آهاتٌ في زمن الحرب
أُغني وهــذا الليل يجثو وأنزِف ُ
وأشكوهُ حزناً وهو يضحكُ مُترَف ُ
أتوقُ إليهِ ثم أبغي رحيــــله ُ
لعل َّ الذي يأتـي أرق ُ وأنصَف ُ
فيزدادُ ليلي قسوة ً ثــم يَنجلي
فيبدو نهارُ الغد ِ أبهـى وألطَف ُ
بدا يرتدي لطفا ً كصبغة ِ شفة ٍ
بأول ِ تقبيـل ٍ تَروح ُ وتَتلَف ُ
فقلت ُله هلْ جئت َتُحرقُ دمعتي
فقد أُحرقتْ في ظلِ ليلِكَ تَعرِفُ
فسيِّان عندي أنت والليلَ في الجوى
فأنتَ تصوغ ُ الحزنَ وهو يُفلسِف ُ
يا بئسَ ليلي والنهار وبئســه
عُمرٌ تقضّــى بالهموم ِ مُغَلَّف ُ
*******
مَن ْ أرَّق َ القلبَ إلا دمعة ٌ نزلت ْ
من عينِ عصفورة ٍ بالقلبِ تَلتَحِف ُ
قالتْ أُحِبُك َ، قلتُ : الحبَ آنستي
قدْ غالَه ُ القصفُ والأخبارُ والصُحُفُ
أجلتُ عِشقي فهذا القصفَ يَجلدنـي
للموتِ طعمٌ وطعمُ العشق ِ يختَلِف ُ
قرأتُ عينيكَ ، لكني وجدتُ بها
حُباً لغيري بـهِ عيناكَ تعتَرِف ُ
أحببتَ غيري ؟ نعم أحببتُ فاتنةً
وليسَ من وصفها طولٌ ولا هَيَف ُ
حلَّتْ بروحي وما أدري ، حللتُ بها
أصبحتُ في عشقها للحب ِ أحترِف ُ
مَنْ لي بقلبين ِ ؟ أهواكِ وأعشقها
فعشقُ بغدادَ لا يَفنى ، سأعترِف ُ
أحبَبت ُ بغدادَ قبلَ العشق ِ أعشقها
من قبل ِ أنْ تُخلَقُ الأرواحُ والنُطَف ُ
لا تبتئس يا فتى فالحــبُ يجمعنا
وعشقُ بغدادَ نهرا ً منه ُ نغتَرِف ُ
طمأنتَها أنني مـا زلتُ أعشقُها
وأنَّ عشقَ الوَرى من عشقِنا يرِف ُ
ما أرّقَ القلبَ إلا صوتُ صافرةٍ
تُنبئ الناسَ عن موت ٍ هنا يقف ُ
مَنْ أرَّقَ القلبَ إلا طفلة ٌ خرجَتْ
تخشى من القصفِ هذا السقفَ ينتسِفُ
لملجئ ٍ قد مشتْ للأمنِ طالبة ٌ
وما درَته ُ ثيابَ الموتِ يلتَحِفُ
تمشي ولعبتَها في كفها وحَوَتْ
كل العذابات حزنٌ ملؤه أسف ُ
لَملَمتُ أشلاءَها عبأتها بدمي
ماتتْ ولعبتَها ما مسَّها تلَف ُ
أطفالُ بغدادَ قد ماتوا بلا ثمنٍ
وذنبهم أنهم للحب ِ قد هتفوا
فَصّلتُ من دمهِم لحقِ قنبلةً
يوماً لصعقتها الأرضين تترتجف ُ
ماذا سنكتبُ للتاريخِ عـن زمنٍ
ماتَ الضميرُ به والقتلُ يُحتَرَف ُ
د. عبد الرحمن الجبوري
كلية التربية / جامعة كركوك
ساحة النقاش