أكاديمية المبيعات

بيت الخبرة لرجال المبيعات في الوطن العربي

 

مصر وقناة الجزيرة والعرب

بقلم بشير بن علي

ان ما حدث في مصر فخر يرفع رؤوسنا كعرب ليس أمام العالم الغربي أو حتى الشرقي ولكن امام انفسنا الممتلئة بالهزيمة والاستسلام والخنوع.لذا فقد اعادت لنا هذه الثورة الشعبية في مصر الكنانة بعض من شعورنا بالعزة والكرامة.

ورغم المحاولات الكثيرة لسلب الامة هذا النصر وهذا ما سيحدث لاحقا وبصورة جديدة باعتبار ان الغرب النصراني بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لن يفرط في مصالحه ولن يسمح بانظمة تغرد خارج السرب إلا وفق مصلحته هو. تماما كما فعل بدولة قطر حيث تبناها وجعلها نموذج مربك لكثير من الساسة والمواطنين والعقلاء في بلادنا العربية.

وقبل ان تتشتت عزيزي القارىء احب ان الفت انتباهك الكريم الى ادارة متخصصة تتبع الادارة الامريكية يمكن تسميتها بادارة اختلال المنطق وعملها الرئيسي الغاء النمط المنطقي لاي امر تديره أمريكا وتكون أهدافها فيه بعيدة وإستراتيجية بحيث تظهر امريكا (مع) بينما هي (ضد) في اللحظة ذاتها.

لاشك أن لقناة الجزيرة دور فاعل وحيوي فيما حدث بمصر فتغطيتها الدائمة والمستمرة في المشهد المصري وتحليلاتها المباشرة وأسئلتها الموجهه والتي ساهمت في تصعيد ثورة الغضب الشعبي ضد النظام المصري لا يخفى على احد بيد أن لها أجندتها الخارجية والشواهد كثيرة جدا من بداية بث القناة وصولا لتغطيتها الخاصة بثورة مصر ،وهنا سؤال مهم لماذا تغافلت الجزيرة ولم تسلط الضوء على زيارة وزير الدفاع المصري لأمريكا  يوم 29 يناير؟.

ولتوضيح اجزاء من الصورة فان المشير طنطاوي يرفض الوجود العسكري لاسرائيل ويرفض تدخل الجيش المصري في سيناء الامر الذي ادى الى تصادم مع عمر سليمان ابان عمله كمدير للمخابرات العامة وبضغط من اسرائيل حينها لتأمين سيناء من مهربي الاسلحة لفلسطين اكثر من مرة .مما جعل الرئيس المخلوع يعاتب طنطاوي ثم يسحب سيناء من اشراف الجيش ويحولها لعمر سليمان وتحت هيمنة المخابرات.الامر الذي صدع العلاقة بين مؤسسة الجيش ومؤسسة الأمن.

وقناة الجزيرة باهمالها لتلك الزيارة المهمة لتؤكد لكل متابع الدور غير المعلن للمشير طنطاوي واللعبة التي يجب ان يلعبها في حال سقوط النظام برأسية حسني وسليمان.

وهذا ما ستكشفه الايام القادمة..من بطىء في الاجراءات بدعاوى مختلفة ثم تعيين حكومة تضم عناصر شريفة من الشباب والمعارضة.ليتم حرقها لاحقا باعتبار عجزها عن تحقيق اهداف الثورة وتطلعات الفقراء.كما سيتم اتهامهم من الباطن بالفساد او الغباء او عدم الجدارة.متناسين النظام البيروقراطي الذي تدار به الدولة من خمسينيات القرن الماضي.

لكن الادارة الامريكية ومن يحركها تحديدا واقصد بهم الانجليين الجدد والذين يحاولون تسريع الاحداث لقدوم المسيح بزعمهم.سيقدمون مساحة للشعوب العربية لممارسة الديمقراطية الغربية وخلق جزء من التحرك للامام المدروس بدقة، بحيث تكون مساحة الحرية والتنوع سببا لتفريغ طاقات الكبت والكراهية ونشوء بقية الجيل العربي في بحبوحة من العيش بحيث يمتلك شيء يخاف أن يخسره إذا حانت لحظة الحقيقة.

ووفق هذا المخطط فإن  لقناة الجزيرة الباع الاكبر في تغيير المنطقة وفق تلك الاجندة ولقطر  شرف الاستضافة .فقناة الجزيرة تأسست باتفاق امريكي مع امير قطر ابان الانقلاب الذي قاده على والده الشيخ خليفة آل ثاني في يونيو حزيران عام 1995، أثناء سفر والده للخارج.

ولقد حدد ذلك الاتفاق اسم القناة( الجزيرة) وميزانيتها وكادرها وارشيفها.والذي كان عبر بي بي سي البريطانية.وعندما بدأت القناة تقوى شوكتها وتهاجم انظمة صديقة للولايات المتحدة(السعودية)أوحت امريكا للنظام السعودي بانشاء قناة اخبارية منافسة وسيتم تزويدها بنفس ارشيف الجزيرة ويا للعجب فقد اقترحت امريكا اسم القناة ايضا(العربية).

ليبدأ مسلسل  التنافس بين القناتين وتغيب مصلحة امريكا في المنتصف تلبيه لاحتياج الشعب العربي لمعرفة الحقيقة.ويبدأ غزو العراق لتتضح هذه المنافسة والولاء الظاهري للامة العربية في تغطية القناتين الامر الذي يدفع امريكا ولاول مرة منذ تأسيسها إلى كسر قواعدها الإعلامية المفتوحة للافراد والمؤسسات وتنشىء قناة رسمية باسمها وادراتها وتوجهها للعالم العربي اسمها( الحرة).

وقد نتفق مع هذا الكلام او نختلف الا ان ما بين الاسطر مثير جدا.

امريكا قالت لنا بوضوح وخلال الفترة الماضية ان: (الجزيرة العربية الحرة) هي مستقبلنا وفقا للقيم الأمريكية؟!

ولعنا نفهم الآن مصطلح الشرق الأوسط الجديد ومحاولات تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.

وستكون البداية دول شمال أفريقيا لأنها تضم أوضاع اقتصادية متردية وأنظمة قمعية قاسية ونسبة متعلمين كبيرة وقرب من أوروبا.لذا فالمشهد بدأ بتقسيم السودان ثم أحداث تونس واليوم ثورة مصر وغدا الجزائر وليبيا وهكذا.

أما دول الطوق والمواجهة مع إسرائيل وما تربطهم بإيران من ولاءات فسيتم تأجيلهم قليلا والتعامل بدبلوماسية واستجابة لضغط الشارع في حينه.

إذن العرب اليوم يشهدون مرحلة تغيير كبيرة في ظاهرها مصلحة الأمة ومستقبلها، وباطنها استنزاف المزيد من الثروات لصالح المستعمر الغربي وبأيدي عربية مائة بالمائة.

لكن عزائنا هو في نفس الوقت أملنا الكبير وثقتنا بوعد الله تعالى (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال 30.

الاحد 13 فبراير2011.

 

  • Currently 137/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 261 مشاهدة
نشرت فى 28 فبراير 2011 بواسطة basheerye

المدرب/ بشير بن علي

basheerye
مدرب أول في مجال المبيعات »

عدد زيارات الموقع

54,639