<!--
<!--<!--<!--<!--
إستراتيجية المحاضرة " الإلقاء " Lecturing
تُعد المحاضرة الإستراتيجية الأكثر شيوعا في التدريس لأسباب متنوعة أبرزها زيادة عدد الطلاب، وازدحام الفصول والقاعات وارتفاع كثافتها مما قد يجعل من الصعب استخدام إستراتيجية أخرى .
في هذا المقال عن إستراتيجة المحاضرة سنتطرق بإذن الله للإجابة عن الأسئلة الآتية :
* ما المقصود بالمحاضرة ؟
* وما أوجه القوة فيها ؟
* كيف يمكن إعدادها وتقديمها بطريقة فاعلة ؟
* ما المشكلات المرتبطة بها ؟
* كيف نحسن استخدامنا إستراتيجية المحاضرة في التدريس ؟
المفهوم والمزايا :
اشتق مصطلح المحاضرة Lecture من الكلمة اللاتينية Lactare بمعنى يقرأ بصوت عال ، وتاريخياً يمكن إرجاع المحاضرة إلى القرن الخامس قبل الميلاد عندما كانت شائعة عند الإغريق ، ومن التعاريف التي يمكن استنتاجها للمحاضرة .
* تقديم لفظي منظم لموضوع دراسي ، أو مادة دراسية ، معززاً باستخدام وسائل بصرية .
* فترة من الحديث غير المتقطع من المعلم .
* طريقة تعليمية تتضمن تواصلاً وتخاطباً باتجاه واحد ، من المقدم إلى المستمعين .
إعداد المحاضرة وتقديمها
يمثل التخطيط والإعداد الجيد للمحاضرة نقطة البداية اللازمة لتقديم محاضرة جيدة أو فاعلة ويمكن تصور الفرق بين حالة محاضر يقدم محاضرة أعدها جيداً ، وآخر يتصدى لهذا العمل دون أي إعداد أو تخطيط ، وتذكر هنا أننا نتحدث في إطار الأداء الإبداعي وليس الأداء الروتيني.
ويتبع إعداد المحاضرة وتقديمها مجموعة من الخطوات الرئيسية يمكن استنتاجها من تحليل المقولة التالية :
“ Tell Them What You Are Going To Tell Them Finally Tell Them What You Have Told Them.”
وهذا يشير إلى انه عندما تحاضر طلابك يصبح مطلوب منك ما يلي :
* اخبر طلابك بما سوف تخبرهم به .
* اخبر طلابك بما تريد أخبارهم به .
* اخبــر طلابك بما أخبرتهم به .
يمكن تحديد هيكل المحاضرة من حيث إعدادها ، وتقديمها ، وتقويمها في الخطوات التالية :
أولاً : تحديد الأهداف العامة والخاصة للمحاضرة :
هل هي محاضرة للإجابة عن استفسارات الطلاب حول عمل أو مشروع ما وتقديم ملاحظات عنه ، أم محاضرة لتعميق الفهم وحل المشكلات ؟ أم محاضرة تلخيصية ؟ .
حيث تتمركز أهداف المحاضرة حول تقديم معرفة للطلاب وقد تكون هذه المعرفة تقريرية وهى معرفة عن شئ أو موضوع ، أو معرفة إجرائية وهى معرفة كيف تعمل الأشياء، وأي ما كان الهدف من المحاضرة فمن المهم أن ينطلق هذا الهدف من الأهداف العامة للمادة الدراسية التى نقوم بتدريسها .
ثانياً : اختيار محتوى المحاضرة وتنظيمه :
وذلك فى ضوء الهدف منها وطبيعة الطلاب المستهدفين بها ومما يساعدنا على حسن اختيار محتوى المحاضرة أن نراعى الاقتصاد وقوة التأثير فى اختيار المعلومات ذات العلاقة بموضوع المحاضرة ، فنبتعد عن التفاصيل الزائدة ونركز على الأفكار الرئيسية ، الأكثر صلة بالموضوع ، هذا فضلا عن حداثة تلك الأفكار . ويمكن تنظيم محتوى المحاضرة وفقا لأساليب متعددة منها التنظيم التقليدى ( الكلاسيكى ) وذلك بتقسيم الموضوع إلى أقسام رئيسية ثم أقسام فرعية يحتوى كل منها عناصر ومعلومات وأمثلة ، كما يمكن تنظيم محتوى المحاضرة بالتمركز حول مشكلة ما ، يتم عرضها جنيا إلى جنب مع الحلول المحتملة لها .
ثالثاً : الاستعداد لتقديم المحاضرة :
من خلال الإعداد الجيد للمواد المساعدة Teaching Aids مثل الشفافيات والشرائح و أوراق العمل work sheets وشرائط الفيديو والأفلام والتسجيلات والبرمجيات مثل برنامج power point والتأكد من توافر متطلبات استخدام تلك المواد فى قاعة المحاضرات ومن المفضل فى هذه الخطوة مراجعة الملاحظات المكتوبة للمحاضرة والانشغال بالتفكير فى "سيناريو" لتنفيذها .
رابعاً : تقديم المحاضرة :
ويعتمد ذلك بالدرجة الأولى على الشرح وهو مهارة مهمة لتقديم محاضرة فاعلة ويراعى فيه حسن استخدام الوقت المتاح وتوزيعه على عناصر المحتوى ، وتحقيق مجموعة من الخصائص المطلوبة منها :
- وضوح اللغة والتحدث بسرعة مناسبة .
- التأكيد على النقاط والعناصر الجوهرية .
- إبراز الروابط والعلاقات بين العناصر المختلفة للموضوع .
- الاحتفاظ بانتباه الطلاب واهتمامهم .
دور مقدمة المحاضرة :
- تستغرق المقدمة الدقائق الأولى منها حيث تهدف إلى توضيح أهداف المحاضرة ومحتواها، وعناصرها الرئيسية .
1. إثارة انتباه الطلاب واهتمامهم بموضوع المحاضرة .
2. دعم العلاقة بالطلاب وتأسيس بيئة تعلم إيجابية محفزة .
خامساً : المناقشة :
وتكون غالبا بعد انتهاء شرح كل العناصر وقد تكون بعد انتهاء الشرح الخاص ببعض عناصر المحاضرة ، وتهدف المناقشة إلى الاستجابة إلى احتياجات الطلاب واستفساراتهم من جهة، كما تسهم من جهة أخرى في حصول المحاضر على تغذية راجعةFeedback حول فهم الطلاب بتوجيه أسئلة إليهم ومطالبتهم بتقديم توضيحات .
سادساً : الغلـق Closure :
ويتمثل عادة في صورة تلخيص للمحتوى وعناصره الرئيسية ، مع إبراز العلاقات بينهما وربطها بمحتوى المحاضرات السابقة وتوجيه الطلاب إلى عمل أو تكليفات ذات صلة بموضوع المحاضرة .
تقويم المحاضرة :
وهو إجراء مهم فى كل محاضرة ويمكن أن يتم ذلك عبر أساليب مختلفة، منها طرح المحاضر أسئلة على طلابه تختص بما عالجه من موضوع المحاضرة، ويندرج ذلك تحت ما يعرف بالتقويم التكويني Formative Evaluation فى مقابل التقويم التجميعي أو النهائي Summative Evaluation الذي يكون فى نهاية المحاضرة وقد يكون فى صورة أسئلة شفوية أو تحريرية أو اختبار قصير Quiz .
ومن بين الأساليب الأخرى إستخدام الاستبيان Questionnaire الذى يهدف إلى تعرف ردود أفعال الطلاب وآرائهم، حول الجوانب المختلفة للمحاضرة ومدى إفادتهم منها ، مع ضرورة أن يقوم المحاضر بعد تقديمه المحاضرة بنوع من التقويم أو التفكر الذاتى Self Reflection حول أدائه ومدى نجاحه فى تحقيق الأهداف المنوطة به ، ويمكن للمحاضرة أن يلجأ إلى تسجيل محاضرته أو جزء منها لاستيفاء هذا الغرض .
بعض مشكلات المحاضرة :
لا تخلو استراتيجية المحاضرة من المشكلات أو العيوب، وهى وإن كانت أكثر إستراتيجيات التدريس شيوعا إلا أنها تأتى فى مرتبة ثانية، إذا ما قورنت بفاعلية الاستراتيجيات الأخرى، فى تعليم المهارات وتغيير الاتجاهات واكتساب المعرفة على المستويات العليا كالتحليل والتركيب والتقويم .
وعندما نحلل التعريف الفكاهي : " المحاضرة هي فرصة جيدة للنوم عندما يتحدث شخص بلا انقطاع " يمكن أن تستنتج بعض المشكلات والصعوبات المتعلقة بالمحاضرة مثل :
* قناة الاتصال بين المحاضر والطلاب ذات اتجاه واحد .
* المحاضرة لاتزود المحاضر بمصدر عملي للتغذية الراجعة وغالبا ما يعتمد في ذلك على إحساسه الذاتي فقط .
* فقد الانتباه أثناء المحاضرة حيث يقرر "بلوم" Bloom أن حوالي ثلث تفكير الطلاب في المحاضرة ينصرف إلى موضوعات أخرى لا صلة لها بالمحاضرة.
* النسيان :
إذا كنا نذكر حوالي 90% مما نقوله ونفعله فإنه من المتوقع أن تتدنى قدرة الطلاب على تذكر مضمون المحاضرة ، ذلك أنهم ينهمكون طوال الوقت فى الاستماع وكتابة الملحوظات ، وعندما يستمع الطلاب إلى محاضرة ويسجلونها فإنه يكون من النادر أن يتذكروا أكثر من 40 % من المعلومات الأساسية منها ، وحوالي 20 % فقط بعد مرور أسبوع .
* تضع المحاضرة المحاضر فى موقف السلطة ، لأنه خبير فى المادة وهو المتحكم فى سلوك الطلاب وهى فى الوقت نفسه تضعه فى موقف المنافسة مع الذات الذي إذا ما استسلم له صارت المحاضرة ذات اتجاه واحد .
* لا تراعى استراتيجية المحاضرة إيجابية الطلاب وما بينهم من فروق فردية وهى لا تشجع التعلم الذاتى
* المحاضرة فن خاص :
القدرة على المحاضرة بنجاح هو فن خاص يتوفر لدى البعض دون البعض الآخر والسؤال هنا هو ... هل يتوافر هذا الفن لدى جميع المعلمين بنفس الدرجة ؟ الإجابة بطبيعة الحال هي لا ، الأمر الذي يؤكد الحاجة المستمرة إلى تنمية المهارات الخاصة بهذه الإستراتيجية.
كيف نحسن استخدام المعلم لإستراتيجية المحاضرة ؟
من الطبيعي أن تستمر جهودنا ومحاولاتنا لتحسين إستراتيجية المحاضرة ، وتعنى هذه الجهود بتأكيد مزايا المحاضرة ومواجهة عيوبها في الوقت نفسه الأمر الذي من شأنه أن يجعل من محاضراتنا محاضرات فاعلة .
هناك العديد من الأفكار والمقترحات لتحسين استخدام إستراتيجية المحاضرة منها :
* فى بداية المحاضرة اعقد مع طلابك اتفاقاً Contract توضح لهم فيه الهدف من المحاضرة وأدوارك وأدوارهم والحدود المنظمة للسلوك .
* قدم لمحاضرتك بمنظم متقدم Advance Organizer يزود الطلاب ببناء تصوري عام وشامل لموضوع المحاضرة ، يساعدهم على معرفة عناصرها الرئيسية ومتابعتها .
* نوع من المثيرات باستمرار ... من الحديث إلى الصمت ، ومن الألفاظ إلى المرئيات .
* اعتمد على الدهشة أحيانا بطرح مشكلات ومواقف مثيرة للتفكير .
* اربط موضوع المحاضرة بخبرات الطلاب وتعلمهم السابق .
* تحسس المشكلات والصعوبات قبل حدوثها واستعد لها .
* استعن بتعبيرات مثل كيف ؟ HOW لماذا ؟ WHYوماذا ؟WHAT
* استخدم المقارنة وقدم رؤى مضادة تثير الجدل وتشجيع التفكير وإبداء الرأي .
* إذا استشعرت صعوبة تعوق فهم طلابك نقطة ما فأعط شرح بديل لها .
* استعن بالمواد والأدوات المساعدة ( السبورة وجهاز الإسقاط فوق الرأسي OHP ) لتأكيد النقاط الهامة وتوضيح الرسوم .
* استخدم الأطر لتوضح للطلاب نهاية جزء من المحاضرة ، وبداية جزء جديد منها .
* وضح صلة المحتوى وعناصره بالأحداث والاكتشافات الجديدة .
* حاول استخدام بعض الوسائل السمعية والبصرية مثل العينات – النماذج – التسجيلات والأفلام لزيادة الإيضاح وتعميق الفهم.
* غير النشاط الأساسي بتزويد الطلاب بأوراق عمل يناقشونها فرادى أو في جماعات صغيرة.
* شجع مشاركة الطلاب بطرح الأسئلة ، وشجعهم على طرح الأسئلة أيضاً .
* استخدم عند الحاجة بعض الفكاهات البسيطة واذكر بعض الحكايات الشخصية على ان يكون ذلك تلقائيا ، لخلق بيئة تعليمية دافئة دافعة .
* حافظ على ملاحظة طلابك ومراقبتهم هل يكتبون ؟ هل يشعرون بالملل ؟ هل يتحدثون مع بعضهم ؟
* أشر إلى مصادر المعرفة الحديثة لتوجيه الطلاب إلى التعلم الذاتى والاستزادة من المعرفة .
* اهتم بصنع فرصة تجعل طلابك ينشغلون فى نشاط فكرذي علاقة لها فذلك مما قد يساعدهم على الحوار وتبادل التعليم والتعلم فى إطار مجتمع التعلم .
* بعد المحاضرة دون النقاط التى انتهيت عندها واكتب ملاحظات ذاتية عن المحاضرة.