كيف تقرأ كتاباً؟ للكاتبة" خوله القزويني " اسأل نفسك كل يوم: - هل أنا قارئ جيد ؟ هل بات الكتاب شيء ضروري في حياتي ؟ هل تربطني بالكتاب علاقة حميمة ؟ وقد تستثار في نفسك كثير من الأسئلة لا تجد لها جواباً شافياً: _ لماذا أقرأ ؟ _ متى أقرأ ؟ _ ماذا أقرأ ؟ _ كيف أقرأ ؟ _ ولمن أقرأ ؟ لماذا أقرأ ؟ قبل أن أخوض معك في هذه الأسئلة أقدم لك مجموعةفوائد تستحثك على القراءة: وتجيب على سؤالك ( لماذا أقرأ ؟)، اقرأ لأن: 1. القراءة تثري مفرداتك اللغوية وتقدم لك نمطاً لغوياً مميزاً. 2. القراءة المستمرة تجعل من لسانك لبقاً ولأسلوبك طلاوة وبلاغة. 3. القراءة تهذب شخصيتك وتصقل فكرك. 4. القراءة تثري معلوماتك وتنوع من رصيدك المعرفي والثقافي. 5. القراءة أحياناً تنفيس لحالة الهم والضجر والاكتئاب. 6. القراءة طريق للمعرفة والكمال العقلي. 7. القراءة استثمار جيد للفراغ والوقت. 8. القراءة تنشط الذهن والموصلات العصبية والذكاء. 9. القراءة تنظم طريقة تفكيرك ومنطقك فيكون حديثك مرتباً منسقاًتنسيقاً منطقياً. 10.القراءة تجعلك محاوراً جيداً وتدعم ثقتك بنفسك. 11.القراءة المستمرة تظل معك حتى الشيخوخة وتبعد عنك الخرف والنسيان. 12.القراءة هو مدادك الأهم إن كنت كاتباً أو صحافياً. لمـن أقـرأ ؟ طالما أنك حددت لك هدفاً في القراءة وعرفت فوائدها عليك أن تقرألهؤلاء: • اقرأ للكاتب الذي يتمتع بمبادئ سامية وفكر ملهم يقدم لك ثقافةمبدعة صافية. • اقرأ للكاتب الذي اشتهر بسمعة طيبة ومواقف جيدة بحيث تستطيع أن تتفاعل معه بصدق وإيمان • اقرأ للعلماء والفلاسفة الأفاضل الذين صنعوا التاريخ. • اقرأ للروائيين والأدباء الذين قدموا الأدب التربوي النظيف الذي يرقى بالأمة. • اقرأ للمفكرين الذين قضوا حياتهم في الزهد والحرمان كي ينتجوا ثقافة ناضجة تصلح حياة البشر. واحذر من هؤلاء : o الكتاب المشبوهين الذين يدسون السم بالعسل. o الكتاب المأجورين الذين يصدرون فكراً فاسداً للمجتمع. o الأدباء الذين كتبوا في الجنس الرخيص لإثارة الشباب. o الملحدين الذين تعرضوا لثوابت الدين وعاثوا ينتهكون المقدسات. o الكتاب الذين لا هم لهم إلا الشهرة والنجومية، فهؤلاء أصحاب فكرفارغ كتبوا في الغث والسمين. o الكتاب الذين لمع اسمهم فجأة ودون أم يمتلكوا أدنى مقومات الفكرواللغة. o الكتاب الذين يزعزعون مفاهيم المجتمع عبر أفكار وأباطيل وخرافات. وتسأل: ماذا أقرأ ؟ 1. أول كتاب ينبغي أن تقرأه هو ((القرآن الكريم)) والأحاديث النبويةالشريفة . 2. أنت تحتاج قراءات في العقيدة والفقه كمطلب أساسي ضمن تكليفك الشرعي لتعرف أبسط مسائل الفقه وأصول العقيدة وأحكامها. 3. قراءات في التاريخ لتعرف كيف تكون تاريخ أمتك وحياة الرسول (صلىالله عليه وسلم) والصحابة والرواد. 4. قراءات في السير والملاحم والبطولات لتأخذ منها العبر. 5. قراءة في الفلسفة والمنطق ولو بمقدار بسيط. 6. قراءات أدبية: القصص والروايات والشعر والنثر للثراء اللغوي والبلاغة. 7. قراءات متعددة في المهارات (مهارة استخدام الوقت مثلاً بطريق أمثل، مهارة الاتصال بالآخرين، مهارة التحدث. 8. قراءات سياسية. 9. الصحف اليومية لمعرفة أخبار العالم. 10.قراءة الكتب المترجمة لمعرفة أسرار العالم وثقافة الآخرين وبالأخص ثقافة عدوك. القارئ الجيد يحتاج أن يبني في عقله حصيلة ثقافية متنوعة وتسأل: متى أقرأ ؟ ما هو الزمان المناسب للقراءة ؟ .. اقرأ : -متى ما شعرت بالشوق للقراءة. -متى ما كان عندك فراغ لا تعرف كيف تستثمره. -عندما تجد لسانك يتعثر وأسلوبك جاف ولغتك ناضبة. والزمـن ؟ ليس هناك زمن محدد للقراءة، أنت من تحدد ذلك، ومن تجربتي الخاصة ((وقتي يترتب على حسب ظروفي، أحياناً أقرأ صباحاً وأحياناً في الفترة التي تقع عصراً وحتى الغروب، لكن وقتي المفضل والمناسب هو الليل، ساعتين في القراءة أختم بها يومي)). والآن والأهم: كيف أقرأ الكتاب كي أستفيد منه فائدة مثمرة ؟ غالباً ما نقرأ الكتاب بطريقة سلبية كما يحدث في الحالات التالية: - قراءة سريعة دون تركيز. - قراءة وأنت متمدد على السرير تأخذك أحياناً نوبات نعاس. - قراءة والتلفاز والمذياع والضوضاء تشتت المعلومة. - قراءة وأنت تمرح بين مقطع وآخر. - قراءة بفكر مشغول ونفس ثقيلة. - قراءة وأنت في حالة من التوتر. - العجلة في تقليب الكتاب لمعرفة النهاية. - القفز على العناوين والصفحات بشكل يفقد الفكرة مضمونها. سأخذك الآن في رحلة مشوقة إلى عالم ساحر يجعلك محباً للكتاب مولعاً به.. قرر هذا اليوم أن تختار كتاباً جيداً، حاجه ملحة في نفسك تدفعك إلى اختيار نوعية محددة من الكتب، أردت مثلاً أن تعرف شيئاً عن قصص الأنبياء (عليهم السلام) والتفصيل كما قلت لنفسك، فكثيراً ما قرأت القرآن الكريم لكني لم أدخل في تفاصيل هذه القصص العميقة، إذن الدافع والحاجة ولدا في نفسك هذه الرغبة ومنها قررت أن تستخرج من مكتبك هذا الكتاب. تأمل في جدولك اليومي وحدد الساعة التي ستكون ثابتة ولازمة ولاتتنازل عنها لتقرأ فيها بحدود ساعة أو ساعتين، وعاهد نفسك أنك لا تتساهل بها مهماكانت مشاغلك. لابد أن تختار الوضع المريح والإضاءة المناسبة والغرفة الهادئة كي تركز في القراءة. ضم في يدك قلم رصاص وقصاصات من الورق أو دفتر للتلخيص. رتب الكتاب على شكل فصول وضع علامة عند نهاية كل فصل، ولخص كل فصل في دفتر ملاحظات كي تترتب المعلومة في ذهنك. ضع خطوطاً تحت العبارات المهمة والمؤثرة كي تصبها في خانة ((اللاوعي)) عندك فهي أشبه بالأرشيف لحفظا لمعلومات تحتاجها في حياتك وفي سلوكك اليومي، وهذا ما أفعله بالضبط، عندي دفتر ضخم يضم عبارات وأقوال نافعة ومفيدة أستخدمها أحياناً كشاهد في مقالاتي. حاول أن تتحدث مع صديق أو أي شخص آخر بالمعلومة التي قرأتهالتكتشف أن هذا المخزون قد ترسب في ذهنك فحتى عندما تدخل نقاش أو حوار أو حتى مداخلة يكون لك رصيد جاهز تستثمره وقت الحاجة. لا تتعجل في قراءة الكتاب، العبرة هو المحصلة الثقافية والفكرية التي تستفيد منها حتى وإن كانت القراءة بطيئة. ضع هوامش لكل فقرة أشبه بالفكرة الرئيسية أو التلخيص لها لتترابط الأفكار ببعضها كي تتركز المعلومة في ذهنك. اخلق جو من العاطفة والحميمية مع الكتاب، اعتبره صديق مخلص يعطيك دون أن يأخذ منك شيئاً، وتسلية ومنفعة، فكما قيل ((وخير جليس في الأنام كتاب)). والآن.. كيف ترتب قراءاتك ؟ هناك طريقتان: الأولى: أن تنتهي من كتاب وتبدأ بالآخر. الثانية: أن تحـدد لك فـي الأسـبوع كتـب متنوعةمثلاً: (كتاب تاريخ، كتاب فلسفة، رواية...) السبت والأحد = قراءة جزء من كتاب التاريخ الاثنين والثلاثاء = قراءة جزء من كتاب الفلسفة الأربعاء والخميس = قراءة جزء من الرواية الجمعة = استراحــة ثم تستأنف الرحلة في الأسبوع التالي، وهكذا.. وهي طريقة للتنويع وكسر طوق الملل. دعني أسألك هل تشعر بنوع من الجفوة بينك وبين الكتاب ؟ ربما تفقد هذه المهارة، ولا تملك الرغبة في القراءة وأحياناً تنتحل الأعذار كي تهرب من الكتاب.. تتبع معي هذه الخطوات: 1. اسأل نفسك ما الأشياء التي تميل لها ؟ قد تحب الرياضة ابدأ بقراءة التقارير الرياضية في الصحف. قد تكون مولع بعلم النفس أقتني كتاباً فيهذا العلم واقرأه. البداية هكذا، محاولة، ثم تعود واعتياد، وألفة في الآخر، فهذه مهارة تثري في نفسك بالتدريج حتى تتحول إلى عادة ثابتة في ذاتك ورغبة تجني ثمارهالاحقاً بعد أن زرعت بذرتها الصغيرة. 2. لا تقرأ كتاباً مزعجاً أو منفراً لك وأنت في بداية عهدك في القراءة، إنما ابدأ بكتاب تحبه وبصفحات قليلة. 3. خصص ساعة أو أقل من ساعة يومياً قبل النوم مثلاً للقراءة بحيث تتحول إلى نمط حياة تعتاد عليه أو وجبة مهمة وأساسية مكملة لوجبات الطعام الثلاث فالقراءة هي ((طعام الفكر وغذاء الروح)) بلا شك. والآن .. هل قررت أن تقرأ كتابا ؟ أتمنى لك وقتاً ممتعاً في سياحة فكرية داخل كتاب مثمر
نشرت فى 18 أكتوبر 2010
بواسطة azazystudy
أستاذتي الفاضلة د/ سلوى يشرفني أن اتواصل معكم عبر الأيميل إن شاء الله وفقكم الله لما يحبه ويرضاه أميلي [email protected] وعيد سعيد إن شاء الله
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,797,242
ساحة النقاش