القصة رقم 14 من المجموعة القصصية (أرنوب مفكر عظيم )

بقلم الأديب / صلاح سيف

أيـــن السعـــادة …. يا أرنـــوب رقم 14
من التراث الشعبي
كانت أمي رحمها الله تحكي لي قصة كل يوم، حتى أقصها على أولادي في المدرسة والقصة التي سوف أحكيها لأصدقائي كما روتها لي أمي.
قالت: كان هناك فلاح يخرج كل يوم في الصباح يؤدي عمله في مزرعة أحد الأغنياء بالقرية، كان يقضي يومه وهو يدندن بالأغاني والمواويل أثناء عمله، ويعود في المساء يجلس مع زوجته وأولاده ليتناولوا طعام العشاء، وبعد ذلك يقوم يسحب الناي ويعزف عليه، وتقوم زوجته بالغناء وهم سعداء بالعيش في الكوخ الصغير.
كان له الكثير من الأبناء يخرجون إلى الشارع يلعبون ويمرحون سواء بالليل أو النهار.
وكان في واجهة الكوخ قصر كبير يسكن فيه أحد الأغنياء،
السعادة التي يحياها الفلاح مع أولاده وزوجته رغم أنه رجل فقير على قدر حاله أثاروا انتباهه بالكيفية التي يحيون بها حياتهم، وقد شعر بالأشفاق على الفلاح.
أرسل الرجل الغني كيس به مبلغاً كبيراً من المال إلى الفلاح ليجعل حياته سعيدة بهذا المال وحتى لا يخرج إلى العمل ويستريح.
صعق الفلاح من الدهشة وهو لا يريد أن يأخذ النقود، قالت له زوجته يا رجل أرسل الله لنا هذا الرزق ترفضه، فأخذت الزوجة الكيس وبه النقود ونادت على الأولاد، ودخلت الكوخ وأغلقت الباب عليه وأخذت تعد النقود.
في تلك الليلة لم يلمس الفلاح الناي والأولاد يلعبون داخل الكوخ، وضجيج أصواتهم تتعالى إلى درجة أن الزوجة والفلاح أخطأ في عد النقود، اغتاظت الزوجة وضربت الأولاد ضرباً مبرحاً وبدلاً أن يسكتوا زاد صراخهم من ألم الضرب.
شعر الأولاد بالجوع وطلبوا من الأم الطعام وأنهم لم يتعشوا اليوم نفذ صبر الزوجة.
وقالت: ماذا نفعل بكل هذه النقود؟
قال الزوج: نخبئها في الأرض وندفنها.
قالت الزوجة: بعد دفنها ننسى مكانها ولا نعرف أين هي؟
قال الزوج: نضعها في الصندوق ونحافظ عليها.
قالت الزوجة: يمكن أن يسرقها اللصوص.
قال الزوج: نبني “بيت أكبر” من الكوخ ونشتري آلات زراعية حديثة، ماكينة ري، وماكينة حرث.
قالت الزوجة: أنا فلاحة بنت فلاح نشتري قطعة من الأرض ونقوم بزراعتها أنا نفسي أن نمتلك فقط أرض وأي مشروع آخر كلام فارغ.
أحتد الخلاف بين الزوج والزوجة وتعالى الصراخ والزعيق بينهما، لاحظ الرجل الغني ولم يستطع تفسيراً لذلك، وفي النهاية قال الفلاح لزوجته:
شيء ما حدث.. أتعرفينه يا زوجتي العزيزة، المال سرق سعادتنا، سرق ما يسعدنا طول عمرنا، وفي الصباح الباكر نرد المال لصاحبه.
استقبلت الزوجة كلام زوجها بفرحة عظيمة، وأحب الفلاح أن ينقذ سعادته وسعادة أولاده وسعادة زوجته.
أننا هنا بمهنة الفلاحة نعيش عيشة طيبة، ونقدم خدمة للوطن.
وفي الصباح ذهب الفلاح إلى الرجل الغني وسلم له كيس المال، وعاد إلى عمله يزرع الأرض أجيراً عند الناس ويعزف على الناي وهو سعيد.
قال أرنوب: يا أمي السعادة ليست في المال.
السعادة في الرضى بما قسمه الله

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

156,910