authentication required

القصة رقم 15 من المجموعة القصصية (أرنوب مفكؤر عظيم )
بقلم الأديبب / صلاح سيف

أرنـــوب …. والأعمـــال بالنيـــات رقم 15
من التراث الشعبي

رجع أرنوب من المدرسة حزيناً.
قال له والده: لماذا أنت حزين يا أرنوب.
قال أرنوب: في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المعظم أجد أكثر الشحاتين، والإنسان لا يعرف من يستحق منهم الصدقة؟ وفي نهاية الشهر الكريم سوف نقوم بإخراج الزكاة (زكاة الفطر).
قال الوالد: أسمع يا ولدي، سوف أحكي لك قصة من التراث الشعبي لعلك تطمئن من عملك:
“يحكى أن خرج رجل من بيته ومعه كيس من النقود، كان يبحث عن فقير يتصدق عليه: فرأى رجلاً ممزق الثياب، فظنه فقيراً، فأعطاه بعض النقود، وعاد مسروراً إلى بيته بما فعل، وفي الصباح تبين أنه (لص)!، فحزن وأسف على خطئه – ولكن ذلك لم يمنعه من أن يتصدق مرة أخرى: وفي اليوم التالي خرج ومعه كيس النقود وهو مصمم على أن يعطي صدقة لمن يستحقها فرأى إمرأةً بدا له أنها مسكينة، فوضع بعض النقود في يدها، وعاد إلى بيته مرتاح النفس، وفي الصباح تبين له أنها إمرأةً (غير مستقيمة)!، فحزن وتألم لأنه أخطأ في المرة الأولى والثانية – ولكن لم ييأس وعزم وفي المرة الثالثة أن يتصدق: فخرج من منزله وبحث طويلاً وفتش كثيراً حتى أطمأن إلى رجل بدا له أنه محتاج، فوضع كيس النقود في يده، ورجع إلى المنزل، وفي الصباح تحدث الناس، فقالوا: لقد تصدق رجلٌٌ على (غني غير محتاج)!، وحين بلغه ذلك حزن لأن الصدقة التي أراد أن يتصدق بها لم تقع في يد مستحقها، وحاول أن يخفف عن نفسه، ولكنه كان يتذكر كيف أخطأ في المرات الثلاثة؟ وكيف لم ينتبه إلى هؤلاء؟ ثم تعب من التفكير، وأخذ يحدث نفسه، يا ليتني أودعتها في حساب مستشفى الاورام أو أودعتها في أحدى المؤسسات الخيرية التي تقوم بتوزيع الصدقات على مستحقيها، وفي الليل ذهب إلى فراشة لينام، وفي تلك اللية رأى مناماً ورأى في المنام أحد الحكماء ويسأله عما حدث معه، وما الذي أحزنه؟ فأخبره بالخطأ الذي وقع منه ثلاث مرات، رغم إعلان التليفزيون والجمعيات الخيرية عن قبول الصدقات أو الزكاة لتوزيعها على مستحقيها”.
فقال له الحكيم: أهدأ يا بني إن هذا الأمر لا يحزن ولعلك كنت مصيباً.
قال له الرجل: وكيف وأنا تصدقت على “لص، وأمرأه غير مستقيمة، ورجل غني”.
قال الحكيم: لعل المال الذي دفعته (للص) وأنت تظنه فقيراً يكفه عن السرقة، ويجعله يستحي فلا يمد يده إلى أموال الناس، كما فعلت “رابعة العدوية” مع اللص – ولعل المال الذي دفعته (للمرأة) وأنت تظن أنها مستقيمة ومحتاجة يجعلها ترجع عن انحرافها وأن الله يرزق الناس المال الحلال – ولعل المال الذي دفعته (للغني) وأنت تظن أنه محتاج يجعله يفوق ويستحي من كرم الله عليه فينفق من ماله على الفقراء حين يرى من ينفق عليهم ويبحث عنهم، فأنت القدوة له.
قال الرجل الحكيم: أنك أذهبت الحزن عن نفسي وأسأل الله أن يقبل مني ما أنفقته، فأنني تصدقت لوجه الله الكريم.
قال الحكيم: يا بني إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى، فطالما كانت نيتك أن تتصدق على الفقراء فإن الله تعالى يجزيك على نيتك الحسنة.
[وأن الله لا يضيع أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا]
هكذا يا أصدقائي هي قصة الأعمال بالنيات كما حكاها أبي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

155,149