التصنيف:
الغرض من التصنيف هو ترتيب الأشياء المتشابهة بعضها البعض بالطريقة التى تسهل التوصل إليها ووضعها فى متناول المستفيدين بسهولة ويسر، وعليه كان التصنيف يعرف بأنه عملية ترتيب الأشياء أو الأفكار المفردة فى مجموعات طبقاً لدرجة التشابه أو الاختلاف التى تتواجد بينها، مثل الاتصال بالموضوع أو الشكل أو الحجم أو المصدر أو غير ذلك.
ويعرف (محمد البغداى، 2005، 17) التصنيف بأنه تمييز الأشياء بعضها عن البعض؛ أى ترتيب الأشياء وتجميعها بحسب درجات تشابهها وفصل بعضها عن البعض بحسب درجات تباينها، بغرض جمع الأشياء المتشابهة بعضها البعض، وفصل الأشياء المختلفة بعضها عن بعض.
ويعرف أيضاً بأنه فن اكتشاف موضوع الكتاب والدلالة عليه برمز من رموز التصنيــف الـذي تستخدمه المكتبة.
ويعرف قاموس مصطلحات جمعية المكتبات الأمريكية A.L.A ، نقلاً عن (ناهد سالم،2003، 11) بأن التصنيف عبارة عن سلسلة أو مجموعة من الأقسام مرتبة بنظام معين طبقاً لمبدأ معين أو غرض محدد.
وعليه فإن التصنيف فى المكتبات والمعلومات هو ترتيب وتنظيم وتقسيم الكتب والمواد التعليمية داخل المكتبة أو مركز المعلومات إلى مجموعات وفق نظام محدد مرتبط بالجانب الموضوعى أو المحتوى العلمى؛ بحيث يتم الترتيب المواد والمقتنيات فى أقسام وتكون وجهة الربط والتقسيم هي الموضوع.
ويمكن تطبيق المفهوم العام للتصنيف على المواد المكتبية الموجودة في المكتبة، وذلـك باتخاذ التشابــه الموضوعي أساساً للفصل بين المواد.
والتصنيف في المكتبات مبني على تقسيم المعرفة البشرية إلى موضوعات متباينة مع إعطـاء رمز معين لكـل موضوع، وذلك بشكل يؤدي إلى إبراز موضوعات المعرفة البشرية في ترابط منطقـي يتقدم فيه العام على الخاص مع مراعاة علاقة كل موضوع بما يليه من موضوعات.
والمكتبة فى حاجة ملحة إلى تنظيم محتوياتها وتنظيمها تنظيماً فنياً يسهل على المستفيدين من روادها الحصول على الكتب والمواد المطلوبة بسرعة ويسر، وأهمية التصنيف تفيد المستفيد وتفيد أخصائيي المكتبات فى الوقت نفسه، فبالنسبة للمستفيد فإن التصنيف يسهل عليه عملية الحصول على الكتاب والمحتوى الذي يبغيه بسرعة ويسر، كما أنه قد يتيح له فرصة التعرف على مجموعات الكتب والمواد التى تهتم بالموضع الذى يبحث عنه؛ وهو ما يحقق الغرض الأول من خدمات المكتبة، وبالنسبة لأخصائي المكتبات فإن عملية التصنيف تسهل عليه خدمة المستفيدين بتلبية احتياجاتهم فى أسرع وقت، بالإضافة إلى تعرفه المستمر على المجموعات المكتملة والناقصة داخل المكتبة وتدعيمها.
ويعتبر التصنيف أول العمليات الفنية التى يمارسها أخصائى المكتبات وهو ما يحتاج منه دراية واسعة بجميع أنواع المعرفة وصلتها بعضها البعض.
فوائد التصنيف في المكتبة:
1- يساعد القراء على الوصول إلى ما يريدونه من مواد بسرعة وسهولة وذلك بدلالة رمز التصنيف الموجـود على بطاقة الفهرس والموجود على الكتاب، والذي يحدد موقع المادة على الرف.
2- يضع حدوداً واضحة لمختلف أصول المعرفة وفروعها وبالتالي يمنع اختلاط وتداخل مواد المكتبة مع بعضـها بعضاً.
3- يخدم القارئ في الوصول لأوعية المعلومات حسب موضوعاتها؛ فلو بحثنا على الرف عن كتاب في موضــوع معين ولم نجده فسوف نجد في نفس المكان كتباً أخرى شبيهة في موضوع الكتاب الذي نبحث عنه.
4- يكشف مواضع النقص والضعف في مقتنيات المكتبة، فكلما تبين أن هناك بعض أرقام التصنيف لم تستخـدم أو أنها مستخدمة لعدد قليل من أوعية المعلومات، دل ذلك على ضعف الموضوعات التى تمثلها تلك الأرقام.
5- يوفر وسيلة مثالية لتنظيم الكتب بحيث يسهل استخدامها ومن ثم إرجاعها إلى أماكنها بعد الاستعمال.
وعملية التصنيف هى أول العمليات والإجراءات التي ينبغي إتقانها من قبل اخصائى المكتبات والمعلومات، وهناك من العمليات الفنية المهمة والتى لا تقل من الأهمية عن التصنيف إن لم تكن تعتمد على قدرة ومهارة أخصائي المكتبات وتقاس قدرة اخصائى المكتبات بمدى قدرته على القيام بعمليات الفهرسة
ساحة النقاش