مكـتب العـدل للآستشارات القانونية و أعمال المحاماة

أشــــــرف مـحــمــــد عـــاصـــى { المحـامـيّ } .


ما أحوجنا ونحن في مرحلة إعادة بناء مصرنا الحبيبة - أن ندرك قيمة الوقت وأهميته؛

كي ننهض من جديد ونعيد بناء حضارتنا التي كادت تنطمس معالمها بفعل الأشرار الذين هيمنوا على مقاليد الأمور فنهبوا البلاد والعباد، وحالوا دون الإصلاح والتطور، بل أوصدوا أبواب الإصلاح في شتى المجالات كي يدعوا أولادهم وذويهم ينهبون ويصولون ويجولون كيفا شاءوا في البلاد.
إن الوقت له قيمة عالية في حياة كل إنسان؛ فالوقت أغلى من الذهب!! كيف ذلك؟ الوقت إذا ضاع لا يمكن إرجاعه، أما الذهب فمن الممكن أن تعوضه إذا فقدته، وديننا الإسلامي دعانا لأن نكون أشد حرصا على الوقت ولا نهمله ولا نضيعه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه...". وفي الحديث الآخر: "اغتنم خمسا قبل خمس... فراغك قبل شغلك... وحياتك قبل موتك"، فبما أن الوقت هو الحياة فيكون المعنى: اغتنم وقتك هذا الذي هو حياتك قبل أن يأتيك الموت فتنقطع عن الدنيا؛ ولذلك فيجب على المسلم أن تكون عنده غيرة شديدة على وقته، يجب أن يتضايق جدًّا إذا ضاع وقته فيما لا ينفع، فهذا من شأن عباد الله العقلاء.
ولكن هناك الكثير من الناس يقولون: لا ندري كيف نقضي أوقاتنا، ولا ندري كيف نمضي هذا الوقت، لا ندري كيف نقتله!!! ولذلك تسمع منهم عبارات: "زهق وطفش وضيق وملل"!! ونحو ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله: ".... وكذلك يغار المسلم على أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه وهو الله عز وجل فهذه الغيرة من جهة العبد غيرة من المزاحم المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبه، لماذا تغار الزوجة من الزوجة الأخرى؟ تغار منها على من؟ تغار على الزوج من الزوجة الأخرى؛ لأنها زاحمتها فيه".
ويصبح الوقت ذا قيمة عندما يكون هناك هدف ورسالة يصبح وقت الإنسان ثمينا جدًّا، ومن ليس لديهم رسالة ولا هدف أوقاتهم لا قيمة لها، ولذلك لا يشعرون بالوقت وهو يمضي، ونحن المسلمين أصحاب رسالة وهدف، لذلك يجب أن يكون لوقتنا أهمية كبيرة جدًّا في إحساسنا وفي شعورنا.
إننا بحاجة إلى أن نستيقظ ونعرف قيمة الحياة، لماذا لا نستشعر المسئوليات التي أنيطت بنا: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُم إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 16]؛ لأننا أصحاب رسالة وأصحاب هدف، وأصحاب دعوة، وأصحاب مسئوليات.
لا بد من شغل الوقت، وعدم ترك النفس نهبا للفراغ، فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتْكَ بالباطل؛ ولذا يقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لرجل، وهو يعظه: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". [حديث صحيح على شرط الشيخين].
فلا بد للمسلم أن يشغل نفسه بطاعة الله، وعليه بالاجتهاد في العبادة، وقراءة القرآن وأن يجعل له وردا يقرؤه كل يوم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، "يقال لقارئ القرآن.. اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا"، ويقول الله تبارك وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} فبذلك تنتصر على أعدائك الحقيقيين مصداقا لقول القائل:
إني ابتليت بأربع ما سلـــــطوا  ****  إلا لشدة شقوتي وعـــنــــائي
إبليس والدنيا ونفسي والـهوى  ****  كيف الخلاص وكلهم أعدائي
ولا بد للمسلم من أن يحضر دروس العلم، ويقرأ الكتب المفيدة التي تثقل مواهبه وتنمي ثقافته، ولا يحرم نفسك من هذا الخير الكثير، ولا يعرض عن ذكر الله فتشقى {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 123-126]، وكذلك لا بد للمسلم من أن يصلي لله بالليل، ويقرأ القرآن، ويكثر من الدعاء كي يفرج الله كربه، ويصلح له أمره إن شاء الله.. وعندما يأنس المسلم بمعية الله تعالى يشعر بسعادة لا تعدلها سعادة.
فلا بد أن يكون المسلم واعياً، لا بد أن يكون مخططاً لما يريد أن يفعله، فعلى سبيل المثال: إن إنفاق عشر دقائق في أول كل يوم لكتابة مذكرة صغيرة بما ينبغي أن يتم في هذا اليوم، أو مثل ذلك في آخر كل يوم لما ينوي الإنسان أن يفعله في اليوم التالي، يوفر عناءً كبيراً ويجنب المسلم نسيان ما يجب أن يفعله في المستقبل.
وفي النهاية على شبابنا الواعي أن ينهض لبناء بلده ويستثمر كل دقيقة لإصلاح بلده ولا ينتظر من أحد عونا ولا مساعدة.

                                             أشرف عاصــى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 410 مشاهدة
نشرت فى 17 سبتمبر 2011 بواسطة ashrafassy

ساحة النقاش

أشـــرف محمـــد عـاصـــــى

ashrafassy
"إن المحاماة عريقة كالقضاء ، مجيدة كالفضيلة ، ضرورية كالعدالة ، هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان ،المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبداً له، ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً عن غير طريق الولادة ، غنياً بلا مال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,439,593