يا رب خدنى عشان أرتاح

بقلم

أسماء الد سوقى

كثيرا ما نسمع هذه العبارة القاسية على النفس وعلى الأذن ( يا رب خدنى عشان أرتاح ) والغريب أن جميع الفئات العمرية تستخدمها حتى الأطفال يرددوها مثل الأب أو الأم وبالتأكيد من يستخدموا هذه العبارة يكونوا قد تعرضوا للظلم والقهر والضغط النفسى وعدم القدرة على المخرج من الأزمة أو الموقف أو ايجاد الحل المناسب ولا يجدوا إلا الدعاء على أنفسهم ظناً منهم أن هذا هو الحل والمخرج . وهنا سؤال يطرح نفسه هل كل من يستخدم هذه العبارة مستعد للذهاب الى هذا المكان وبالتحديد للوقوف أمام المولى عز وجل للحساب ؟ 

أنا على يقين تام أنه لا يوجد انسان مستعد وجاهز لهذا اللقاء لأن كل ابن آدم خطاء ومن منا بلا ذنب ولا خطيئة .

فليحاول كل واحد يستخدم هذه العبارة أن يتخيل أن المولى عز وجل قبل هذا الدعاء وصعدت روحه للسماء ماذا سيفعل هل يوجد معه رصيد من الحسنات والطاعات من صلاة ,صيام ,زكاة ,طاعة للوالدين ,صلة الأرحام ,مسك اللسان عن الغيبة والنميمة والخوض فى أعراض الناس الى آخره , أم أنه مسكين لا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ورصيده من السيئات رهيب ولا يسمح له بالتحرك ولو خطوة واحدة لأنه كان يسمع صوت الآذان فيرفع صوت الراديو ليغطى على صوت المؤذن ويعطى ظهره لمن يسأله الصدقة ويذهب وهو متثاقل لزيارة والديه ويتمنى لو لم يفتحوا له الباب حتى يوفر مجهوده ونقوده , يأكل مع جاره فى طبق واحد وينتهك حرمة بيته فى غيابه ,يؤتمن على الأسرار ويفضح أصحابها , يأكل مال اليتيم بلا شفقة ولا رحمة , يدفن الموتى ويتبع الجنازات ويقدم العزاء ولا يعتبر , يلعن الشيطان أمام الناس وهو صديقه بعيد عن الناس , يستعيذ بالله من النار وهو يقوم بكل ما يلقيه فيها ويتمنى الجنة ولا يسعى إليها ويقول قال الله وقال الرسول وهو أبعد ما يكون عن الأوامر والنواهى .

لو تمهل قائل هذه العبارة قليلا وفكر فى أخذ العزيز المقتدر له ما تفوه بها أبدا .

وبعد هذا السرد المتواضع لمحاسبة النفس ولو لمدة خمس دقائق هل ستدعو على نفسك مرة أخرى بهذه العبارة أو غيرها أعتقد لا .