قصة قصيرة " فرصة عمر "

بقلمي ....محمــد فاخر دحــــو

شارد يجلس على شرفة منزله المطلة على الشارع المزدحم بالمارة وعربات الخضار، وفي يده لفافة التبغ ينفخ فيها همومه ، ويطارد دخان يأسه وحالته التي أصبحت لا تطاق ..
فقد تخرج من الجامعة منذ حوالي سنة تقريباً وإلى الآن لا يزال عاطلاً عن العمل بسبب تراجع نسبة عمالة الذكور أمام ارتفاع نسبة عمالة الإناث في مدينته .
كان يطارد فرص العمل ويبحث في مدينته في الشركات والمكاتب ويطرق أبواب مكاتب السفر كي يحظى بفرصة عمل في مجال تخصصه ، إلا أنه كان دائما ً يقابل بالرفض بحجة الخبرة .
وبعد كثير من التفكير قرر أن يعمل أي شيء يصادفه ..
تناول الجريدة التي كانت أمامه ، يقلب صفحاتها على عجل ، ويفتح صفحة الوظائف ويبدأ القراءة بتمعن شديد .
مطلوب للعمل آنسة ....
موظفة ....
شابة ......
عاملة ....
سكرتيرة .... ((الخبرة غير مطلوبة ))
مطلوب للعمل شاب ......
انسل خيط من البهجة إلى قلبه ، فأخيراً تحررت الكلمات من التاء المربوطة
أخيراً هناك من فهم بأن للذكور دور في المجتمع وبأن لهم الحق في المساواة مع المرأة .
نعم مطلوب شاب للعمل .
يتابع القراءة بظمأ العطشان الذي وجد واحة ً وسط صحراء قاحلة ، وهو لا يصدق ما يقرأ
" ......مطلوب شاب للعمل ، كحارس ليلي لبناء سكني ، ويشترط خبرة لا تقل عن خمس سنوات في أعمال الصيانة الكهربائية والتمديدات الصحية " ........

تعليق