الحياة الإقتصادية :

نوع الملكية:

الأراضى الزراعية وملكيتها فى" سيوة " كبقية أراضى الصحراء ليست مملوكة لأحد من الأهلين القائمين بإستغلالها وإنما هى مملوكة للحكومة , وللأهلين فقط حق الإنتفاع بها, وإذا أرادت الحكومة الإستيلاء على أى قطعة أرض لإستعمالها للصالح العام فأنها لا تدفع لها ثمناً , وإنما يقدر ماهوقائم عليها من أشجار ونخيل وبناء , يصرف لصاحبه ثمنه , الأمر الذى حد من توسع الأهلين فى إستصلاح الأراضى الصحراوية خوفاًمن إستيلاء الحكومة عليها بمقابل لا يتناسب مع تكاليف وعناء إستصلاحها .

 * نظام الزراعة *

يخصص " السيويون " الأراضى المرتفعة المستوى , الجيدة الصرف , القريبة من البلد , لزراعة المحاصيل ... والأراضى المنخفضة والبعيدة أياً كانت , لزراعة الحدائق و النخيل .. وتقدر مساحة الأراضى التى تزرع بالمحاصيل بمائة وستين فداناً .

والفدان فى سيوة يقدر بأربعمائة حوض , والحوض عشرة أمتار مربعة تقريباً , وهذه الأراضى لا تزرع إلا مرة واحدة فى العام , وهى القمح والشعير شتاءً .

أما الحدائق .. فتشغل ألف فدان تقريباً وذلك عدا ماأضيف إليها من أرض مستحدثة بفضل مشروع سيوة , فى العام الماضى , وما سيضاف إليها كل عام , وتبدو الحدائق وكأنها غابات طبيعية , إذ لا يتبع الأهلون نظاماً خاصاً فى غرس أشجارهم , وإنما يزرعونها حيثما اتفق , لذلك فهى ذات منظر خلاب .. وتحاط كل حديقة "بزرب" من السعف , ولايستطيع احد ان يتخطى " زرب " حديقة جاره .

*الآلات الزراعية *

تنحصر الآلات المستعملة فى الزراعة فى " الواحة " فى شيئين : -

1.    المنجل : وهو عبارة عن قطعة من حديد رقيقة مسننة " كالشرشرة " ولكنها مستقيمة بعض الشىء , مثبتة فى يد طويلة من الخشب المتين وتكون من خشب  الرمان , غالباً ويستعمل "المنجل " فى تشذيب الأشجار , وحش البرسيم , وحصاد الشعير والقمح , وتوبير النخيل .. وفوق ذلك فهو سلاح " الزقال " الذى يدافع به عن نفسه و إذا حدث إعتداء عليه , إذ انه لا يدعه فى يده لحظه من النهارأوالليل ..

2.    الطورية : وتحل محل الفأس والمحراث والقصابية , فى آن واحد .. وهى عبارة عن فأس عريضة طويلة مقوسة أكثر من فأس الفلاح المصرى , ولا تطول يدها أكثر من سلاحها , وبها يقلبون الأرض ويهيئونها للزراعة .

* أنواع الزراعات *

تنقسم الزراعات فى " سيوة " :

                  أ‌-          زراعات حولية .

                ب‌-        زراعات معمرة .

( أ ) زراعات الحولية

يزرع من الحوليات فى سيوة القمح , والشعير , والأذرة العويجة , والخضروات الرجلة , الخبازى , والجرجير والفجل , والبصل , والثوم , والطماطم و الباذنجان , والبامية , الملوخية , والفول , والقرع العسلى , والكوسة , والبطيخ , والقثاء .

ويزرع الشعير أكثر من القمح , وذلك لقدرته على مغالبة الأملاح الموجودة بالأرض و احتماله برودة الطقس , لذا نجد ان غذاء العامة هو خبز الشعير .

 ( الخدمة للحوليات )

تقتصر الخدمة الزراعية لزراعة المحاصيل " الحولية " على قلب الأرض " بالطورية " من طبقة عميقة وجعل عاليها أسفلها , وذلك للتخلص من الطبقة الملحية التى تزهرت على السطح خلال الزراعة السابقة , وتهيئة مهاد صالحة قليلة الملوحة , لكى تنمو فيها البذور وتتربى الأجنة , فلا تدركها الأملاح وهى فى طريقها إلى التزهر السطحى , إلا وتكون قد بلغت مبلغاً من النمو لا يخشى معه عليها .. و يستطيع " العامل " أن " يعزق " أربعة أحوض فى اليوم ليزرعها حبوباً ..

 

( التسميد ) : يوضع السماد البلدى بعد الرزاعة نثراً على سطح الأرض .. وذلك لسببين : الأول : لأنهم كم اسلفنا يقلبون الأرض قلباً عميقاً , فإذا وضعوا السماد قبل قلب الأرض فلن ينتفع به النبات ، لبعده عن منطقة جذوره الشعرية التى تنتشر تحت السطح بقليل .. والسبب الثانى : لأن السماد البلدى غير ميسور الحصول عليه ، فلو أنهم أرادوا التسميد قبل لزراعة لأحوجهم ذلك إلى كميات أكثر ما يحتاجونه الآن .

أما البرسيم فإنهم يزرعون منه النوع المعروف بالحجازى ، وذلك لأنه يمكث فى الأرض سبعة أعوام ، يقاوم الملوحة ويعطى حشات طوال العام ، ومع أنه من الزراعات المعمرة إلا أننى أردت أن أدرجه مع هذه الحاصلات الحولية لأنه يزرع ثانوياً تحت الأشجار ، وإن كان المعول عليه فى العلف الأخضر وحده ..

 

( ب ) الزراعات المعمرة

وأهمها النخيل ، والزيتون .. التين ، والليمون الحلو ، والليمون البنزهير .. ويوجد بالواحة عدا ذلك الليمون الأضاليا المالح ، والرمان ، والمشمش ، واليوسفى ، وقد زرع أخيراً ، والبرقوق ، والخوخ ، والجوافة ، والبرتقال ، ولكنه بطىء النمو .

 

النخيل

عندما نذكر كلمة "واحة " فأول مايرد على الذهن ، النخيل .. إذ أنه أهم أشجار الواحات جميعاً .. وينفرد بالكثرة الغالبة بين النباتات المعمرة فيها ، وإذ يبلغ عدد الأشجار من جميع الأصناف على وجه التقريب 782000 شجرة .. منها 626700 نخلة من أنواع التى تستغل إستغلالاً تجارياً ، أما الأنواع الآخرى البرية الرديئة ، تبلغ أضعاف عدد الأشجار كلها ، ما بين فاكهة ونخيل تجارى .. لذلك فإن العين لاتقع إلا على بساط أخضر ، إذا ما أشرف الإنسان على الواحة من عل .. فإن قمم النخيل المتداخل بعضها فى بعض لاتفسح طريقاً للنظر ، لكى يقع على كل شىء سواها ، فتبدو و كأنها المرج السندسى البديع ، وما أروعه  وأبدعه ، عند ما تتوج الشمس قمعة الخضراء الكبيرة الماتجة بين الرياح بعسجدها عند الشروق أو بأشعتها الهزيلة الحمراء عندما تميل نحو المغيب .

ولقد عرف المصريون النخيل قائماً بوادى النيل قبل عصر "مينا" وكان المصريون القدماء يعرفونه بإسم " بنرت Bnrt  " للنخلة و" بنرBnr" للجمع .. وهذا لفظ هيروغليفى من معانيه " الحلاوة " ، .. ولقد وجدت رسومه على آثارهم ، صنعوا من أجزائه الكثير من المصنوعات .. فالخوص كانوا يصنعون منه السلال والأخفاف .. ومن الليف الحبال .. ولقد وجدت أشياء كثيرة من هذه فى مقابرهم ، ومحفوظ بعض منها ، فى دار الآثار ، وفى المتحف الزراعى " بالدقى " وفى عهد الأسرة السادسة أى حوالى 2600 ق.م ، صنعوا من عصارة النخيل نوعاً من الخمر كانوا يصدرونه للخارج بإسم "شراب الحياة" ويرجع أن الشراب المعروف الآن فى الواحات بإسم "اللقبى " بعد تخمره الذى صدرت الأوامر أخيراً بتحريم صناعته ، لما فيها من خطر جسيم يلحق بالنخيل .. ويهدد وجوده ، إذ أن النخلة التى تعطى قليلاً من " شراب الحياة " تلبث أن تدفع حياتها ثمناً لهذا القليل الذى تجود به .. ويلوح لى أن الأصل فى هذه التسمي عند القدماء ، هو ما كان يشاهد من ظاهرة الموت على كل نخلة يؤخذ منها قليل منه أو كثير ..

وليس بعيداً أن النخيل كان فى ذلك العصر من الكثرة بحيث أغرتهم كثرته ، للمخاطرة بسلب الحياة من جسر ولا ريب هائل العدد ، إذ استعملوا عصارته سلعة تجارية ومصدراً للإرتزاق ، دون ما خوف على النوع من التأثرأوالإنقراض .. على أن هناك بعضاً من ذكورة النخيل القوية ، تنمو ثانية وتقاوم العدم ، فتنعم بالحياة من جديد بعدما تجود لبنى الإنسان بما فيها من ماء الحياة ..

وتأتى مصر فى المرتبة السادسة فى العالم فى زراعة النخيل أنذاك إذ يزعم العراق زراعة النخيل فى العالم ففى سهولة ما يزيد عن الثلاثين مليوناً . ثم بلاد الجزائر ، إذ تضم بين ربوعها  عشرة ملايين ونصف مليون . ثم إيران والبلاد العرب وطرابلس فمصر. بالرغم من وجود هذا العدد العظيم من النخيل إلا أن مصر تستورد العجوة بمقادير كبيرة بلغت فى عام 1935م نحو 193116قنطار قيمتها 61909 من الجنيهات وفى عام 1936م حوالى 172811 قنطار كانت  قيمتها 54103 جنيهاً ومن البلح الجاف فى عام 1935 حوالى 105829 قنطار ما قيمته 26831 جنيهاً مصرياً وفى عام 1936م كان الوارد 83847 قنطار أثمنها 22689 جنيهاً مصرياً فإذا اخذنا فى الإعتبار متوسط ما استورد فى العاملين المذكورين وإعتبرناه مقياساً لما يستورد فى كل عام لبلغ مقدار ما يدفع سنوياً للعراق والسودان ثمناً للعجوة و البلح الجاف حوالى 77761 جنيهاً مصرياً , من هذا يتبين ما البلاد فى حاجة إلى الإستزادة من هذه الزراعة التى تكسد تجارتها فى الأسواق المصرية مطلقاً .

التكاثر :

1.    التكاثر بالبذور : وهذه الطريقة لا يعمد إليها أحد فى البلدة وانما تأتى عفواً من جراء إلقاء النوى على الأرض نظراً لرواءه ما تنتجه من محصول الذى يستعمل كعلف للحيوانات , ويسمى النخبل النامى منها " أُوشِك " قبل الإثمار وبعده " العزّاوى " .

2.    التكاثر بالفسائل : وهى النخيلات الصغيرة النامية على قواعد الأشجار وهذه الطريقة التى يعتمد لها السيويون , وتؤخذ الفسائل إلا من الأشجار المثمرة , لضمان نوعية المحصول الذى سيكون مطابقاً للأم التى أخذت منها الفسائل , وتسمى الفسائل فى سيوة " غرساً " ويطلق عليه " اِلغرس " ومفردها " إِتغرست " .

والنخيل فى سيوة غير منسق الأغراس الذى يبدو كالغابة الطبيعية وربما هذه الفوضى فى زراعته مبعث جمال المنظر الطبيعي فى الواحة .

التسميد : فلما تسمد الفسائل الحديثة فى سيوة وإذا ما كبرت أجريت لها عملية يطلق عليها "لخميرت " وهو عبارة عن خندق دائرى يحفر بالقرب من النخلة ويطلق عليه " آفدّان" ويملىء بنبات العاقول أو بحطب النخيل ويراعى السيويون فى ذلك عدم دفن الأشياء التى لاتتحلل بسهولة مثل أعصان الزيتون وغيره من الأشجار الخشبية . ثم يغطى هذا الخندق بالتربة ليهىء الجو الملائم لتحلل هذه الأجزاء المدفونة لعناصرها الأولية .

الرى :غالباً مايشترك عدة حدائق فى عين واحدة وتقسم على أصحاب الحدائق المياه بالتناوب لرى الأشجار الكبير إلا أن الفسائل الصغيرة فيتعهد الفلاح السيوى بريها من حين لآخر مستخدكاً فى ذلك وعاء من الفخار يطلق عليه "تجرت" وجمعها " تيجرة" التى تحمل على رؤوس النساء أو ظهور الدابة .

التقليم : تترك الأشجار بما عليها من سعف ، فلا ينتزع منها غير الجاف ، لذا فإنها تبدو متشابكة تشابكاً يعوق السير فيما بينها أحياناً ، على أنها تنمو نمواً حسناً ، وتربى جذوعاً قوية ، بلغت أقطارها متراً تقريباً فى الواحات الداخلة ..

التلقيح: من المعلوم أن النخيل من النباتات ثنائية المسكن لذا فإن عملية التلقيح فيها تتم صناعيا عن طريق الإنسان .

وللتلقيح فى سيوة طابع خاص حيث يعد موسم كله فرحة وسرور إذ أن للنخالة غناء يترنم به وإن السيوى ليعرف من صوت المغنى ونغمته العمل الذى يقوم به ولهم فى ذلك ضروب شتى فى الغناء الشجى .

أنواع النخيل :

تحفل الواحة بأنواع كثيرة من النخيل ، على أننا نستطيع أن نحصرها فى ثلاث أنواع :-

1.    جاف .

2.    رطب .

3.    نصف جاف .

ويوجد فى سيوة نوع فريد يطلق عليه " أمنزو" وينضج هذا النوع فى أواخر يولو .

( أ ) الجاف

وهذا النوع يمكن أن يترك على أمه حتى يجف دون أن ينفرط من السباطة أو تقل جودة ثماره ، وله عدة أنواع نذكر منها :-

1.    الفريحى : من أجود الأنواع الجافة ، لونه أبيض ارب إلى الحمرة  التى تكون قائمة فى أحد جانبى التمرة صغير الحجم غير عسلى مماثل للنوع المعروف " بالجرجودة " من أنواع الابريمى ، غلا أنه شحمى أكبر منه وأضغر نواة ، ينضج مبكراً فى أكتوبر ويباع فوراً إذ أن عليه إقبالا شديداً .. وكان " السيويون" القدماء يقدمونه علفاً للماشية بين أنواع العزاوى الرديئة ، ولكنهم فى عام 1865م ، عرفوا قيمته التجارية ، وبدأوا يبيعونه فى الأسواق المصرية بواسطة " عملر حمزة " كبير عائلة الظناين بالشرقيين ، ويعرف الفريحى فى جميع الواحات الغربية .

2.    الغزالى : وموطنه "سيوة" .. وهو جاف طويل غليظ بعض الشىء ، ضارب إلى الحمرة الداكنة من ناحية ، باهت من الناحية الآخرى ، سميك الجدار ، كبير الحجم ، لذيذ الطعم ، أنا أعتبره فى المرتبة الأولى بين الأنواع الجافة ، ولكن الأهلين يفضلون عليه الفريحى ، وذلك لسرعة تلف الغزالى ، إذ يصاب بدودة البلح مبكراً وبكثرة ، لذلك نجدهم يحمصونه فى الأفران عقب جنيه مباشرة تفاديا لفتك اليرقات به ، وهذا النوع لاينتج فسائل إلا نادراً ، إذ أن أشجاره الموجودة الآن هرمة ، ولكن الأهالى فى سيوة يلجأون لطريقة تجدى معهم فى بعض الأحيان فى إكثاره ، أو بالآخرى فى المحافظة على نوعه من الإنقراض ، وذلك بإنه إذا وقعت نخلة كبيرة قطعوا قمتها – الجريد بجزء من الساق – وأعادوا غرسها من جديد ، فتنمو وتعطى جذوراً ، ولكنها طريقة غير ناجحة دائما .. والبلح الغزالى مركز فى مادته الغذائية ن وهومهيج نحو الغريزة الجنسية ، لذا فإن الأهالى يتحاشون استعماله بكثرة ، ومحصوله ينفد بسرعة .

3.    السلطانى : ويشبه الغزالى إلا أنه أقل جودة منه ن ويقال إنه هو . وموطنه " الواحات البحرية" .. غير "سيوة" .

4.    القرقع : صلب غير جيد ، ويكثر بكل "الواحات " ماعدا " سيوة " وهو سهل التصريف فى بلاد الصعيد ، لانخفاض أسعاره ويسمونه " تمراً ".

5.    كعيبى : ويسمى أيضاً بالودّى ، وهو يشبه الفريحى ولكنه أقل جودة من وموطنه " سيوة " .

6.    أغرم أغزال : ويشبه الغزالى ّ.. ولكن به حموضة تجعله أقل مرتبة منه وموطنه " سيوة " .

( ب ) الرطب

البلح هو الذى يؤكل أخضر أو رطباً ، وإن ترك على النخيل لايجف بحال جيدة ، وإنما يفقد مميزاته وسرعاً ماينفرط من العرجون ويصير حشفاً وله أنواع كثيرة :

1.    إزّواغ : وموطنه " سيوة " أحمر طويل جيد الطعم ، يشبه " الزغلول " .. وهو من الأصناف التى نبتت من النواة وينضج فى أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر .

2.    تطقطقت : وينطقونها " تطجت" بالجيم المعطشة وهو أجود أنواع  العزّاوى " ويتأخر فى النضج إلى ديسمبر ويناير ، صغير الحجم نوعاً  ما ، لذيذ الطعم أصفر اللون ، ويأكله الأهلون رطباً بعد حشوه بالفول السودانى المقشر ، فيكون لذيذاً للغاية ، وموطنه " سيوة " .

3.    أُوشك إنجبيل : يماثل الطقطقت فى الجودة ، وربما يفوقه ، وينضج مبكراً فى أوائل أكتوبر ، ضارب إلى الخضرة ، وموطنه " سيوة " .

4.    معزوز : ثالث أصناف العزاوى ، وهو متأخر فى النضج ، إذ يبدأ فى أواخر يناير وأوائل فبراير ، أصفر ، قليل نادر .. وموطنه " سيوة ".

5.    أبو تيدة : عديم النواة ، أصفر اللون ضارب إلى الحمرة قليلاً ، ينضج متأخراً فى شهر يوليو ، عند حصاد الغلال ، وموطنه " سيوة " .

6.    آمنزو : وينضج مبكراً جداً فى أواخر شهر يوليو ، وبه وبأبى تيدة يجتمع القديم والجديد فى وقت واحد ، وبذلك لاينقطع الرطب من " سيوة " مطلقاً ، ولكنهما نادران .

7.    السنتراوى : وهو أفخر أنواع الرطب فى "الواحات البحرية " ، أصفر اللون متوسط الحجم ، يماثل الطقطقت فى " سيوة " .

8.    الفلق : مثل السنتراوى وهو موجود فى " البحرية " و " الخارجة " و " الداخلة " .

9.    الأمهات مثل الفلق وموطنه "الخارجة" و "الداخلة " .

10.                       أحمر حجازى : موطنه "الخارجة" و"الداخلة" وهو يماثل الأزواغ فى " سيوة " .

وهذه الأنواع الثلاثة الأخيرة عندما تصير رطباً ، يستخرج الأهلون منها عسل البلح ، وطريقة صنعه تتلخص فى جمع البلح المراد استخراج عسله ، بعناية فائقة ، وفى وعاء نظيف تماماً ، ثم توضع الثمار فى كيس من الليف ، فوق حفرة بها وعاء من الفخار ، يوضع فوقه ثقل .. ثم يترك لينضج عسله لمدة يوم أو يومين ، وهم يحصلون منه على كميات كبيرة .

( ج ) النصف الجاف

والبلح النصف جاف هو الذى إذا ترك على النخيل صار تمراً عسلياً ، ويصلح لأن تصنع منه العجوة ، وله أصناف عديدة :

1.    صعيدى : أصفر قبل النضج ، أدكن بنى بعد الجاف ، ويترك على أمه حتى يتم جفافه وذلك فى " سيوة " ..

أما فى " البحرية " فإنه يقطع رطباً ، وينشر حتى يجف فى المنشر ، وفى الداخلة والخارجة يتركونه حتى يجف ، على أمه ، مع الحيطة من تساقطه ، إذ يجعلون العراجين فى أكياس من سعف النخيل ، أو أوراق الدوم خصوصاً " بالخارجة " حيث يكثر وجود الدوم ، وهم يصنعون من السعفة كاملة ما يشبه السلال ، ويضعون فيها العرجون فتقى البلح أولاً من السقوط على الأرض ، وثانياً : من عبث فراش دودة البلح به ، إذا ما أراد وضع بويضاته على الثمار الناضجة .  

ومن هذا النوع تصنع " العجوة السيوى" وهو عسل شديد الحلاوة ، وأجوده بلح " سيوة " إذ إنه قليل الألياف ..وبلح ناحية " الحارة" بالواحات البحرية ، وهو على مسيرة عشرين كيلو متراً نحو الشرق من " بلدة الزبو " ، وفى "الواحات الداخلة" يصنعون منه نوعاً من السكر الأحمر وذلك بأن يهز البلح تمام نضجه فى وعاء نظيف ، ويدعك باليد بعد إبعاد النواة ، حتى يصير كالعجينة ، ثم يوضع فى إناء من الفخار ، ويكبس كبساً جيداً ويترك ثلاثة أشهر هى : توت ، وبابة، و هاتور ، تحت الشمس نهاراً ، والندى ليلاً .. فى "زلعته" كما هو . وبعد ذلك تفتح "الزلعة"أى الجرّة .. فيوجد البلح بها وقد تسكر ، وهذا النوع من السكر إذا وضع فى الماء لايذوب إلا بالغليان ، وبعد ذوبانه يصير عسلاً .

ويجفف هذا النوع ويعبأ فى صناديق بواسطة مصلحة البساتين وبعض التجار . ويصدّر للخارج ولكن الأهالى يعبثونه فى زنابيل من الخوص دون تعقيم أو تنظيف ، كما كان يفعل الأولون ، وبذلك يقدمون للسوق بلحاً قذراً ، يعتبر أسوأ إعلان عن " البلح المصرى" وكثيراً مايخلط تجار المدن بين الأنواع المستوردة البيضاء ، والبلح السيوى الأحمر الداكن ، فينادون عليه كله باسم " سيوى" ومع أن هذا النوع ليس موطنه الأصلى "سيوة" إذ زرع بها بعد الواحات جميعاً.. إلا أنه عرف فى الأسواق تجارياً بالسيوى ، نسبة لآخر "واحة" زرع بها .

2.    غُرم صعيدى : ويشبه الصعيدى ولكنه أصغر منه حجماً ، وأقل حلاوة وعسلاً ، وهو جاف صلب من أعلاه أبيض تقريباً (مطوّق) وغالبا ما يكون صلبا من الداخل فى مواجهة شق النواة ، وموطنه "سيوة" .

3.    أُوشك : وهو نوع ردىء لايستعمل فى غير علف الماشية ، خصوصاً الحمير ، ولا شأن له فى التجارة إلا إذا بيع لهذا الغرض ، وهو أحطُُّ أنواع العزاوى وموطنه سيوه .

4.    منثور لبانى : زموطنه "الواحات الداخلة" .. وهو وسط بين الصعيدى والقرقع .

5.    دجلت نور : وتوجد منه نخلتان .. هما بقية ما استورد من تونس من هذا النوع الفاخر ، وهما مزروعتان فى حوش المدرسة الإبتدائية بمدينة الخارجة ، إحداهما كانت داخل السور والآخرى خارجه ، إلا أن ناظر المدرسة هداه تفكيره إلى التخلص من النخلة التى فى الداخل

, فقطعها غير مقدّر مالها من قيمة وكان ذلك عام 1953م , وهو نوع ممتازجداً يفوق ا لصعيدى فى الجودة , لإنعدام أليافه وقلة المواد السكرية فيه , مما يجعله مرغوباً فى الأكل .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 720 مشاهدة

ساحة النقاش

bahia kelany

bahiakelany
فتاة من واحة سيوه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

32,721