحراك الجنوبي بعدما يستقر الوضع وتثبت هذه القيادات في الشارع وتمتلك الاجماع الشعبي.لتدخل اليمن مرحلة الفيدراليات بحيث تحكم كل محافظة يمنية بفدرالية كاملة تماما كالامارات العربية المتحدة وهذا حل يوافق عليه نظام صنعاء من الان تحت مسمى حكم محلي واسع الصلاحيات.

يبقى لنا عامل اخير في استقرار اليمن شخص الرئيس علي عبد الله صالح والذي يمتلك كثيرا من الخبرة والحنكة والمعرفة في شئون اليمن ومساراتها المختلفة وخصوصا في ظل غياب مؤسسة القضاء المستقل النزية وسيطرتة التامة على المؤسسة الامنية والعسكرية.وشخصيتة المرنة في حالات التاكيد على بقائه من قبل الولايات المتحدة ومن ورائها دول الخليج اللاعبين الرئيسيين في اوضاع اليمن.

أما في حال غياب الرئيس عن المشهد السياسي بسبب الموت.فهذا أمر سنتحدث عنه في وقت آخر.

الاثنين 14 فبراير2011.

 

  • Currently 80/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
23 تصويتات / 110 مشاهدة
نشرت فى 28 فبراير 2011 بواسطة basheerye

المدرب/ بشير بن علي

basheerye
مدرب أول في مجال المبيعات »

عدد زيارات الموقع

52,865