أولا: مهارات التذوق الأدبي:
لقد حدد المهتمون بتعليم الأدب مجموعة من المهارات التي يجب على معلم الأدب أن يدرب التلاميذ عليها في سبيل تنمية التذوق الأدبي لديهم وإليك أهم هذه المهارات:
1- تحديد الوحدة الموضوعية في النص الأدبي.
2- الكشف عن الحركة النفسية في النص.
3- التمييز بين مكونات الصور الأدبية ( الألفاظ، التراكيب ، الصور الخيالية ،العواطف).
4- توضيح أهمية الكلمة ، ومدى التلاؤم بين الفكرة والصياغة.
5- بيان مهارة الأديب في تجسيد المعنويات، وفهم الرمز، وتفسيره.
6- توضيح تأثير الصور الأدبية في تصوير خطوط الشخصية التي تناولها المؤلف.
7- بيان أثر كل جزئية من جزئيات الصياغة ( كلمة، أو تركيب ، أو صورة ) على استثارة الجو النفسي الذي يريد الأديب إثارته.
8- استخدام الصفات التي يصف بها الأديب نفسه ، أو يصف بها الآخرين.
9- استخدام شواهد من النص الأدبي في الحكم على المقروء.
10- ترتيب القصائد والأبيات تبعا لجودتها، واختيار أوضحها، وأصدقها في تمثيل نواح مختلفة من خصائص النص.
11- الموازنة بين نصين أدبيين في موضوع واحد.
ثانيا: أساليب المعلم وإجراءاته لإكساب التلاميذ مهارات التذوق الأدبي:
لإكساب التلاميذ مهارات التذوق الأدبي، وتدريبهم على ممارسة تلك المهارات من خلال النصوص الأدبية، ينبغي على المعلم اتباع الأساليب والإجراءات المتصلة بكل مهارة ، وذلك بعد صياغة أهداف سلوكية تحدد المهارات التي سيتم التدريب عليها في كل درس من دروس النصوص الأدبية وفيما يلي وصف لذلك:
1- تحديد الوحدة الموضوعية في النص الأدبي: الوحدة الموضوعية في النص الأدبي تعني الترابط المنطقي بين أبيات النص الشعري ، أو الترابط بين الصور الفنية داخل النص الأدبي ، ويتم ذلك أثناء تحليل النص الأدبي من قبل التلاميذ ، وبتوجيه من المعلم، حتى يكتشف التلاميذ ترابط أبيات النص الشعري، أو بعضها ، وكذلك ما أوحت به الأساليب البلاغية من جمال زاد من وحدة النص ثم بيان الفكرة العامة ، والأفكار الثانوية ، ومدى الترابط بينها.
2- وصف الحركة النفسية في النص: تعني الحركة النفسية العواطف والانفعالات الخاصة بالشاعر أو الأديب ، والتي تظهر من خلال النص الأدبي ، إذ أنّ العاطفة ، والانفعالات النفسية يعكسها انتاج الأديب ويقوم المعلم أثناء تحليل النصوص الأدبية باستقراء شعور التلاميذ عن طريق وصف مشاعرهم، وأحاسيسهم ، وتكون الأسئلة ، والمناقشة أساس الوصول إلى ذلك، ثم يقودهم إلى تحديد العبارات والألفاظ والصور البلاغية التي استخدمها ، والتي من خلالها يكتشفون حالة الأديب النفسية ، والظروف التي أحاطت به وأثرت فيه.
3- التمييز بين مكونات الصور الأدبية( الألفاظ ، والتراكيب ، والصور الخيالية ، والعواطف). إنّ مكونات النصوص الأدبية تتمثل في الألفاظ والتراكيب اللغوية التي يستخدمها الأديب ويؤلف بين جزئياتها والصور البلاغية التي يدبج بها تلك الألفاظ والتراكيب اللغوية ، لتكون مؤتلفة في بوتقة جميلة تأخذ بالوجدان ، وتبرز من خلالها عواطف الأديب، لتصل إلى المستقبل وتؤثر فيه.ومهمة المعلم أن يوضح ذلك للتلاميذ، ويوجههم لاكتشاف ما فيها من ابتكار ، أو تقليد ، ومناقشة أسلوب المؤلف من حيث سهولة ألفاظه ووضوحها ، أو تعقيدها ، ومناسبة الصور البلاغية التي استخدمها ، وما أوحت به من جمال في النص الأدبي ، ثم يوضح سلامة التراكيب اللغوية التي استخدمها ، ثم يوجه المعلم التلاميذ لتحديد الأبيات الدالة على العاطفة ومدى صدقها.
4- توضيح أهمية الكلمة ومدى التلاؤم بين الفكرة والصياغة: إنّ أي نص أدبي يتكون من ألفاظ لغوية يختارها الأديب من اللغة بطريقة مخصوصة، ليبني بها المعنى الذي يريد، وليعبر عن الفكرة أو الأفكار التي يريد التعبير عنها ، وهو في سبيل ذلك يسعى إلى إجادة صياغة النص الأدبي ،ليكون مؤثرا، ومهمة معلم الأدب أن يدرب التلاميذ على هذه المهارة ، وذلك بمناقشة التلاميذ حول بعض الألفاظ والتراكيب اللغوية التي استخدمها الأديب ، وأثرها على وضوح المعنى أو غموضه ومناسبتها لفكرة النص ، ومدى توفيق الأديب في اختياره لها ، وإجراء المقارنات بين الألفاظ موضوع المناقشة وبين ألفاظ أخرى يمكن استخدامها بدلا منها.
5- بيان مهارة الأديب في تجسيد المعنويات وفهم الرمز وتفسيره اللغة الأدبية تختلف في طبيعتها عن اللغة المتداولة بين الناس، فاللغة الأدبية تتجاوز المدلولات الذهنية المجردة إلى آفاق تخيلية تتكئ على الصورة والإيحاء ، ولا تقتصر على نقل المعنى، وإنما الإيحاء به ، فاللغة الشعرية لغة خاصة وظيفتها تجاوز حدود العبارة الظاهرة والقدرة على التأويل، وإظهار المعنويات في صورة موحية وتجسيدها ، ولتحقيق هذه المهارة ينبغي على المعلم أن يتناول فكرة من النص ويناقش التلاميذ في معانيها الحقيقية وبيان المعاني المجازية ، وتأثير ذلك في تجسيد المعنويات ، والأهداف البعيدة التي يرمي إليها النص ، وإجراء الموازنات بين نص وآخر شبيه به لبيان الفرق بين النصين في إظهار المعنى، وأسلوب استخدام الكاتب للرمز، وتأثير ذلك الاستخدام على إبراز المراد.
6- توضيح تأثير الصور الأدبية في تصوير خطوط الشخصية التي تناولها المؤلف إنّ أساليب المعلم وإجراءاته في تدريب التلاميذ على هذه المهارة وتنميتها لديهم ينبغي أن تتناول النص الأدبي ، لبيان الجزء الذي يتناول سمات إحدى الشخصيات الواردة في النص، ثم مناقشة التلاميذ لاستنباط خطوط الشخصية العامة ، وبيان السمات النفسية والفكرية ، وكيف استطاع الأديب أن يبرزها باستخدام اللغة الإبداعية.
7- بيان أثر كل جزئية من جزئيات الصياغة(كلمة أو تركيبا أو صورة)على استثارة الجو النفسي الذي يريد الأديب إثارته: للقراءة المعبرة دور رئيسي في تجسيد المعاني وتشخيصها ، والإيحاء بما يحمله النص الأدبي من آثار يكون لها وقعها في نفس القارئ أو السامع، ولتدريب التلاميذ على هذه المهارة وتحقيقها، ينبغي على المعلم تكليف التلاميذ قراءة النص قراءة جاهرة معبرة ، ثم يوجه أسئلة إليهم لبيان الأثر الذي تركه النص في نفوسهم بما اشتمل عليه من ألفاظ أو تراكيب لغوية أو صور بلاغية، ثم مطالبتهم بالتعبير عما يتخيلونه نتيجة قراءة النص، وقد يكلف المعلم التلاميذ بالتعبير تحريريا عن شعورهم النفسي تجاه حدث أو موقف معين داخل النص.
8- استخراج الصفات التي يصف بها الأديب نفسه ، أو يصف بها الآخرين: تتحقق هذه المهارة بقيام المعلم بتحديد صفة أو أكثر وردت في النص ثم يطلب من التلاميذ تحديد الأبيات التي توحي بتلك الصفات، وقد يناقش المعلم التلاميذ لتحديد الصفات التي يتصف بها الأديب، والتي وردت ضمن النص الأدبي ، ويكلف التلاميذ بتحديد الأبيات التي تشير إليها.
حقيبة معلم اللغة العربية / الإصدار الأول / إعداد المشرف التربوي : موسى أحمد الفقهاء
9- استخدام شواهد من النص الأدبي في الحكم على المقروء: إنّ الشاعر عندما ينظم قصيدة والأديب عندما ينشئ موضوعا يستخدم اللغة الأدبية ويختار أنواعا من الألفاظ والتراكيب اللغوية والصور البلاغية ، ليعبروا عن أفكارهما تعبيرا يهز الوجدان ، ويؤثر في النفوس، وقد يحالفهما التوفيق في جودة اختيار اللغة المعبرة وقد يكون العكس، وعلى المعلم عند تقديم النص الأدبي أن يقوم بقراءته قراءة جاهرة معبرة ، ثم مطالبة بعض التلاميذ بقراءته وتوجيه أنظار التلاميذ إلى بعض الألفاظ ، وبعض الصور التي استخدمها الشاعر أو الكاتب للحكم على النص ، ومدى توفيق الأديب في بيان الفكرة باستخدام تلك الصور والألفاظ.
10- ترتيب القصائد والأبيات تبعا لجودتها، واختيار أوضحها وأصدقها في تمثيل نواحي مختلفة من خصائص النص: يناقش المعلم التلاميذ في أبيات القصيدة ويطلب منهم أبيات القصيدة التي نالت إعجابهم ، ومناقشة الأسباب التي جعلتهم يفضلونها ، وكذلك الكشف عن الأبيات التي تعبر عن إحساس الشاعر وأقربها إلى الواقعية ، وأوضحها في تمثيل اتجاهات الشاعر الفكرية والنفسية، وتدريب التلاميذ على إجراء المقارنات بين القصائد التي تدور حول موضوع واحد ، إذا كان ذلك ممكنا ، وترتيبها تبعا لجودتها ودقتها في نقل الصورة الواقعية.
11- الموازنة بين نصين أدبيين في موضوع واحد:
يتم التدريب على هذه المهارة بقيام المعلم بإجراء المقارنات بين النصوص التي تتشابه من حيث تناولها موضوع واحد ، وقد يجد المعلم أو التلاميذ بعض النصوص الأدبية في مجلة أو في كتاب ثم تجري المناقشات حولها ، لاكتشاف أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بينهما من حيث الخصائص اللغوية والبلاغية وأساليب تناول كل أديب موضوعه وجوانب الإجادة فيه.
حقيبة معلم اللغة العربية / الإصدار الأول / إعداد المشرف التربوي : موسى أحمد الفقهاء<!-- / message -->
ساحة النقاش