وقد شاع بعد ذلك استخدام الكمبيوتر فى التعليم وفى جميع مجالاته المختلفة، حتى اتفق المتخصصون على أن استخدامات الكمبيوتر فى التعليم تدور حول أنماط ثلاث هى:

النمط الأول- التعليم المدار بالكمبيوتر Computer Managed Instruction  :

      يعنى هذا النمط أن يكون الكمبيوتر هو القائد للعملية التعليمية ومديرها الوحيد؛ من خلال قيام الكمبيوتر بالتدريس الشامل لمتعلمين؛ فيقدم المحتوى العلمى واجراءات التشخيص والعلاج، ويقدم الخطط التدريسية والعلاجية للمتعلمين بطئ التعلم، وتقديم الخطط الإثرائية للمتعلمين الأسرع تعلماً، وتقديم إجراءات التقييم النهائى، ورصد الدرجات وعرض التقارير المفصلة عن مدى التقدم فى عملية التعلم دون تدخل المعلم فى كل هذه الخطوات.

      ويعتمد هذا النموذج على التفاعل الكامل بين المتعلم وجهاز الكمبيوتر عن طريق البرمجيات التعليمية، حيث يتم عرض المواد التعليمية التى من المستهدف تعليمها بداية من اجتياز المتعلم الاختبار القبلي والتى تحدد مستواه قبل الدخول فى التعلم، ومن خلال تحديد المستوى القبلي يقوم لبرنامج بتوجيه المتعلم إلى الموضوعات التى تساعده على تكملة ما ينقصه من معلومات واستبعاده من الموضوعات التى يتقنها تمام الإتقان، بعد ذلك يقوم الجهاز بعرض المعلومات والموضوعات بالسرعة المناسبة لكل متعلم مع تكرار عملية العرض حتى يتمكن منها قبل الانتقال للموضوعات التالية، مع السماح للمتعلم بالبدء بتصفح أىٍ من الموضوعات المعروضة وفق رغبته واختياره شريطة تحقيق جميع الأهداف، مع عرض مجموعة من الأنشطة المساعدة والتوجيه، ثم تقديم أسئلة تقويم ذاتى (ضمنية) للتحقق من مدى إتقان المتعلم لكل جزء من المحتوى وتقديم التعزيز المناسب لاستجابة المتعلم، وبعد الانتهاء من دراسة كل وحدة تعليمية يقيس الكمبيوتر مدى تمكن المتعلم من محتوى هذه الوحدة من خلال الاختبارات البعدية لتعرف مدى تحقق الأهداف الخاصة بهده الوحدة وفى حال عدم قدرة المتعلم على تحقيق مستوى التمكن المحدد يتيح له برامج علاجيه للمساعدة فى ذلك أو تمكينه من إعادة الجوانب المتعلقة بالموضوع مرة أخرى حتى يحقق التمكن.

النمط الثانى- التعليم القائم على الكمبيوتر Computer  Based Instruction:

      وفى هذا النمط يكون الكمبيوتر هى الهدف من عملية التعليم بمعنى أن يتم تقديم المعارف والمعلومات عن الكمبيوتر وكيفية توظيفه واستخدامه، وقد برز ذلك بصورة كبيرة بعد دخول جهاز الكمبيوتر فى جميع مجالات الحياة المتنوعة حتى أصبح الكمبيوتر وعلومه جزء مهم من مقررات عديدة منها المقرر الحالى (الكمبيوتر فى التعليم).

   وتتضمن هذه الأنماط خمس عمليات تمكننا من الاستفادة به أحسن الإفادة نشرحها بالتفصيل فيما يلى وهى أننا نتعلم:

1- عن الكمبيوتر: فنعرف ما هو، والألفاظ التى تستطيع آدائها، وكيف يؤديها، ويشتمل ذلك على ما يطلق عليه الثقافة الكمبيوترية.

2- من الكمبيوتر: حيث يقودنا الكمبيوتر فى عملية التعلم، ويقدم لنا مادة التعلم وموضوعه.

3- بالكمبيوتر: فنعرف كيف نستخدمه فى التعليم.

4- كيف نفكر باستخدام الكمبيوتر: فنستخدمه فى حل المشكلات، وفرض الفروض والتحقق من صحتها.

5- كيف ندير التعلم باستخدام الكمبيوتر: فننظم عملية التعلم، ونستخدمه فى اختبار التلاميذ وحفظ سجلات تقدمهم فى التعلم.

النمط الثالث- التعليم بمعاونة الكمبيوتر Computer Assisted Instruction:

       ويستخدم الكمبيوتر وفق هذا النمط فى معاونة المعلم فى تقديم برامج التعليم والمقررات التعليمية؛ فيعرض المحتوى ويشرحه ويقدم التساؤلات وغيرها فى نطاق المساعدة التعليمية إلا أن المعلم تكون له السيطرة على عملية التعليم من خلال الكمبيوتر ويستخدمه فقط كعامل مساعد لتقديم ما يريد شرحه.

       ويعتبر الكمبيوتر مدخلا جيداً ومتكاملاً فى تقديم مواد التعليم وتحقيق التعلم، ومع تطور نظريات التعليم والتعلم أصبح نمط التعلم بمعاونة الكمبيوتر فى تحقيق تعلم أكثر فاعلية.

       ويرى (ناجح حسن، 2003، 17) أن التعليم بمعاونة الكمبيوتر مصطلح يطلق على بيئة التعلم التى توفر التفاعل بين المتعلم والكمبيوتر، ويكون دور المعلم هو تجهيز بيئة التعلم والتأكد من أن كل متعلم لديه المهارات اللازمة لأداء نشاط معين، كما أن المعلم يكيف ويعدل نشاطات التعليم لتلائم حاجات المتعلمين.