تم الإفراج عن أربعة صحافيين إيطاليين كانوا قد خطفوا في ليبيا الأسبوع الماضي، إلا أن مصير الصحافيين الأجانب والمحليين - بما في ذلك ستة صحافيين ليبيين مفقودين منذ بدء الانتفاضة في شهر فبراير- يبقى مهب الريح بينما يحتدم القتال في طرابلس، حسب لجنة حماية الصحفيين.
وقالت اللجنة "إن أحداث الأسبوع الماضي تظهر مدى لخطورة التي لا تزال تمثلها ليبيا لجميع الصحافيين"، وأضافت اللجنة: "نأمل أن تهدأ تلك العدائية، وأن يتم معرفة أماكن وجود الصحافيين الليبيين الذين ما زالوا مفقودين".
وتم الإبلاغ عن اعتبار كل من عاطف الأطرش، أحد المساهمين في وسائل إعلام محلية في بنغازي، ومحمد سحيم، كاتب ومدون سياسي ناقد، ورسام الكاريكاتير محمد أمين، وإدريس المسمار، الكاتب ورئيس تحرير السابق لمجلة شهرية ثقافة، في عداد المفقودين.
وفي أواخر فبراير، تم اعتقال صحافيين من طرابلس ولم ترد عنهم أنباء منذ ذلك الحين، وهما سلامة الشعب رئيس نقابة الصحفيين وسعاد الطرابلس مراسلة موالية للحكومة تعمل مع "الجماهيرية".
وكان الصحافيين الإيطاليين الأربعة تم اعتقالهم من قبل القوات الموالية للقذافي يوم 24 أغسطس/ آب وأفرج عنهم في وقت لاحق من اليوم بعد مداهمة الشقة التي تم أسرهم فيها، حسب لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحفيين. بينما قتل سائقهم الليبي أمامهم. ووفقا لمراسلون بلا حدود، قال الصحافييون إنهم تم الاعتداء عليهم وصودرت معداتهم وأموالهم.
وتشير مراسلون بلا حدود إلى أن اختطافهم جاء عشية زيارة إلى إيطاليا قام بها محمود جبريل، الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الذي يقود ليبيا، وكان من المقرر أن يجتمع مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. واعترف بالمجلس العديد من البلدان كالحكومة الليبية المؤقتة.
وخلال اليوم نفسه، تم إطلاق سراح ماثيو فانديك الصحافي الأمريكي الذي كان مفقودا في ليبيا منذ 13 آذار/ مارس، من سجن أبو سليم في طرابلس مع عدة سجناء بعد أن استولى الثوار على السجن، حسب لجنة حماية الصحفيين. وقالت والدته للجنة حماية الصحفيين إنه كان محتجزا في الحبس الانفرادي أغلب فترة سجنه.
وقالت لجنة حماية الصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر، إن تريسي شيلتون تعرضت لهجوم وحشي، وهي صحافية استرالية مستقلة واعتدى عليها رجلان مسلحان في غرفتها بالفندق في بنغازي، ولكنهما هربا من خلال القفز من شرفة مجاورة. وهي حاليا تتعافى في فندق آخر في بنغازي، في حماية الثوار.
أيضا في شهر أغسطس/ آب، تم احتجاز نحو 35 صحفيا أجنبيا معظمهم من الولايات المتحدة وبريطانيا كرهائن في فندق ريكسوس في طرابلس لمدة خمسة أيام، حسب لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود. وقال ماثيو تشانس لشبكة (سي إن إن) إن الصحافيين تفاوضوا مع حراس مسلحين لإطلاق سراحهم.
وقال الصحافيون الذين احتجزوا في الفندق إنه تم وضعه قناصة حول المكان التابع للقذافي حيث كانت القوات لا تزال تحارب. ووفقا لمراسلون بلا حدود، كان لديهم فرص ضئيلة في الحصول على المواد الغذائية و انقطاعات متكررة لإمدادات المياه والطاقة.
ويوضح الفيديو التالي تقارير من المصورين الصحافيين الذين كانوا محتجزين بالداخل: A video from the "Guardian"
وقالت "غارديان" إن الصحافيين الذين اجتازوا ريكسوس في الأشهر الستة الماضية، قالوا إنهم يخشون من أن يصبحوا دروعا بشرية للنظام في حال حدوث هجوم للثوار. واتهم مسؤولي النظام بشكل منتظم الصحافيين الأجانب بأنهم جواسيس يقومون بنقل المعلومات لقوات حلف شمال الأطلسي والمتمردين.
ومع رفض قوات القذافي الاستسلام، يستمر الصحافيون على خط النار. وأصيب اثنان من الصحافيين الفرنسيين بجروح إثر إطلاق رصاص عليهما، وهما المصور ألفارو كونافا ومصور "فرانس 2 " برونو جيرودون. وكلاهما أصيب بأعيرة نارية بينما كانوا يقومون بتغطية القتال حول المجمع القذافي في باب العزيزية في طرابلس الأسبوع الماضي، حسب منظمة مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحفيين.
كما تعرض الصحافي الروسي، أوركان جمال من "ازفستيا" اليومية، لإصابة في ساقه خلال القتال في طرابلس في 22 آب /أغسطس، حسب مراسلون بلا حدود.
وتحث لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود جميع الأطراف المعنية على ضمان سلامة الصحافيين في ليبيا.
وتدعو المادة 19 المجلس الانتقالي إلى ضمان الحق في حرية التعبير في الميثاق الدستوري المؤقت، وذلك تمشيا مع القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
وقالت المادة 19 إن: "غياب حرية التعبير في ظل حكومة القذافي أدت إلى انتهاكات منهجية واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وعلى المجلس الوطني الانتقالي واجب تجاه شعب ليبيا ضمان عدم تكرار ذلك".
وعلى أرض الواقع هناك أمل. ففي بنغازي، والتي سيطر عليها المتمردون في فبراير، للناشطين الشبان إمكانية "استخدام كل الوسائل الممكنة للتعبير عن أنفسهم"، وقالت شهيرة أمين، وهي صحافية ليبية ومذيعة بالتلفزيون استقالت من منصبها كنائب رئيس تلفزيون النيل الذي تديره الدولة في فبراير وتكتب حاليا لمؤشر على الرقابة.
وكتبت تقول إن: "الكتابات والرسوم على الجدران، وإطلاق محطات الإذاعة والقنوات التلفزيونية الجديدة على الإنترنت، والمناقشات العامة حول مستقبلهم، وزيادة العمل التطوعي والنشاط السياسي، كلها مظاهر الحرية الجديدة للشباب"، وأضافت إن ذلك بمثابة دلائل على أن الليبيين يسيرون بخطى قوية نحو بناء ليبيا الديمقراطية الجديدة.
نشرت فى 3 سبتمبر 2011
بواسطة barkat2
بركات الضمرانى
قضاياحقوق الانسان والحركه العماليه بالصعيد »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,233
ساحة النقاش