حقوق العمال والغلاحين فى الصعيد

حول الانتهاكات الحقوقيه للفلاحين والعمال فى الصعيد

عشرة مشاريع لتطوير الثورة السورية... أوشكت الثورة السورية على إتمام الشهر السادس من عمرها، وما زال النظام الشبيحي الحاكم يعيث في الأرض فسادا وقتلا.. لا أقول إن الستة الأشهر السابقة لم تحقق شيئا، كلا بل حققت كل شيء يُبنى عليه مستقبل سوريا، فالمستقبل المنشود لولا هذا المخاض العسير لن يكون، ولكن هذا قدر الله عز وجل على بلاد الشام الأرض التي باركها للعالمين، أن تكون أشد بلاء، وأكثر فتنة.. في ما مضى من عمر الثورة السورية ولد أهم مقوم من مقومات نجاح أي ثورة في العالم، إنها الشجاعة والإصرار والتمرد على الخوف، ومسح تاريخ مرعب يلاحق السوريين في كل زاوية ومكان . فسقوط النظام السوري مرتهن بسقوط مملكة الرعب في نفوس السوريين. الثوار المنتفضون في سوريا قد أدوا ما عليهم وزيادة حين جادوا بأنفسهم وبكل ما يملكون في سبيل الله وفي سبيل التخلص من الظلم والطغيان، وصنعوا ثورة من أعظم الثورات في العالم.. وقد طوروا ثورتهم بأيديهم، فابتكروا وأبدعوا وعملوا وأنشدوا وقالوا وفعلوا. لا يحتاج الثوار إلى معلمين فالثورة علمتهم، والميدان صقل مواهبهم، ولذلك كان في الثورة السورية جوانب إبداعية كثيرة، فالابداع كان بقدر المعاناة، والتطوير كان بحجم المأساة. هذه أهم عشرة أفكار استقيتها من روح الثوار، ومن ضجيج الميدان، تساهم في تطوير الثورة، وتعجل ببلوغ المقصود بإذن الله: 1-الثورة الشمولية: النظام الحاكم في سوريا نظام مستبد، يعتمد على الطائفية الفاسدة، ففيه أفسد أبناء الطائفة العلوية، وأفسد أبناء السنة والدروز وهكذا، ولذلك نحتاج أن نطور الثورة ونجعلها شاملة لطوائف الوطن كلها، ولأرجائه كلها، ولمدنه كلها. هنا نسجل أسفنا عن تخلف بعض المدن الكبيرة ولا سيما حلب عن ركاب هذه الثورة الكبرى، ونسجل كذلك تخلف بعض الطوائف عن قافلة الكرامة هذه، رغم المناشدات والتطمينات الكثيرة. إلا أن الحقيقة تقال: هناك عدم شمولية في الثورة السورية، لأسباب كثيرة، أهمها خوف بعض المدن والطوائف من هذه الثورة رغم التطمينات التي قدمت لهم. لذلك يجب استهداف هذه الفئات وهذه المدن بالتشجيع والتوجيه، ويجب بذل الأسباب لاقناع فعالياتها الشبابية بالمشاركة بقوة في هذه الثورة السورية الكبرى. 2-التحرك العسكري: لا أقصد تدخلا عسكريا من الخارج، بل أقصد التحرك العسكري السوري، فالجيش السوري مدعوٌّ للإخلاص لله ووطنه وشعبه، والبر بيمينه وقسمه. ولكن يؤسفنا أن الجيش ما زال إلى الآن أداة قتل بيد النظام، وتعليق كل ما يحصل من تحرك عسكري ضد الشعب على الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد غير معقول، فالجيش برمته مشارك في هذا القتل والحصار. ولعل شهادة الجندي القشعمي التي نشرتها جريدة الشرق الأوسط تثبت هذا، وتثبت أن الضباط العلويين أصحاب الرتب العالية في الجيش لهم دور فيما يحصل. لذلك الأحرار من ضباط الجيش وأفراده مدعون للانشقاق عن هذه القيادة الفاسدة، والالتفاف حول الشعب والثورة، سواء كانوا سنة أو علوية أو دروز أو نصارى. كذلك هم مدعوون للتنسيق فيما بينهم للانشقاق بقوة وبجماعات كثيرة، مع أسلحتهم ومعداتهم، كي يحصل ردع المعتدين، أو على الأقل تحييد الجيش. يؤسفنا أن الجيش السوري الذي كان يعد لمحاربة العدو الصهيوني - كما يزعم النظام - هو الجيش الأسوء أداء في كل الثورات العربية. فهل صحيح ما يقال من أنه: فقط في سوريا دولة الممانعة تعد الجيوش لقمع الشعوب؟؟!! الانشقاقات الأخيرة التي أعلن عنها أصحابها وتشكيل جيش من هؤلاء الأحرار يخيف الشبيحة والأجهزة الأمنية وتجعلها تخفف من غلوائها، فإن الجيش هو الذي يحمي هذه الأجهزة، فحينما تشعر بالقلق من جهة الجيش فإن المعادلة ستتغير. 3-العصيان المدني: دعوة مفتوحة إلى كل حر من الشعب السوري إلى أن يعلن العصيان المدني، والتمرد السلمي، على النظام الشبيحي، فلا تذهب أيها السوري إلى عملك، ولا إلى وظيفتك، ولا إلى مكتبك، ولا إلى مدرستك، ولا إلى مخفرك، ولا إلى بنكك، ولا إلى جهة عملك . لأن ذهابك إلى العمل في أجهزة الدولة هو دعم للنظام الشبيحي، وإظهار للحياة على أنها بصورتها الاعتيادية، لا سيما أن موظفي النظام هم مادته التي يستقي منها عناصره الهاتفة باسمه فيما يسميه بالمظاهرات المؤيدة. لو أن غالبية الموظفين امتنعوا عن الذهاب إلى اماكن عملهم لشلت الحياة في سوريا، ولعجل هذا بسقوط النظام. لا شك أن الخوف على الوظيفة قد يمنع كثيرين من اتخاذ خطوة كهذه، فالنظام ولا شك إذا حصل مثل هذا الأمر ستأخذه العزة بالإثم كعادته ويعلن عن إقالات جماعية، في محاولة منه لإرهاب وتخويف الموظفين. ولكننا نحتاج إلى تضحية، لا بد لك أيها السوري أن تضحي في سبيل الخلاص، ونطمئن هؤلاء أن الثورة حين تنتصر لن تترك هؤلاء الذين ضحوا من أجلها دون حفظ كرامتهم، ومكافأتهم على ما قاموا به. لكن مثل هذا العصيان والتمرد يحتاج إلى توحيد الصفوف ونشر هذه الثقافة أولا، كي تكون هذه الحركة ناجعة. كذلك ندعو الجيش والشرطة إلى عصيان الأوامر بالقتل وعدم تطبيقها، فالمستحق للقتل هو من يأمر بالقتل، ولا أحد سواه يستحق ذلك.. 4- الاضرابات العامة: الاضرابات في القطاعات المختلفة لها أثر كبير على النظام والدولة، ولكن للأسف الحياة النقابية في سورية معطلة أو مدجنة، فالنقابات في الغالب هي التي تقود مثل هذه الاضرابات، لكن النظام أخذ استعداداته واتعظ مما حصل من نقابات الشغل العام في تونس، فقد كان لهذه النقابة دور مهم في تسيير الثورة التونسية. الاضرابات تشل النظام السوري لو قامت، ولكنها تحتاج إلى تنسيق من الأبطال في الداخل. 5-التطوير الإعلامي: النظام يدرك أهمية الحرب الاعلامية، ولذلك يوجه الجنود والشبيحة الى متابعة قنواته الرسمية فقط، مع محاربته لغيرها من القنوات حتى لو كانت محايدة. وفي العالم الافتراضي نشط الشباب السوري الحر في الداخل والخارج لمواجهة شبيحة الإعلام الذين يزيفون الحقائق. وقد كان هذا العالم الافتراضي ميدانا لحرب شعواء بين هؤلاء الشبيحة وبين أبناء الوطن. شهدنا ميلاد قناة معارضة باسم سوريا الشعب، ومن قبلها قناة بردى السورية وغيرها من القنوات التي توصل صوت الأحرار للعالم. إلا أن الثورة السورية مدينة (لليو تيوب) بالكثير فهو بوابتها للعالم الخارجي.. النظام الشبيحي السوري غبي جدا حينما منع مراسلي القنوات الفضائية من دخول أراضيه، لم يكن يعلم أنه بذلك المنع قد حول الشعب السوري كله إلى مراسلين أحرار.. 6-الفاعلية السياسية: كنت وما زلت عاتبا على المعارضة التقليدية، وكتبتُ مقالا من قبل عنوانه: المعارضة السورية التقليدية والعقم السياسي، ولكننا شهدنا تعاطيا سياسيا منذ أسبوع تمخض عن مجلس انتقالي، لم يخرج هذا المجلس الانتقالي عن حال المعارضة السورية الاقصائية التي وصفتها في مقالي المشار إليه. ليس لي موقف من هذا المجلس حتى أرى فاعليته، وإن كانت تشكيلته لا تروق لي، وأرى فيها نمطا واحدا، أو قريبا من النمط الواحد، ولكن نحن في طور يستدعي التوافق وعدم التخالف، ونبذ الملاحظات الشخصية، ولذلك سننتظر حتى نرى ما الذي سيفعلون. أسجل هنا أعجابي بالمجلس الليبي الانتقالي، وإعجابي كذلك بشخص المستشار مصطفى عبدالجليل، فهو الرجل الذي استطاع أن يجمع أطياف الليبيين المختلفة تحت مظلة المجلس الانتقالي، ولذلك سيظل التاريخ الليبي الحديث يذكر دوره المهم في قيادة ثورة ليبيا الحرة. وأسجل هنا كذلك تشكيكي بقدرة المجلس السوري الانتقالي المشار إليه.. وبقدرة رئيسه برهان غليون على لعب دور كدور مصطفى عبدالجليل، ومع أنني لا أعرف الدكتور برهان غليون شخصيا ولم أره في حياتي قط إلا عبر شاشات التلفزة، ولكني أعرف كيف يفكر هذا الرجل من خلال قراءتي لكثير مما يكتب.. ومع ذلك فكما قلت آنفا لن نقول في هذا المجلس شيئا حتى نرى فاعليته السياسية.. 7- الشعارات المدوية: شعارات الثوار رسائل تختصر مطالبهم، وتبين أهدافهم، والشعار من أهم أدوات العمل السياسي للثوار، فهو يختصر مجلدات في كلمات، وقد أبدع السوريون في عرض مطالبهم السياسية وتقييم المواقف الدولية والرد على الاتهامات الحكومية من خلال هذه الشعارات. وعن هذه الشعارات كتبت مقالا بعنوان: لفت الأنظار إلى شعارات الثوار، سجعت هذا العنوان كما سجع الثوار شعاراتهم في الغالب، وسأنشره قريبا بإذن الله. يدرك النظام خطر هذه الشعارات ودورها في النهوض بالهمم ولذلك فعل بالشهيد ابراهيم قاشوش ما فعل!! 8- المقاطعة الاقتصادية: كل ليرة أو دولار تدفعه للدولة فهو جزء من قيمة الرصاصة التي يحاول النظام أن يغتال بها حلم سوريا وحريتها، لا تدفعوا شيئا للنظام، لا فواتير الهواتف، ولا فواتير الكهرباء، ولا مخالفات المرور، ولا بدل التجنيد، مع أن سفارات النظام الشبيحي في العالم أعلنت عن تخفيض في قيمة هذا البدل، وما ذاك إلا ليشجعوا المغتربين على الدفع، وهو يقرب لك الحالة الاقتصادية التي وصل لها النظام وحاجته الماسة للدعم. قاطعوا هذا النظام الشبيحي اقتصاديا، وانشروا هذه الثقافة بين أبناء الشعب، لن ندفع بعد اليوم قيمة الرصاص الذي يقتلنا. 9-ثورة المغتربين: أبناء سوريا منتشرون في أصقاع المعمورة، كأنهم بنو سعد الذين قيل فيهم: في كل (بلد) بنو سعد، فعلى المغتربين نصرة الثورة السورية بكل ما يملكون من وسائل متاحة، ومن خلال القوانين التي تسمح بها الدول التي يقيمون على أراضيها، فإذا كانت الدولة التي يقيمون فيها تسمح بالتظاهرات والاعتصامات فعليهم أن يتظاهروا ويعتصموا أمام سفارات النظام الشبيحي ويحاولو اقناعهم بالانشقاق عن هذا النظام. وأما إذا كانوا يقيمون في دول لا تسمح بمثل هذه التظاهرات فأدعو الشعب السوري إلى احترام قوانين الدول التي يقيمون فيها، فنحن في أمس الحاجة إلى كسب مواقف وود هذه الدول، ولا نريد أن ننشغل بقضية جانبية عن القضية الأم. غير التظاهر هناك نشر القضية السورية وتوعية الشعوب لا سيما الأوربية والأمريكية بمطالب شعبنا العادلة، ولفت الأنظار إلى ما يعانيه شعبنا تحت حكم هذا النظام المستبد منذ أكثر من أربعة عقود. 10- التدخل الدولي: فقد بدأ بعض المعارضين في الداخل والخارج يطلبون تدخلا دوليا بحدود معينة، وبعضهم يطالب بأبعد من ذلك وهو تطبيق النموذج الليبي بحذافيره. شجع هؤلاء وهؤلاء على ذلك أمران، الأول: استحرار القتل في صفوف المتظاهرين السلميين دون أن يرعوي النظام أو ينزجر، ودون أن يقيم أي اعتبار لسلمية الثورة، فدماء السوريين عنده لا تساوي حفنة التراب التي يحثوها عليهم في المقابر الجماعية. والثاني: نجاح الثورة المسلحة في ليبيا ضد الطاغية القذافي، وسقوط طرابلس بسويعات قليلة خلاف ما كان يظن، بينما ما زالت الثورة اليمنية السلمية تراوح في مكانها. تسليح الثورة والتدخل الدولي ليس محرما وليس خطا أحمر كما يزايد بعض المعارضين والناشطين، وسأدلي برأيي في هذه القضية في مقال قريب. تلك أهم المشاريع التي تطور الثورة السورية وتعجل بنجاحها، وأهمها واخطرها هو ما سأختم به، الا وهو: الاستمرارية: على شعبنا أن يستمر في هذه المشاريه كلها، ولا يقف في وسط الطريق، عليه أن يستمر بالتظاهر، وبالفاعلية السياسية، وبالحرب الأعلامية، وبالمقاطعة الاقتصادية، وبالشعارات المدوية، وبكل شيء. باختصار عليه الاستمرار بالثورة إلى النهاية مهما كلفه ذلك. دماؤنا ليست أعز من دماء من مضى من أبناء شعبنا، وأجسادنا ليست أشرف من أجسادهم، وأبناؤنا ليسوا أكرم علينا من أبنائهم. اليوم أصبح النكوص أو التراجع للوارء خيانة لله وللوطن وللشهداء وللتاريخ. حينما نخير بين الحرية والعبودية فإننا سنختار الحرية ولا ريب، وهذا يعني أن علينا الاستمرار في مشاريعنا لتطوير ثورتنا، فإن تخلينا عن الاستمرارية هو إقرار منا بعبوديتنا لبشار الأسد وماهر الأسد.. وهذا ما لا سيكون ما دام في سوريا طفل يحلم بالحرية.. اللهم انصر الأحرار في سوريا على الطغاة الظالمين، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة الثائرة في سوريا فسيعبد بشار الأسد وأخوه من دونك!! --

المصدر: د/احمدبن فارس
barkat2

التوقيع

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2011 بواسطة barkat2

ساحة النقاش

بركات الضمرانى

barkat2
قضاياحقوق الانسان والحركه العماليه بالصعيد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,233