علي بالى1820-1838م":

قضت سيوة أكثر من قرن من الزمان فوضي لا يجمع أمرها بموت "إبراهيم باغي" , وظلت الواحة كذلك إلى أن ظهر رجل حازم تطلع إلى جمع زمام الأمر في يده , ذلك الرجل هو "علي بالي" إلا أنه وجد ألامر من الصعوبة بمكان ,  بحيث استعصي عليه وهو الداهية … فكيف يرضي بالحكم والسلطان من عاشوا لا يخضعون لإنسان , وجاهد في سبيل تحقيق أغراض إلا أنه لم ينجح فقد ناهض فكرته جميع الأهليين .

ولما أعيته الحيلة, رحل عن الواحة دون أن يعلم أحد عما يضمره شيئاً … وكان وجهته القاهرة حيث قابل محمد علي باشا الكبير والي مصر.. وشرح له مجمل الأمر وما عليه الواحة من فوضي , وكان محمد علي باشا يتأهل لفتح السودان فرأى من الأ همية بمكان , أن يأمن حدوده الغربية "سيوة" فأرسل مع "علي بالي" قوة صغيرة  قوامها أربعمائة جندي بقيادة "حسن بك الشماشرجي" , الذي خرج بجيشه الصغير في جمادي الاولى عام 1235هـ فبراير 1820م , ولما وصلوا إاى ورآهم االأهلون أطلقوا مياه العيون فضربت  نطاقاً حول شالي ولكنهم آنذاك جسداً بلا روح فليس لهم كبير يتجمعون ويحاربون حول إمارته فسرعان ما أتجه التفكير لإيجاد هذا الزعيم لكي يقوم منهم مقام الرأس من الجسد فالتقوا جميعاً حول "الحاج محمود سعيد " كبير عائلة الظناين ونصبوه أميراً عليهم لكي يقاتلوا في ظله .. وهنا يقول " الحاج الطيب مسلم "نقلاً عن عمه "الشيخ عمر مسلم "0

إن" حسن بك الشماشرجي" رأي أن جنوده قليلة قياساً بتعداد الواحة فكان لظاماً عليه تعزيز قوته حتي جعلها 1400جندي نظامي و400فارس من عرب البحيرة تحت إمر "أبي نجيله" أحد مشايخ العربان بالبحيرة ... مدججين باللأسلحة والمدافع وعندها استسلم أهالي الواحة خوفاً من فرسانه من الهلاك نفذإليهم أبا نجيلة بنفر من فرسانه ووقف خطيباً ,وأفهمهم أن الحكومة المصرية لا تريدهم سوءاً وإنما ترمي إلى خير فليخرجوا آمنين .. وجمع 72 من قادة وزعماء البلدة واتجهوا إلى"حسن بك الشماشرجي   في معسكره وكان معه "علي بالي" وما أن أستوثق من وقوعهم في قبضته حتي ضرب عليهم طوقاً ونفذّ عليهم حكم الإعدام شنقاً . الأمر الذي ألقي الرعب في قلوب الأهلين مجسماً . وترك "حسن بك الشماشرجي" "سيوة" ولاية مصرية بعد ما فرض عليها الخراج منصباً عليها حاكماً لها هو "علي بالي"

ولما كان "علي بالي" من الغربيين ومن قبيلة أولاد موسي فقد قوي نفوذهم فكان لزاماً عليه أن يأمن جانب الواحة الآخر "الشرقيين " فنصب منهم قاضياً للبلدة , هو "عمر مسلم " كبير عائلة "مسلم " من قبيلة "العدادسة " وجعله كمستشار له إذ كان يجيد العربية وعلوم الشريعة الإسلامية .وجعل "موسي بوبش " كاتباً وجابياً للضرائب وزاد مجلس الأجواد من أربعة وعشرون عضواً, إلى ستون عضواً , وظل يحكم الواحة علي هذا النظام إلى حين .

وتعدد ذهاب "موسي بوبش " مع الخراج الي مصر وتعرف علي ذوي النفوذ والسلطان إلى أن وصل إلي والي مصر "محمد علي باشا "وأخذ يلتمس منه توليته رئيساًعلي الشرقيين وهم كثرة

 

بالنسبة للغربيين حتي وافق" محمد علي باشا” وأعطي له فرمان بذلك وعاد به إلى سيوة ليستلم منصبه رئيساً علي الشرقيين الأمر الذي أضعف من سلطان "علي بالي" .

ولقد أحدث تولي "موسي بوبش " أمر الشرقيين تغيراً حيث أصبح ينعقد مجلس الأجواد تحت إشراف رئيسين وما لبث الأمر حتي قبل "علي بالي"علناً علي يد عمومته وساعدهم في ذلك "موسي بوبش" الذي كان يدس له الفتنه من قبل لدي بني عمه "أولاد فاني " الذين كانوا يحملون له العداء , وكان ذلك عام 1838م. وبذا يكون "علي بالي" قد حكم سيوه ثمانية عشراً عاماً.

وبذلك انطوت صفحة "علي بالي" ولم يبق إلا أعماله التي تتلخص في :-

1-    في عهده انتشرت الطريقة المدنية , وعظم شأنها .

2-    أنشأ ثلاث ميادين فسيحة هي :- ميدان السوق- ميدان سيدي سليمان – ميدان المسامير – جهة الغربيين  .

3-    صرح مجلس الأجواد بالبناء بالبطحاء خارج شالي وكان لا يقرأ أمر البناء قبله .

4-    أنشأ القناطر علي بركة المراقي ,التي كانت تفيض في الشتاء وتعطل مصالح الناس فيما وراءها .

     *موسي بوبش *

بموت "علي بالي" أفرد "موسي بوبش " بالحكم , وقبض علي زمام الأمر بين الشرقيين والغربيين وأخذ الحاكم العسكري يعضده , فراح يكبل الظلم علي الناس جميعاً غير راع حق شرقي ولا غربي , حتي ضاق به الأهلين فكمن له فريق من بني لحمته الشرقيين من قبيلة الحدادين أمام بيته عند صلاة المغرب فقتل مطعوناً بالخنجر .

وكان ذلك عام1849م فتكون مدة حكمه 23 عاماً وفي عهده عرف السيويين العملة , وهوالذي وضع نظام الشوارع ومقاساتها في "سيوة" الخالية وفرض عقوبة علي كل من يخالف هذه النظم.

*يوسف بوبش*

وما إن سمع" يوسف بوبش" بمقتل أبيه خرج من المجلس وخلع ثوب التقشف الذي كان يظهر به أمام الناس وأخذ يطالب بدم أبيه ولكن الحاكم العسكري لم يوفق في القبض علي الجناة حيث رفض الأهلون أن يدلوا عليهم , فغادر "سيوة" قاصداً القاهرة حيث عرض الأمر علي الوالي إذ ذاك المغفور له "عباس باشا الأول"  فأعطاه الوالي فرمان يتولي البلاد , فأخذ يحاكم من يشاء ويقتل من يشاء دون أن يعير الحاكم العسكري , إن اهتمام الامر الذي دفع بالحاكم العسكري لتعضيد  الأهلين لكتابة شكوي لوالي مصر... وكانت أول شكوي فصل الحكومة المصرية من سيوة .

وافدت الحكومة من يحقق في الأمروقد ثبت إدانة " يوسف بوبش" وأخيه "كوني بوبش" بحكم الإعدام رمياً بالرصاص عام 1851م .

المصدر: كتاب أحمد فخري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 249 مشاهدة
نشرت فى 22 فبراير 2012 بواسطة bahiakelany

ساحة النقاش

bahia kelany

bahiakelany
فتاة من واحة سيوه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

32,719