authentication required
‏‏رجب الجوابرة‏ و‏الشاعر رجب جوابرة‏‏.أمس الساعة ‏04:44 مسءً‏

بعيداً عن الشعر ... بقلم الشاعر رجب الجوابرة
كنت سأنشر هذه المقالة قبل بضعة ايام ... ولكن انشغالي بوفاة اختي اجلتها لهذا اليوم
أصدقائي وصديقاتي الاعزاء ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
من الناحية السياسية ... أصبحنا وكأننا نبحرُ في سفينةٍ فقدت بوصلتها في عُرْض البحر ...
وربان السفينة حائرٌ في اي اتجاهٍ يسلك حتى يصل بنا الى إلى بر الأمان ...
هذه هيَ السياسة وطبيعتها ... فقد تتغير بين عشيةٍ وضحاها ... لكننا نأمل أن يمسك الدفة
من هم يعرفون الله ويخلصون لشعوبهم ويقودونهم الى شاطئ الأمان ...
إخواني واخواتي الأعزاء ... ليس هذا موضوعنا ... موضوعنا هو الأدب ... الذي يهم الأغلبية الساحقة
ممن ينشرون مقالاتهم وقصائدهم الشعرية في ساحة التواصل الاجتماعي .... (الفيس بوك ) فقد قرأتُ قبل أيام مقالة
لأحد الأصدقاء بعنوان ( خير الكلام ما قلَ ودل ) ينتقد فيها كتاب المقالات الأدبية وحتى السياسية والقصائد الشعرية بجميع انواعها
النثرية والكلاسيكية ... الطويلة ويستدل في ذلك ببعض ابيات الشعر او حتى شطرة من بيت ...او مقالة في بعض كلمات كقول الشاعر
محمود درويش ( على هذه الأرض ما يستحق الحياة ) ويقول هذا يكفي عن اطالة المقال بكلام لا فائدة منه .. وأنا أقولُ لهُ يا أخي هل
هذا هوَ تشجيعكَ للقراءة ...؟؟؟ في وقتٍ تكاد تنعدمُ في القراءة ... فالكاتب الذي وضع عصارة فكره في مقالةٍ تهم الأغلبية من الناس
الذينهم بحاجة لمثل هذه المقالات ...؟ والشاعر الذي يتعب نفسهُ في حياكة احلى واروع الكلمات ويعطيها مواصفات الشعر الحقيقي
الذي ورثنا تراثهُ من اجدادنا ... ويضع كل جهدٍ ذهني وفني ليجمعها في قصيدة سواءً طويلة ام قصيرة ... فهل من المعقول أن يكون بيت او
بيتين من الشعر يستطيع الشاعر توصيل الفكرة المقصود توصيلها للقارئ ... إذن لا حاجة لنا بأن نطبع الدواوين ونكتفي بالقليل من الأدب ...
فبدلَ ان نشجع هذا الجيل على القراءة ... وهو مبتعدٌ اصلاً عن القراءة ...
يا صديقي ...!! إن اول كلمة نزل بها الوحي على رسولنا الكريم صلى اللهُ عليه وسلّم ... هيَ كلمة (إقرأ) والقرآن الكريم أنزلهُ الله
سبحانهُ وتعالى في (114) سورة وكل سورة تختلف عن الاخرى في عدد آياتها ... وأطول سورة هي سورة البقرة وعدد آياتها (286) آية
وأقصرها سورة الكوثر وعدد آياتها (3) آيات ... فهل يا صديقي نترك السور الطويلة ونقرأ القصيرة ... ونقول : خير الكلام ما قلّ ودل ..؟
فكل سورة فيها مواضيعها وتوجيهاتها المهمة بالنسبة لنا في حياتنا الدنيوية لتكون نتيجتها مصلحتنا في آخرتنا وننهج الطريق السليم في الوصول
إلى بر الأمان ... لذلك كل سورة لها اهميتها سواءً كانت طويلة أم قصيرة ...
الكثير من الدول تشجع شعوبها على القراءة ... لأن ثقافة الشعوب هي أصلاً في القراءة والاضطلاع ... وتقيم المعارض الدائمة والمتنقلة للكتاب
حدثني صديقٌ لي وهو طبيب متزوج من اجنبية ويقول عند زوجتي مكتبة تحتوي مجلدات من الكتب ... وتخصص بضع ساعات من اوقات فراغها للقراءة
ويتابع الصديق الطبيب قولهُ ذهبنا أنا وهي الى مصر في رحلة سياحية لزيارة الأماكن الأثرية فكانت هي بمثابة الدليل السياحي لرحلتنا فهي تعرف مصر
وأماكنها الأثرية أكثر مني أنا مع انها لاول مرة في حياتها تزور مصر ... ولكن القراءة والاضطلاع جعلها تعرف اشياء اجهلها ... لانها تقرأ وانا بالعكس
أشعر بالملل عندما أمسك كتاباً ...
ولذلكَ يا صديقي نحن بحاجة الى القراءة والاضطلاع ... اكثر من الأجانب ... فثقافة الشعوب هي وجهها الحضاري ... والثقافة تأتي عن طريق القراءة
أخيراً وليس آخراً في مقالتي الطويلة هذه والتي من المؤكد انها لن تعجب صديقنا صاحب خير الكلام ما قلّ ودل ... أضعُ نفسي مقياساً لهذا الموضوع
فدراستي الأكاديمية ... لم تتعدَّ (الثالث الاعدادي) وكلنا نعرف ان المناهج المدرسية القديمة منها والحديثة ... لا تكفي لأن يكون الإنسانُ مثقفاً ولو حتى وصل الى
اعلى مراتب التعليم الاكاديمي ... فتبقى ثقافتهُ محدودة او محصورة في ما تعلمهُ في المدرسة او الكلية او الجامعة ...
فمنذ ان نركتُ المدرسة وحتى يومنا هذا لم اترك الكتب والصحف والمجلات ... رغم اعمالي الشاقة ... فقراءتي هي التي اوصلتني الى درجة لا بأس بها من الثقافة
فأنا الآن أكتب الشعر بجميع اشكالهِ ... وطبع لي (3) دواوين وعندي الآن ديوانين جاهزين للطبع ... وبدأتُ في التحضير للديوان الأخير ... بالإضافة الى (3) روايات
من تأليفي قمت بنشرها على الفيس بوك قبل عامين ... ونالت اعجاب من ساعده الحظ وقرأها ...
في النهاية أقول اقرأوا كثيراً ولا تملوا من القراءة ... فتضطلعوا اكثر لمعرفة ما يدور من حوْلنا ....
اجمل تحياتي وتقديري لكم ... أخوكم وصديقكم ... رجب الجوابرة .... فلسطين ... الضفة الغربية
16 ـــ 11 ـــ 2016م



  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

155,961