مفهوم تكنولوجيا التعليم Instruction Technology:
لا تمثل تكنولوجيا التعليم فى مفهومها الصحيح أجهزة ووسائل تعليمية، لكنها طريقة للتفكير تتناول التعليم والتعلم تناولاً منهجياً منظوماً ومنتظماً بهدف تطوير وتجديد المواقف التعليمية، والتغلب على معوقات تحقيق أهداف العملية التربوية وزيادة فاعليتها.
يرجع (على عبد المنعم، 1998) مفهوم تكنولوجيا التعليم من خلال أصله اللغوى؛ حيث يرى أن كلمة تكنولوجيا (Technology) هى كلمة يونانية الأصل، وهى مكونة من مقطعين هما: تكنو Techno، بمعنى مهارة أو حرفة، ولوجوس Logos بمعنى دراسة أو تنمية أو علم على اختلاف المعانى فى استخداماتها المتنوعة، وتطور استخدام المعنى عبر القرون بمقطعيه واستخدام المقطعين معاً فى التراث اليونانى ليعنى علم المهارة أو الحرفة.
وقد تم التعريف الرسمى بتكنولوجيا التعليم كعلم بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1963م؛ عن طريق جمعية التربية الوطنية فى مشروعها للتطوير التكنولوجى، أعقب ذلك عدة تعريفات أبرزها مايلى:
عرف (على عبد المنعم، 1993، 6) تكنولوجيا التعليم بأنها عبارة عن طريقة فى التفكير ومنهج فى العمل وأسلوب لحل المشكلات التعليمية؛ فهى أسلوب منهجى منظم لتطبيق المعرفة المستمدة من النظريات ونتائج البحوث فى المجلات المختلفة.
وعرف (باربارا سيلز، ريتا ريتشى، 1998، 29) تكنولوجيا التعليم من خلال توضيح تعريف جمعية الاتصالات التربيوية والتكنولوجيا العالمى عام 1994؛ والذى يرى أن تكنولوجيا التعليم هى النظرية والتطبيق فى تصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وادارتها وتقويمها من أجل التعلم.
ويرى (عبد اللطيف الجزار، 1998،112 ) أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن عملية شاملة تقوم على تطبيق هيكل من العلوم والمعرفة المنظمة واستخدام موارد بشرية وغير بشرية بأسلوب النظم لتحقق أغراض ذات قيمة عملية فى المجتمع.
وترى (زينب أمين، 2000، 13) أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن منظومة فرعية للتربية تعتمد على أسلوب منهجى منظم وديناميكى ومتكامل لتطبيق الخبرات المستمدة من النظريات والأبحاث والدراسات المنوطة بالتعليم لتحسين أداء المتعلمين، ولزيادة فاعلية وكفاءة المواقف التعليمية.
ويعرف (مندور عبد السلام،2000،22 ) كما قدمه (أسامه هنداوى، 2002، 42) تكنولوجيا التعليم بأنها سلسلة من التفاعلات والنشاطات البشرية المتضمنة للمعارف والمهارات المؤدية إلى عملية إنتاجية وحل لمشكلات الإنسان ولتحقيق متطلباته وإشباع لحاجاته، كما أنها قابلة للتعلم والنقل والاستيعاب من مكان إلى مكان آخر ومن دولة منتجة إلى دولة أخرى تحتاجها
ويعرف (إبراهيم يونس، 2003، 33) تكنولوجيا التعليم بأنها علم تطبيق واقعى يهتم بتطبيق النظريات المجردة فى الواقع العملى لتحقيق فائدة للإنسان، مع تحويل النظريات المجردة من أفكار وعلوم بحتة إلى مهارات وحرف وأعمال.
من ذلك نخلص إلى أن تكنولوجيا التعليم عملية معقدة ومركبة ومتشابكة، فهى تضم الأفراد والإجراءات والأفكار والوسائل وأساليب العمل والتنظيمات وذلك لحل المشكلات التعليمية، بهذا لا ينظر إلى تكنولوجيا التعليم على أنها برامج فقط أو أنها أجهزة مادية فقط.
وعليه فإن تكنولوجيا التعليم عبارة عن علم قائم على التفكير المنهجى المنظم الهادف لتطبيق نتائج البحوث العلمية والمنتجات التكنولوجية المرتبطة بالتواصل الانسانى وتفعيلها فى خدمة العملية التعليمية بتطوير مواقفها وتحويلها من الشكل المجرد النظري إلى شكل جديد قائم على الواقعية؛ بهدف تحقيق أهداف العملية التعليمية.
ساحة النقاش