إحتلال غريب ،  في مهده دون مبالاة ... إحتلت بعض الكلمات الغربيه محل لغتنا العربيه ، فبعد أن كنا نقول حسناً أو طيب ، أصبحنا نقول OK ، وفي كل الألسن تزينت تلك  الكلمة ، تجد الأطفال يرددونها كثيراً ، فأصبحت أشك بأن OK واحده من وحرب أكيد ، وتفرج مبهج يصاحبه ضحك للقلوب ويثلج ، ثم موت القهركلماتنا ، وأصبحت من المستعمرين في رأي الشخصي .. وهو أخطر أنواع الإستعمار  حيث يسمى بالإستعمار الثقافي ... ولم يستغل الإستعمار سوى لغتنا التي لطالما إفتخرنا بها ولا نزال ، ولكن هناك فئة تقول وبكل صراحه : تعلمنا اللغة العربية جيداً فجاء الوقت لتعلم لغاتِ أخرى ، نعم لنتعلم إقتداءً بقوله صلى الله عليه السلام ( من تعلم لغة قومٍ أمن مكرهم ) ولكن لم يذكر تعلموا لغتهم وأنسوا لغة الله ورسوله الكريم ولغة القرآن العظيم ،  وما نزل القرآن باللغة العربية إلا تكريماً لها ولتبقى على مر الأزمان .  هناك من يدفع الملايين فقط ليتعلم لغة القرآن ، ونحن ويا للأسف نريد أن تطغى لغة أجنبية على لغتنا الجليله ، والسبب التباهي ولكي تقول الناس ( فلان يعرف ويتقن اللغه جيداً ) ، وهذا هو مقصد الغرب في كل أمورهم ومنها أمر القضاء على ( العربية والتي هي إبنة اللغه ) ، ولم أشبهها بذلك إلا لأنها أساس ديننا الحنيف ، ومقصد الغرب يكمن في القضاء على الدين فيتبعون وسيلة الحرب على اللغه وهي أشد فتكاً وضرراً من السلاح، فحينما ننسى لغتنا ننسى تحاور القرآن لنا ( فتباً لنا ) ...  نعم أعترف بأنني كثيراً ما أقول أوكي وهاي وباي ، وليس فقط من أجل شيء بل أعتبر ذلك زلة لسان أو نسيان ، فحينما أحاسب نفسي أستهزء بحالي وأقول : إنني أتحدث مع عربي الأصل فلماذا دخل بحديثي أحرف وكلماتٍ أجنبيه ؟؟ وأذكر لكم هذه السطور فقط من أجل المعرفة وكما سمعت : أن كلمة اوكي عند الغرب لم تأتي من فراغ كما تقول بعض الروايات وإليكم :  أوكي اسم شخص كان له اسم يتكون من كلمتان فاختاروا له من الاسم الاول حرف O  واختاروا من الاسم الثاني حرف  K ، حيث أن هذا الشخص عمل في إحدى البنوك لمدة اربعين سنة ،  ولم يجدوا لدية غلطةً واحده ، فضربوا به المثل عندهم.  لنرجع لموضوعنا .. نلاحظ وللأسف الشديد أن هناك من الوالدين من يقوم بتشجيع أبنه وهو صغير السن ويغرس في قلبه حب اللغة الأجنبيه ويقول ( الدنيا تطورت تعلم الإنجليزيه تفيدك ) وهذا حصل أمامي ، وحينما يقول الإبن بابا يرد الوالد عليه بشدة وبغيض قل ( دادي ) ، نعم إجعلهم يتعلمون ولكن ليس على حساب نسيان اللغه العالميه التي هي ملكة اللغات ( اللغه العربيه )، ورأيت أخرى لم تتجاوز السابعه عشر من عمرها ،  تتحدث الإنجليزيه بطلاقة ، حتى تحيتها ليست ( تحية الإسلام ) بل ( هاي ) ، وحينما سألتها هل أنت تدرسين بالخارج ؟ أجابت لا ولكن تعلمت الإنجليزيه منذ أن كنت صغيره ، ولا أتقن اللغه العربيه ، وتجدها لا تعرف الأحرف العربيه جيداً وكأنها غربيه وكلامها ( مكسر كما نقول ) و ( يا للهول ) ...  ولو نظرنا قليلاً بالقرب هناك ، نجد الفرنسيون واليابانون يجيدون اللغة الإنجليزيه، وتراهم لا يتنازلون عن لغتهم الأم ، ويتحدثون بكل فخرِ بها ولا تجد بحديثهم كلمات ( دخيله ) ، أما نحن العرب ، لا حول لنا ولا قوة ، كل يومِ تدخل كلماتِ دخيله بلغتنا فاليوم (هاي )، وغدأ ستشرق علينا شمس الفرنسيه ونقول( بونجور) ، ثم ولا إستغراب قد نحضن اللغة الهندية يوماً ونقول ( نمستي ) ، وللغتنا نقول الوداع . أنا لم ولن أكون ضد تعلم لغة الأعداء ،  ولكني ضد أن تبسط لغتهم عرشها وتزاح لغتنا أمام أعيننا ، أو أن تحل حروفهم مكان أحرفنا الذهبيه ، وإختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .  القضاء على المشكله لا يتم بإغلاق أبواب تعلم تلك اللغه ، بل بمحاولة إعطاء لغتنا أهمية كبرى  والتقليل من إستخدام كلماتٍ دخيله وخاصةً أننا أصبحنا نتقنها جيداً ، وإن إحتجناها للمحاورة مع من لا يفهم لغتنا هنا في رأي لا بأس .      سخافة :  حينما أتحدث مع عربي الأصل ويقول لي ( مع السلامه ) أرد عليه ( باي ) ،  فكلمة باي معناها (في حفظ البابا القديس والعياذ بالله ، وكثير من الناس اعتادوا عليها ، وهذا الشي مخالف لديننا الحنيف ) ، هكذا سمعت عن معنى تلك الكلمه وهذه المعلومه كما قرأت من مركز الفتوى أنها خاطئة لأنها تعني في اللغه الإنجليزيه ( جود باي ) أي إلى اللقاء، ولكن يجب التخفيف بلفظها والأفضل من ذلك أن نقول ( في أمان الله أو مع السلامه )  فلا دخل للبابا في ذلك .      وأخيراً :  لغتنا هي أعرق اللغات العالمية منبتاً، وستظل راسخةً وناجحةً مدى الحياة ، وتجد فيها أبلغ العبارات ، واغزر المواد وادق التصاوير ، وهي واسعه بمعانيها سعة الجو وعميقه بحروفها عمق البحر ، ورائعه في أفكارها كل الفكر .

 

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 718 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2011 بواسطة azzoo87

ساحة النقاش

نون

azzoo87
مدونة نون ... مدونة تعتني بالمصطلحات اللغوية التي إما أنها دخيلة على اللغة العربية أو أنها مشتقة منها أو من لغات أخرى مع إستعراض إمكانات النقد والتصويب وشرح العوامل المختلفة التي جعلت من تلك المصطلحات قادرة على إيجاد مكاناً لها بيننا ... شكراً »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

32,016