مفهوم المكتبة الرقمية:
والمكتبة الرقمية واختصارًا d-lib، هي مجموعة من مواد المعلومات الإلكترونية أو الرقميةdigital ، المتاحة على نادل المكتبة server ، ويمكن الوصول إليها من خلال شبكة محلية أو على المشاع عبر الشبكة العنكبوتية.
ويرى بورجمان أن المكتبات الرقمية ما هي إلا أشكال حديثة من نظم استرجاع المعلومات أو نظم المعلومات التي تدعم إنتاج المحتوى الرقمي والإفادة منه والبحث فيه. فالمكتبة الرقمية:
هي المكتبة التي تحفظ جميع أو أغلب مقتنياتها على أشكال مقروءة ألياً كمتمم أو مكمل أو بديل للمطبوعات التقليدية ومواد المصغرات التعليمية التي تسيطر على مجموعات المكتبة.
أما معجم أودليس الإلكتروني فيفيد بأن المكتبة الرقمية هي مكتبة بها مجموعة لا بأس بها من المصادر المتاحة في شكل مقروء آليًا، في مقابل كل من المواد المطبوعة ورقيا أو فيلميًا، ويتم الوصول إليها عبر الحاسبات، وهذا المحتوى الرقمي يمكن الاحتفاظ به محليًا أو إتاحته عن بعد عن طريق شبكات الحاسبات.
ومن خلال التعريفات السابقة للمكتبة الرقمية نجد أنها جميعا تدور حول أنها مجموعة منظمة من المعلومات، تصحبها بعض الخدمات، حيث تكون المعلومات مخزنة في أشكال رقمية ومتاحة عبر إحدى الشبكات.
فيما يراها البعض بأنها مجموعة التقنيات والأدوات والمصادر والإجراءات ذات الصلة بإدارة المحتوى في بيئة المعلومات الإلكترونية.
وربما كان أشهر تعريف للمكتبة الرقمية هو أنها مجموعات منظمة من المعلومات الرقمية ويجمع هذا التعريف بين تنظيم المعلومات وجمعها، تلك العمليات التي تقوم بها المكتبات ودور الأرشيف التقليدية، ولكن مع عملية التمثيل الرقمي digital representation التي غدت ممكنةً بواسطة الحاسبات.
ويرى آرمز أن التعريف غير الرسمي للمكتبة الرقمية، هو أنها مجموعة منظمة من المعلومات، تصحبها بعض الخدمات، حيث تكون المعلومات مخزنة في أشكال رقمية ومتاحة عبر إحدى الشبكات، وإن العنصر الحاسم في هذا التعريف هو أنها معلومات منظمة، ذلك أن تيارًا من البيانات يتم إرساله إلى الأرض من أي قمر صناعي لا يمكن أن نعده مكتبة، إلا أن نفس هذه البيانات، عندما يتم تنظيمها بصورة منهجية، تصبح مكتبةً رقمية.
من ناحية أخرى، تتفاوت المكتبات الرقمية في حجمها من مكتبات بالغة الصغر إلى أخرى بالغة الضخامة كما أنها يمكن أن تستخدم أي نوع من أجهزة الحاسبات وأي برمجيات ملائمة في هذا الصدد، وإن المحك الرئيس هنا هو أن المعلومات منظمة على الحاسبات، ويتم إتاحتها عبر إحدى الشبكات، مع ما يصاحب ذلك من إجراءات اختيار مواد المعلومات، وتنظيمها، وأرشفتها، وإتاحتها للمستفيدين.
ومع ذلك، ومن وجهة نظر إحدى هيئات اليونسكو فإنه لا ينبغي النظر إلى المكتبات الرقمية بوصفها فحسب مجموعة من مصادر المعلومات الرقمية وما يتصل بها من أدوات لإدارة هذه المجموعة، وإنما ينبغي النظر إليها بوصفها تلك البيئة التي تجمع معـًا بين المجموعات والخدمات والأشخاص، لدعم الدورة الكاملة لإنتاج البيانات والمعلومات والمعرفة، وبثها وإخضاعها للدرس والتعاون، والإفادة منها.
تطور مفهوم المكتبة الرقمية:
لا يمكن تحديد بالضبط من هو أول من استخدم المكتبات الرقمية Digital Libraries كمصطلح، لكن جذوره تعود إلى عام 1945م عندما كتب فانيفربوش (الذي كان مستشاراً للرئيسين الأمريكيين روزفلت وترومان) مقالة بعنوان "كما يمكن لنا أن نفكر" نشرها في مجلة "أتلانتك منثلي" تتبع فيها حركية ما أسماه بـ مامكس Memex، التي اشتقها من Memory Extender التي تمثل جزئية من الذاكرة الإنسانية.
إلا أن التطورات الكبيرة التي حصلت مؤخراً لحركية تخزين واسترجاع كميات هائلة من المعلومات العلمية والتقنية من على سطح المكتب اعتمدت على منجزات ذلك العصر
وفي عام 1965، جاء ليكلايدر Licklider بمصطلح "مكتبة المستقبل" الذي تضمن متطلبات وخطط لتطوير ما وصفه هو بـ"الأنظمة المدركة" Procognitive Systems التي تهدف إلى إعطاء المستفيد ذخيرة معرفية وكأنه القائد، بل إننا نجد أن ليكلايدر يذهب في وصفه لمكونات مكتبة المستقبل وكأنه يصف حالة الانترنت اليوم عندما "أكد أن من مميزات "النظام الادراكي" لمكتبة المستقبل ما يتمثل في الاتصالات والحاسبات مع الأسلاك التي تربط خزانة (الحاسوب) بشبكة المنافع الحسية.
وفى الثمانينات من القرن الماضى استطاعت المكتبات أن تضع فهارسها الآلية على الانترنت، عندما أسماها البعض "بالمكتبات الافتراضية" وهو المصطلح الذي تداخل كثيراً مع مصطلح "المكتبات الرقمية"، برغم أن تلك الجهود كانت منصبة لتهيئة الوصول للمعلومات.
واستمراً على هذا الحال ما قدره عشرة سنوات حتى شرعت المكتبات الرقمية فعلياً في بذل الجهود لإتاحة ما تستطيع من مجموعاتها "بالكامل" على الشبكة العنكبوتية.
ولهذا فإن البعض يرى أن مصطلح "المكتبات الافتراضية" يعتبر سابقاً لمصطلح "المكتبات الرقمية"، لكن الواضح أن شهرة الأخير مستمدة من "مسمى" التقنية المستخدمة حالياً مثل التلفزيون والهاتف وما إلى ذلك، التي ساعدت في زيادة شهرة المصطلح، وأيضاً التأصيل الذي حظي به المصطلح جراء اعتماد مكتبة الكونجرس له في قائمة رؤوس موضوعاتها.
ومع الاستخدام المتنامي للانترنت، وبخاصة بعد ظهور النسيج العنكبوتي العالمي www بجهود متكاتفة، أصبح المستفيدون يطالبون بالمعلومات المرقمنة في كل الأنواع، وبهذا الإحساس أقدم بعض المتخصصين في الكمبيوتر في الولايات المتحدة الأمريكية بكتابة ورقة عن المكتبات الرقمية؛ لم يستخدموا اللفظة بشكل صريح ولو لمرة واحدة، وقدموها عام 1994م إلى مؤسسات داعمة للجامعات ونتج عن ذلك مبادرة المكتبات الرقمية والتي عرفت فيما بعد بـ Digital Library Initiative 1 (DLI – 1). .
ويرى بعض المتخصصين أن إحدى مواصفات المكتبات الإلكترونية هي قدرتها على تخزين وتنظيم وبث المعلومات إلى المستفيدين من خلال قنوات ومصادر المعلومات الإلكترونية.
ساحة النقاش