تستخدم مركبات الكلوروهيدرين فى تحضير الكثير من الكيماويات الصناعية كأوكسيد البروبيلين. كما تتكون هذه المركبات - كنتائج غير مرغوب فيها - أثناء عمليات نزع الدهون من الخضروات والمحاصيل باستخدام حمض الهيدروكلوريك , كما تنتج أيضا عند حرق بعض اللدائن فى الجو . ولقد أوضحت وكالة حماية البيئة (EPA) التأثيرات الضارة لهذه المركبات على صحة الإنسان .
ومن جهة أخرى , أظهر أحد هذه المركبات وهو مركب الابيبلوك (الالفاكلورهيدرين) فاعلية واضحة ضد العديد من أنواع القوارض خاصة الجرذان حيث أطلق عليه المركب ذو التأثير السام- التعقيمى Toxicant-Sterilant " ويمتاز هذا المركب بان استخدامه بجرعات مرتفعة يسبب موت الجرذان أما استخدامه بالجرعات دون المميتة فانه يسبب عقما لذكور الجرذان . فمنذ اكتشاف الالفاكلوروهيدرين فى أواخر الستينات واغلب الأبحاث تؤكد على انه يسبب عقما لذكور الجرذان دون الإناث , إلى أن ظهر حديثا بحث يثبت أيضا عقما لإناث الجرذان . وعلى هذا فان هذا البحث قد أجرى بغرض التحقق من تأثيره العقمى على إناث الجرذان البالغة وكذلك دراسة التغييرات التكسولوجية المصاحبة لهذا التأثير.
ويمكن تقسيم هذه التجارب إلى ثلاث أقسام:
القسم الأول :
يختص بدراسة السمية الحادة لهذا المركب , حيث تمت معاملة إناث الفئران البيضاء البالغة بجرعات عالية من المركب (من 150-190 مجم/كجم) كل جرعة تعطى مره واحدة عن طريق الفم لخمسة فئران على الأقل , ثم ملاحظة أعراض التسمم , ووقت حدوث الموت , والنسبة المئوية للموت عند كل جرعة , وعلى هذا فقد أمكن تقدير الجرعة النصفية المميتة (LD50) لهذا المركب . كما تم تشريح الفئران بعد الوفاة مباشرة لملاحظة أية تغييرات حدثت للأعضاء المختلفة وذلك بالعين المجردة .
القسم الثانى :
عوملت مجموعة من إناث الفئران البيضاء البالغة بجرعة غير مميتة واحدة من هذا المركب (80 مجم/كجم) عن طريق الفم , وبعد المعاملة بـ 1 , 3 , 7 , 14 , 21 يوما تم ذبح مجموعة من الفئران المعاملة وغير المعاملة عند كل وقت – حيث تم اخذ عينات من الدم لتحليلها وتم نزع الكبد والكليتين والمبيض والرحم وتقدير وزنهم النسبى (وزن العضو/ الوزن الكلى للفأر) وعمل قطاعات بها لدراسة تأثير المعاملة على التراكيب الهستولوجية تحت الميكروسكوب , كما تم صبغ هذه القطاعات بعدة صبغات متخصصة للكشف عن كمية الكربوهيدرات , البروتين , DNA بالإضافة إلى الأنسجة الضامة فى كل عضو من هذه الأعضاء , كما تم اختيار مجموعة أخرى من الإناث البالغة وتم تزاوجها مع ذكور غير معاملة وعند ثبوت وجود الحيوانات المنوية فى مهابل الإناث تم تجريع هذه الإناث بنفس الجرعة السابقة (80 مجم/كجم) ويعتبر هذا هو اليوم صفر لحدوث الحمل , كما تم ذبح بعض الإناث المعاملة وغير المعاملة بعد 7 , 14 , 19 يوما من حدوث الحمل حيث تم تشريح الرحم-عند كل وقت- لمعرفة عدد أماكن زرع الأجنة
(mplantation sites ) والنسبة المئوية للأجنة المتحللة داخل الرحم ( resorption ) , وعدد الأجنة الحية وقياس أوزانها وأحجامها وكذلك معرفة حدوث التشوهات فى هيكلها العظمى ( عند صبغها بصبغة الالزرين ) ومقارنة ذلك بما حدث فى رحم الإناث الغير معاملة .
القسم الثالث :
وهو يمثل الجزء التطبيقى لاستخدام هذا المركب فى مكافحة الفئران- حيث تم تحضير طعم من حبوب القمح المضاف إليها مركب الالفاكلوروهيدرين بتركيز 0.5% وغذيت عليه مجموعة من إناث الفئران البالغة فى وجود أو غياب مادة غذائية أخرى بديلة غير مسمة لمدة خمسة أيام متتالية أعقبها تزاوج هذه الإناث مع ذكور غير معاملة – القفص الواحد كان يحتوى على أنثى معاملة واحدة مع ذكر معامل وعند ثبوت التلقيح (وجود الحيوانات المنوية فى مهبل الأنثى) يتم إبعاد الذكور من الأقفاص – وندون ميعاد الولادة وعدد الصغار المولودة كدليل على حدوث التأثير التعقيمى.
وخلصت النتائج كآلاتي :
<!--[if !supportLists]-->1- <!--[endif]-->قدرت قيمة الجرعة النصفية المميتة لمركب الالفاكلوروهيدرين على إناث الفئران البيضاء البالغة ووجد أنها 161.81مجم/كجم (عند حدود ثقة 95%) وبصفة عامة فقد بدأ حدوث الموت فى اليوم التالى وامتد إلى اليوم السادس من بدء المعاملة , ولوحظ انه بزيادة الجرعة المستخدمة قل الوقت اللازم لحدوث الموت , وظهر على الفئران المسمة الخمول والكسل وقلة الحركة ورفض تناول الغذاء مما أدى إلى حدوث نقص فى أوزانها وبعد يوم أو يومين من المعاملة لوحظ حدوث شلل فى أرجلها وفقدها الوعى وتمدد جسم الحيوان وتبوله عدة مرات وقد استمر هذا الوضع إلى أن تم حدوث الموت , كما أوضح التشريح الداخلى للفئران الميتة حدوث إدماء حول بعض الأعضاء خاصة حول الكبد كما وجد تكلس فى الكليتين.
<!--[if !supportLists]-->2- <!--[endif]-->فى القسم الثانى من التجارب , لم يظهر على الإناث المعاملة بالجرعة غير المميتة (80مجم/كجم) أية أعراض للتسمم , وقد كانت حالتهم الصحية الظاهرية جيدة .
<!--[if !supportLists]-->أ- <!--[endif]-->أوضحت دراسات تحاليل الدم أن هذا المركب قد تسبب فى حدوث نقص معنوى فى عدد كرات الدم الحمراء ومحتوى الهموجلوبين . وعلى الجانب الأخر فقد حدث ارتفاع فى عدد كرات الدم البيضاء ونشاط أنزيمات الترانس اميناز وكذلك زيادة الكرياتين واليوريا فى سيرم الدم وذلك مقارنة بالكنترول.
<!--[if !supportLists]-->ب- <!--[endif]--> كان للمعاملة تأثير فى زيادة الوزن النسبى للكبد والكليتين والمبيض والرحم للفئران المعاملة مقارنة بالكنترول .
ج- كان للمعاملة تأثير فى نقص محتوى الكربوهيدرات والحمض النووى ((DNA والبروتين لهذه الأعضاء ومن جهة أخرى كان هناك زيادة فى محتوى الأنسجة الضامة لكل من المبيض والرحم وذلك مقارنة بالكنترول.
د- أظهرت الفحوص الهستوباثولوجية لقطاعات فى أنسجة هذه الأعضاء حدوث تغييرات تركيبية أهمها احتقان فى الأوعية الدموية وارتشاح الخلايا الليمفاوية وحدوث فجوات فى السيتوبلازم الخاص بها .
هـ- كان للمعاملة تأثير على تطور الحمل فى الإناث , حيث قل عدد أماكن زرع الأجنة وزيادة عدد الأجنة المتحللة داخل الرحم بالإضافة إلى نقص وزن وحجم وعدد الأجنة الموجودة فى قرنى الرحم وكذلك حدوث تغييرات فى هيكلها العظمى وذلك مقارنة بإناث الكنترول الحوامل .
ويمكن إرجاع التغييرات الهستوباثولوجية التى حدثت فى مبايض وأرحام الإناث المعاملة وكذلك التأثير على الأجنة إلى احتمال وجود تأثير مضاد لهذا المركب على الهرمون الأنثوي الاستروجين .
3- كان هناك توافق وانسجام فى النتائج المتحصل عليها من أقسام الدراسة المختلفة , فمثلا قد اظهر الفحص بالعين المجردة حدوث تكلس فى الكليتين وتضخم واحتقان فى الكبد فى الفئران المسمة بمركب الالفاكلوروهيدرين (القسم الأول) . كما أظهرت نتائج تحاليل الدم حدوث ارتفاع فى نشاط أنزيمات الترانس أميناز ( GOT& GPT) -كدليل لحدوث ضرر فى الكبد- كذلك زيادة نسبة الكرياتين -كدليل لحدوث ضرر فى الكليتين- واكثر من ذلك فقد اثبت الفحص الهستوباثولوجى حدوث تغييرات واضحة فى أنسجة كل من الكبد والكلية للفئران المسمة بهذا المركب , أيضا اظهر الفحص المجهرى حدوث اتساع واحتقان للشعيرات الدموية المغذية للأعضاء المنزوعة من فئران مسمة كدليل على حدوث إدماء بها وهذا متوافق مع ما تم ملاحظته بالعين المجردة من حدوث إدماء فى التجويف البطنى والصدرى عند تشريح الفئران الميتة (القسم الأول) وأكثر من ذلك كانت نتائج تحاليل الدم منطبقة تماما مع هذه الملاحظات حيث حدث نقص معنوى فى عدد كرات الدم الحمراء ونسبة الهيموجلوبين وذلك فى الفئران المسمة بهذا المركب.
4- اختلفت النتائج باختلاف تجربة تغذية أنات الفئران على الطعم السام لهذا المركب بتركيز0.5% لمدة خمسة أيام متتالين كآلاتي:
أ- فى حالة عدم وجود بديل مع الطعم السام (no-choice feeding test) اضطرت إناث الفئران إلى التغذية على هذا الطعم السام وكان نتيجة لذلك فقدانها الكثير من أوزانها والذى وصل فى بعض الأحيان إلى 10% من وزنها الأصلي . تراوحت جرعات المركب المأخوذ بواسطة هذه الإناث من 47.74- 119.76 مجم/كجم/يوم . وقد كانت هذه الجرعات كافية لإحداث عقم للإناث بنسبة 80% بدليل عدم حدوث إنجاب حتى بعد 3 شهور من التزاوج مع ذكور غير معاملة .
<!--[if !supportLists]-->ت- <!--[endif]-->فى حالة وجود غذاء بديل غير مسمم مع الطعم السام (Bi-choice feeding test) لوحظ أن إناث الفئران أقدمت على تناول كميات من هذا الطعم السام بالرغم من وجود الغذاء البديل الغير مسمم- مما يدل على القبول العالى لهذا الطعم السام بواسطة الفئران high acceptance فى هذه الحالة تراوحت جرعات المركب المأخوذة من 4.73 – 84.1 مجم/كجم/يوم وكانت هذه الجرعات كافية لإحداث عقم للإناث بنسبة 60% أو زيادة فى الفترة اللازمة لحدوث الإنجاب مع قلة عدد الصغار المولودة وذلك مقارنة بالأزواج غير المعاملة والتى كانت تلد فيها الأنثى من 8 إلى 9 صغار بعد فترة حمل من 22- 24 يوم . من هذا يتضح أن مركب الالفاكلوروهيدرين ربما يكون له تأثير على الخلفة Teratogenic effect