الفَصْــــــــــــل الثـَّـــــــــــــــــانى
هل هى نبــــــــــوءة، أم هى صُدف رقميّة؟
كل الأديان السماوية المعروفة تحدثت عن المستقبل، وكشفت بعض مُغَيّباته، وما من نبى إلا وأنبأ بالغيب. وللإخبار بالغيب صور كثيرة، بعضها يكون بالخبر المباشر، وبعضها يكون بالرمز، وبعضها يكون بالوحى الصريح، وبعضها يكون بالرؤيا الصادقة للنبى، أو حتى لغير الأنبياء. وبعضها يتحقق فى زمن قريب، وبعضها يتراخى فيتحقق بعد سنين طويلة، أو حتى بعد قرون.
يؤمن المسلمون بالتوراة، لكنهم يعتقدون أنّها محرفة، أو أنهم يجزمون بوجود نسبة من الحقيقة، ومن هنا لا يبعد أنْ تكون هناك نبوءات مصدرها الوحى، وإن كانت تحتاج إلى تأويل، أو فك رموز حتى على المستوى الرقمى. و نحن هنا بصدد تأويل نبوءة قرآنية، سبق أن كانت نبوءة فى التوراة، يقول سبحانه و تعالى فى سورة الإسراء: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْن ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا ... وَعْدُ الْآخِرَةِ...}.
قبل ما يقارب الخمس عشرة سنة، خرج كاتب مصرى ببحث يتعلق بالإعجاز العددى للقرآن الكريم، يقوم على العدد (19) و مضاعفاته، وقد تلقّاه الناس بالقبول و الإعجاب، ثم ما لبثوا أن شعروا بانحراف الرجل، مما جعلهم يقفون موقف المعارض لبحثه، وزاد الرفض شدّة أن العدد (19) رقم مقدّس عند البهائيين.
لقد تيسّر لي بفضل الله تعالى أنْ أدرس البحث دراسة مستفيضة ومستقصية، فوجدت أنّ الرجل يكذب ويلفق الأرقام، مما يجعل رفض الناس لبحثه مبررا، ولكن اللافت للانتباه أنّ هناك مقدّمات تشير إلى وجود بناءٍ رياضي يقوم على العدد (19). وهذه المقدمات هي الجزء الصحيح من البحث ومقدماته. ويبدو أنّ عدم صدق الرجل حال بينه وبين معرفة حقيقة ما تعنيه هذه المقدمات. وبعد إعادة النظر مرّات ومرّات وجدت أنّ هناك بناء رياضياً معجزاً يقوم على أساس العدد (19)، وهو بناء في غاية الإبداع. وقد أخرجت عام (1990م ) كتاباً بعنوان ( عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدّعين ). فصّلت فيه الحديث عن هذا الإعجاز المدهش، والذي يفرض نفسه على الناس، لأن عالم الرياضيات هو عالم استقرائي، يقوم على بديهيات العقل، ولا مجال فيه للاجتهاد، ووجهات النظر الشخصية.
وقد وجدت أنّ العدد (19) يتكرر بشكل لافت للنظر، في العلاقة القائمة بين الشمس والأرض والقمر. مما يشير إلى وجود قانون رياضي كوني وقرآني.
ما كنت أتصور أن يكون هذا العدد هو الأساس لمعادلة تاريخية تتعلق بتاريخ اليهودية، وفي الوقت نفسه بالعدد القرآني، ثم بقانون فلكي، حتى وقع تحت يديّ محاضرة للكاتب المشهور ( محمد أحمد الراشد) حول النظام العالمي الجديد، كانت هي المفتاح لهذه الملاحظات، التي أضعها بين يديّ القارئ الكريم، والذي أرجو أن يعذرني إذا لم أذكر له أرقام الصفحات للمراجع التي اعتمدتها، إذ أنني أكتب من خيمتي في مرج الزهور، وقد خلّفت أوراقي ورائي في وطني، وعلى أيّة حال سوف لا نحتاج إلى مراجع كثيرة، وسيكون سهلاً على القارئ أن يتحقق من كل ما ذكرناه، بالرجوع إلى القرآن الكريم أو التوراة، أو بعض المصادر التاريخية والفلكية.
لا أقول إنّها نبوءة، ولا أزعم أنها ستحدُث حتماً، إنّما هي ملاحظات من واجبي أن أضعها بين يدي القارئ، ثم أترك الحكم له ليصل إلى النتيجة التي يقتنع بها.
البداية كما أشرت، محاضرة مكتوبة للكاتب العراقي ( محمد أحمد الراشد)، وهي محاضرة تتعلق بالنظام العالمي الجديد، وقد يستغرب القارئ أن تتضمن هذه المحاضرة الجادّة الكلام التالي الذي أنقله بالمعنى: (عندما أعلن عن قيام دولة إسرائيل عام (1948م) دخلت عجوز يهودية على ( أم محمد الراشد) وهي تبكي، فلما سألتها عن سبب بكائها وقد فرح اليهود، قالت: إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود. ثم يقول الراشد إنّه سمعها تقول إن هذه الدولة ستدوم (76) سنة. وعندما كبر رأى أن الأمر قد يتعلق بدورة المذنب هالي، إذ أن مذنب هالي كما يقول الراشد، مرتبط بعقائد اليهود).
كلام لم يعجبني، لأن المحاضرة قد تكون أفضل لو لم تذكر هذه الحادثة، إذ أن الناس اعتادوا أن يسمعوا النبوءات المختلفة من ألسنة العجائز، فاختلط الحق بالباطل، وأصبح الناس، وعلى وجه الخصوص المثقّفون، ينفرون من مثل هذا الحديث. إلا أنني قلت في نفسي: وماذا يضرك لو تحققت من الكلام، فلا بدّ أن العجوز قد سمعت من الحاخامات، ولا يتصور أن يكون هذا من توقعاتها، وتحليلاتها الخاصة، ثم إن الحاخامات لديهم بقية من الوحي، مختلطة ببقية من أوهام البشر وأساطيرهم... وهكذا بدأت:
ويفترض أن تكون ال(76) سنة هي سنين قمرية، لأن اليهود يتعاملون بالشهر القمري، ويضيفون كل ثلاث سنوات شهراً للتوفيق بين السنة القمرية والشمسية.
عام 1948م هي 1367هـ. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة فإن إسرائيل ستدوم حتى (1367+76) = (1443هـ).
إذا قمنا بإحصاء الكلمات من بداية الكلام عن النبوءة ــ وآتينا موسى الكتاب ــ إلى آخر كلام في النبوءة ــ فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ــ فسوف نجد أن عدد الكلمات هو (1443) كلمة، وهو رقم يطابق الرقم الذي خلصنا إليه في البند رقم 1 أي: 1367هـ +76 = 1443هـ.
عندما تعود الأرض إلى النقطة نفسها مرة واحدة تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حولها 12 مرة، ولكن حتى يعود القمر والأرض معاً إلى الحيثية نفسها يحتاج ذلك إلى أن تدور الأرض حول الشمس 19 سنة. وهنا نلاحظ أن الأرض دارت أكثر من مرة، فلم نعد نحصي فقط الكلمات المفردة. ومن الجدير بالذكر أنّ كل 19 سنة قمرية فيها سبع سنوات كبيسة: 355 و12 سنة بسيطة: 354. لقد أصبح العدد 19 يرمز إلى التوفيق بين السنة الشمسية والسنة القمرية، ومن هنا لا يخلوا كتاب من كتب التقاويم من الإشارة إلى الرقم 19.
العام 621 م الذي هو عام الإسراء إذا تمّ تحويله إلى سنوات قمرية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ = 05، 640 سنة قمرية، أي أن الفارق هو 19 وبما أن العدد 19 يرمز إلى 367، 354
التقاء الشمسي والقمري، فإن العام 621 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري أيضاً. لذلك سيجد القارئ أننا نتعامل قبل عام 621 م الذي هو قبل الهجرة بالسنة الشمسية، وبعده سنتعامل بالسنة القمرية. وغني عن البيان أن السنة الميلادية هي شمسية: والسنة الهجرية هي قمرية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
الإسراء 2022 م
إلا أن هناك مراجع تذكر أنه توفي عليه السّلام عام 930 ق. م، أو 926 ق. م. واليوم لايسهل البت أو الترجيح، بل قد يستحيل، لذلك عملت على إثبات ذلك قرآنياً.
لم يتحدث القرآن الكريم عن وفاة سليمان عليه السّلام ، إلا في سورة سبأ، وذلك في الآية 14: (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ... )). حرف الفاء هو حرف ترتيب وتعقيب، فهو هنا حلقة وصل بين الحديث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام في الآية 13، والحديث عن موته في الآية 14.
عدد الحروف من بداية سورة سبأ إلى نهاية الآية 13 وقبل الحديث عن موته هو 934 حرفاً. ثم تأتي الفاء التي هي حرف ترتيب وتعقيب، فيكون العدد هو 935. وسبق أن قلنا إن موت سليمان عليه السّلام كان سنة 935 ق. م. وبذلك نكون قد رجّحنا الرقم 935 الوارد في الكتب التاريخية.
لقد لاحظت أن الآية 13 التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام ، والتي تسبق الآية التي تتحدث عن موته عليه السّلام ، هي 19 كلمة والتي هي 84 حرفاً، فما هو المضاعف 84 للعدد 19؟ 19×84 = 1596. وإذا عرفنا أن سليمان عليه السّلام ملك 40 سنة كما نصّ العهد القديم ، [ سفر الملوك الأول، الإصحاح الحادي عشر: (... وكانت الأيّام التي ملك فيها سليمان في أورشليم على كل إسرائيل أربعين سنة ) ]. فإن الباقي بعد حذف زمن ملكه عليه السّلام 1596 ــ 40 = 1556. وهذا الرقم هو عدد السنين منذ وفاة سليمان عليه السّلام إلى الإسراء عام 621 م [ لاحظتُ أن سورة (سبأ) نزلت بعد سورة (الإسراء) والمؤشرات تقول إنها نزلت عام 621 م. وعليه يكون (1556) هو عدد السنوات من وفاة سليمان عليه السلام إلى نزول سورة (سبأ) و(الإسراء) ]. والذي هو عدد كلمات سورة الإسراء. كما لاحظت أن مجموع أرقام العدد 1556 هو 17، وكذلك العدد 935 مجموع أرقامه 17، ويلاحظ أن الرقم 17 هو ترتيب سورة الإسراء في القرآن الكريم، وأن 17+17 = 34 وهو رقم ترتيب سورة سبأ في القرآن الكريم.
بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراء [ اعتمدتُ ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية، ثم قمت بتحويل القمري إلى الشمسي فكان 10/10. ثم فوجئت أنهُ يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين. ] تبين لي أنه تاريخ 10/10/621 م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
عرفنا أن البداية العملية لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى بتاريخ 10/6/1948 م. وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة: 76×367، 354= 892، 26931 يوماً فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022. [في هذا التاريخ يكون قد مضى من العام 1443هـ (209) يوماً، أي (19×11)، وهو أيضاً عدد الأيّام التي يلتقي فيها العام 1443هـ مع العام 2022 م (من 1/1 ــ 28/7/2022 م ). ] وبما أننا لا ندري إذا كانت ال 1556 سنة تزيد أشهراً أو تنقص، فلا بد أن نعتبر التاريخ عام 935 ق. م هو 10/10/935.
من بداية الفساد الأول حتى الإسراء = 1556 سنة شمسية. ومن الإسراء 10/10/621 م إلى 5/3/2022 م = 4, 1400 سنة شمسية، فكم تزيد الفترة الأولى عن الثانية؟ 1556 ــ 4, 1400= 6, 155 سنة.
فما هو هذا الرقم 6, 155؟ في الحقيقة هو 19/1 من مجموع الفترتين، إذ أن المدة من بداية الفساد الأول، إلى نهاية الفساد الثاني = 1556+4, 1400= 4, 2956.
الرقم 779 هو 19× 41. الملحوظ أننا إذا ضربنا هذا الرقم ب 2 يكون الناتج: 779× 2= 1558. وهو يزيد 2 عن 1556. وسبق أن رأينا أن: 1556ــ 4, 1400= 6, 155 أمّا الرقم 1558ــ 4, 1400= 6, 157 وإذا طرحنا هذا الرقم من 779 فسوف نجد 779ــ 6, 157= 4, 621 أي أن 779 ق. م علاقتها ب 935 ق. م هو العدد 6, 155. وعندما ضوعف العدد 779 أصبحت العلاقة مع الإسراء 621 هي 6, 157. وهو الرقم الذي وصلنا إليه من خلال مضاعفة العدد 779.
ونلاحظ أن العام 722 الذي دمرت فيه إسرائيل هو رقم من مضاعفات العدد 19 أي 19× 38. وإذا تم مضاعفة هذا العدد نجد أنه: 722× 2= 1444. وهو عدد السنين القمرية من 621ــ 2022 م.
لاحظ أن التعامل بعد 621 م هو بالسنة القمرية، كما سبق وأشرنا.
هناك أربعة وجوه للشبه بين العام 779 ق. م، والعام 1967 م:
1ــ تدوم إسرائيل وفق النبوءة الغامضة (76) سنة، أي 19×4. 2ــ سورة الإسراء تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث في مطلعها عن نبوءة أنزلها الله على موسى عليه السّلام في التوراة، وهي تنص على إفسادتين لبني إسرائيل في الأرض المباركة، على صورة مجتمعية، أو ما يسمى اليوم صورة دولة، ويكون ذلك عن علو واستكبار، يقول سبحانه وتعالى: (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا(2)ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا … فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ )) أما الأولى فقد مضت قبل الإسلام، وأما الثانية والأخيرة فإن المعطيات تقول أنها الدولة التي قامت في فلسطين عام (1948م). والملاحظ أن تعبير ( وعد الآخرة )، لم يرد في القرآن الكريم إلا مرتين: الأولى في الكلام عن الإفسادة الثانية في بداية السورة، والثانية أيضاً في الكلام عن المرة الثانية قبل نهاية سورة الإسراء الآية (104). 3ــ هاجرالرسول صلى الله عليه و سلم بتاريخ 20/9/622م ويذهب ابن حزم الظاهري إلى أن العلماء قد أجمعوا على أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة، أي عام 621م. ومع شكنا في صحة الإجماع، إلا أن الأقوال الراجحة لا تخرج عن العام 621م، وكذلك لا يتصور تراخي نزول فواتح سورة الإسراء عن حادثة الإسراء نفسها. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة، فكانت نهاية إسرائيل عام 1443هـ ، فإن عدد السنين القمرية من وقت نزول النبوءة [ من زمن حادثة الإسراء، وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى]. إلى زوال إسرائيل هو 1444 لأن الإسراء قبل الهجرة بسنة. وهذا الرقـم 1444 هو: 19×76. لاحظ أن 76 هو عدد السنين القمرية لعمر إسرائيل، أي أن المدة الزمنية من نزول النبوءة، إلى زوال إسرائيل هي 19 ضعفاً لعمر إسرائيل. 4ــ عندما تدور الأرض حول الشمس دورة واحدة مفردة، تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حول الأرض 12 مرة. والملحوظ أن كلمة يوم مفردة وردت في القرآن الكريم 365 مرة، وكلمة شهر مفردة وردت 12 مرة، مع ملاحظة أننا نتعامل مع الرسم العثماني، وبالتالي لا نحصي كلمة (يومئذ) لأنها ليست صورة (يوم، يوماً). وبقي أن نسأل: كم وردت كلمة (سنة)؟ وردت كلمة سنة في القرآن مفردة 7 مرات، ووردت كلمة (سنين) أي جمعاً 12 مرة، وعليه يكون المجموع 7+12=19. لماذا؟ 621×2422، 365 935 ق. م 1 م 621 م 1443هـ 5ــ 935 ق. م توفي سليمان عليه السّلام ، وانقسمت الدولة، وبدأ الفساد، [ جاء في العهد القديم ــ سفر الملوك الثاني ــ الإصحاح السابع عشر: ( فنبذ الربّ كل ذريّة إسرائيل وأذلهم وأسلمهم ليد أسريهم وطردهم من حضرته، لأنه شقّ إسرائيل عن بيت داود، فتوّجُوا يربعام بن نباط ملكاً عليهم ، فأضل يربعام بني إسرائيل عن طريق الرب واستغواهم فأخطأوا بحق الربّ خطيئة عظيمة) ]. وعليه تكون بداية الفساد الأول المذكور في فواتح سورة الإسراء عام 935 ق. م ونهاية الفساد الثاني والأخير عام 2022 م أو 1443هـ . وعليه يكون عدد السنين من بداية الفساد الأول إلى الإسراء هو 1556 سنة شمسية. ويكون عدد السنين من بداية الإسراء حتى نهاية الفساد الثاني هو 1444 سنة قمرية. والملحوظ أن 1556 هو عدد كلمات سورة الإسراء. وهنا لا بد أن يثور سؤال هو: هل اتفق المؤرخون على أن تاريخ وفاة سليمان عليه السّلام هو 935 ق. م؟ إذا أراد القارئ أن يأخذ جواباً سريعاً فبإمكانه أن يفتح ( المنجد في اللغة العربية والأعلام ) على اسم سليمان. ثم إن الكثير من كتب التاريخ تذكر أن وفاته عليه السّلام كانت عام 935 ق. م. 6ــ في العدد لا بد من الوحدة في المعدود، بغض النظر عن الشيء الذي نحصيه، ونحن قد نحصي الحروف، وقد نحصي الكلمات، وقد نحصي السور... وهكذا، ولكن في القضية الواحدة لا نحصي إلا حرفاً، أو كلمة، أو..الخ. 7ــ أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948 م، ولا نستطيع أن نعتبر هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل، لأنها لم تقم بالفعل. بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت جماعة الدول العربية على القرار بتاريخ 10/6/1948. [10/6 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيّام الستّة عام 1967م. وبذلك يكون عدد السنين من الهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967 هو (19) سنة شمسيّة تماماً. ] فيما سمي ( الهدنة الأولى ) وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل. وبعد أربعة أسابيع ثار القتال مرة أخرى، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948فيما سمي (الهدنة الثانية) وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل. ويلحظ أن عدد الأيام من بداية قيام إسرائيل حتى اكتمال قيامها هو 38 يوماً، أي 19×2، ويلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948 [جاء في كتاب: (حرب فلسطين 1947ــ 1948م، الرواية الإسرائيلية الرسمية). مؤسسة الدراسات الفلسطينية، صفحة 596 و610: (وفي الساعة 19 من يوم 18 من الشهر سرى مفعول الهدنة الثانية في القدس). ] هو 38 أي 19×2 أمّا اليوم التالي الذي توقفت المدافع صباحه فهو 19/7. 935 ق. م 621 م 6/3/2022 م 10/10 10/10 10/6/1948 1443هـ 4, 2956/19= 6, 155. والعدد 19 هو 10+9. فلو ضربنا الرقم 6, 155× 10= 1556 (الفترة الأولى). ولو ضربنا 6, 155× 9= 4, 1400 وهو الفترة الثانية وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً: عشرة منها انقضت قبل الإسراء، وتسعة ستأتي بعد الإسراء، ووحدة البناء هي 6, 155 أي الفرق بين الفترتين. 8 ــ عندما توفي سليمان عليه السّلام عام 935 ق. م انقسمت الدولة إلى قسمين وهما: إسرائيل في الشمال، وقد دُمّرت عام 722 ق. م ويهوذا في الجنوب وقد دُمّرت عام 586 ق. م وبذلك تكون يهوذا قد عمّرت 136 سنة أكثر من إسرائيل، ومع ذلك نجد فيليب حتي يقول في كتابه: ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ) إن إسرائيل عندما فنيت كان قد تعاقب على عرشها 19 ملكاً. ثم يقول إن يهوذا كذلك تعاقب على عرشها 19 ملكاً، [ تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، د. فيليب حتي، ترجمة د. جورج حدّاد، دار الثقافة، بيروت، ط 3 ج 1، ص 208، 215. ] وهذا لافت للنظر، إذ أن يهوذا كما قلنا عمّرت أكثر من إسرائيل ب 136 سنة !! فهل سيكون عمر إسرائيل تسعة عشر كنيست؟! 6, 155 722 586 ق. م 621 م 2022 م 9 ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 935 ق. م 779 1443 هـ 586 ق. م تاريخ دمار الدولة الثانية في المرة الأولى، أمّا زوال الثانية المتوقع فهو 2022 م وعليه: 586+2022 = 2608 سنة وهذا الرقم يشكل 19 ضعفاً، للفترة الزمنية بين زوال الدولة الأولى والدولة الثانية في المرة الأولى: 2608/136= 17, 19. يلحظ أن مجموع أرقام الرقم 586 هو 19، وقد ذكر العهد القديم أن نهاية دولة يهوذا كانت في السنة 19 للملك نبوخذنصر. [ سفر الملوك الثاني، الإصحاح الخامس والعشرون: (... وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذنصر...) وكذلك سفر أرميا الإصحاح 52: ( في اليوم العاشر...). ]
( أ ) العام 779 ق. م يقع في فترة زمنية قصيرة، اعتبرها فيليب حتي في كتابه: ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين) فترة شاذة، لأنه توقفت هجمات المصريين والأشوريّين على الدولتين فانتعشتا، وانتصرتا على أعدائهما. [ فيليب حتي، ج 1، ص 215: ( واستفادت يهوذا كما فعلت إسرائيل في القرن الثامن من توقّف حركات الهجوم الأشوري والمصري.) وكان عهد الملك عزيا (ويدعى أحياناً عزريا حوالي 782 ــ 751 ق. م). ]
(ب) بدأ حكم الملك عزاريا عام 782 ق. م كما ذكر فيليب حتي وقد نص العهد القديم على أن عزاريا تولى الملك وعمره 16 سنة، وبذلك يكون عمره عام 779 ق. م 19 سنة، وكان عمر إسرائيل عام 1967 م 19 سنة. [ الملوك الثاني، الإصحاح الخامس عشر: (... ملك عزريا بن أمصيا ملك يهوذا، وكان ابن ست عشرة سنة حين ملك ...) لاحظ أنّه ملك يهوذا وليس إسرائيل. ]
(ج) بعد العام 779 ق. م ب 57 سنة، أي 19× 3 فنيت إسرائيل الأولى، وبعد العام 1967 ب 57 سنة قمرية يتوقع زوال إسرائيل الثانية.
( د) مجموع أرقام 779 = 23 وهومجموع أرقام 1967.
عدد آيات سورة الإسراء والتي تسمى سورة بني إسرائيل: 111 آية، ويلاحظ أن سورة يوسف هي 111 آية ولا يوجد غيرهما في القرآن تماثل هذا العدد، ونحن نعلم أن سورة يوسف تتحدث عن نشأة بني إسرائيل، وأن سورة الإسراء المسماة أيضاً سورة بني إسرائيل تتحدث عن آخر وجود لبني إسرائيل في الأرض المباركة.
تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة مثل: ( وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ ) أي أن هناك 111 كلمة. وعندما تحذف الكلمات المتكررة نجد أن عدد الكلمات هي 76 كلمة. أي 19× 4، ولا ننسى أن كل كلمة تقابل سنة، وأن الرقم 76 هو محور حديثنا في كل هذا البحث.
الآيات التي عدد كلماتها 19 كلمة هي 4 آيات، أي أن عدد كلماتها 19× 4 = 76 ومرة أخرى العدد 76.
يخطر بالبال الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء، وإليك نص الآية الكريمة: (( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا )) ويأتي بعد كلمة قليلاً رقم الآية 76 فهل يرمز هذا الرقم إلى عدد السنين 76 ؟ فالنبوءات أحياناً تأتي على سورة رمز يحتاج إلى تأويل، كما يحصل في الرؤى الصادقة، كرؤيا يوسف عليه السّلام ، أو رؤيا الملك في سورة يوسف. وإليك الدليل على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:
( أ ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الديار، وكم يلبث الكفار بعد هذا الإخراج، وما نحن بصدده هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها وإخراج أهل فلسطين، فما معنى أن تكون هذه الآية في سورة بني إسرائيل ( الإسراء ) دون غيرها تتحدث عن الإخراج من الديار، ومدة اللبث بعد الإخراج؟!
(ب) قد يقول البعض إن الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليه و سلم ــ وهذا صحيح ــ ولكن الآية التي تليها هي: (( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا )).
إذن هي سنّة في الماضي، والحاضر، والمستقبل.
(ج) الجذر الثلاثي ( فزز) اشتق منه في القرآن الكريم فقط ثلاث كلمات، [ الاستفزاز هنا الإزعاج والإيذاء من أجل الإخراج أو الاستنهاض. ومن هنا تمّ اختيار الجذر ( فزز) دون غيره. ] واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء، الآيات: 64، 76، 103، أمّا الآية 64: (( وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ... )) وهي 19 كلمة، وتقابل 19 سنة كما أسلفنا. وأمّا الثانية فهي الآية 76 والتي نحن بصدد إثبات أنها تشير إلى عدد السنين أي مقدار ما ستلبث إسرائيل، وهي تفسير رمزي للكلمة ( قليلاً ). أمّا الكلمة الثالثة: (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103)وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) )) : قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المباركة، وبذلك تمت السكنى ليتحقق وعد الأولى، وبعد زوال الإفسادة الأولى يحصل الشتات، وحتى تتحقق الثانية والتي هي الأخيرة: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )). فالكلمة الثالثة ( يستفزهم ) تتعلق بالكلام عن الإفسادتين أي بوعد الآخرة موضوع هذا البحث. ولا ننسى أن البند (2) يشير إلى عدد الكلمات من بداية الحديث عن الإفسادتين إلى آخر الحديث: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )). وقد وجدنا أن عدد الكلمات هو 1443 وبذلك تطابق الرقم مع العام 1443 هـ ويكون عندها قد مضى عدد من السنين القمرية مقداره 1444 أي 19× 76.
سبق أن أشرنا إلى أن كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة، فإليك المعادلة التي تحصلت: الكلمة
( واستفزز) تقع في آية من 19 كلمة، والكلمة ( ليستفزونك) في الآية 76 والتي يراد إثبات أنّها ترمز إلى عدد السنين. والكلمة الثالثة ( يستفزهم ): وقد وجدت أنّها الكلمة رقم 1444 في سورة الإسراء. وبما أن الكلمة الأولى تتعلق بالرقم 19 وهذا يعني أن بداية المعادلة هو الرقم 19. وبما أننا سنتعامل مع مضاعفات العدد 19 بشكل دائم فعليه تكون المعادلة 19× 76 = 1444. وبما أن الـ 19 كلمة تقابل 19 سنة، وبما أن الـ 1444 كلمة تقابل 1444 سنة، وبما أن المعادلة صحيحة رياضياً، إذن الرقم 76 يدل على عدد السنين. وهو المطلوب. [ لاحظتُ أنّ عدد الآيات المحصورة بين سورة الفاتحة وسورة الإسراء هو ( 2022 ) آية !! ]
فجاسوا أي ترددوا ذهاباً وإياباً، وهذا التعبير في غاية الدقة، إذ لاحظنا وأنه وبعد وفاة سليمان عليه السّلام ، انقسمت الدولة وبدأ الفساد، فكان أن جاء المصريّون، والأشوريّون، والكلدانيّون، فاحتلوا الدولتين من غير أن يزيلوا الملوك، بل أبقوهم على عروشهم، وفي العام 722 ق. م قام الأشوريّون بتدمير الدولة الشمالية إسرائيل [ وشعبها ينتسب إلى عشرة أسباط. وهم اللذين قاموا بالانفصال، وساروا في طريق الفساد. ] واستمر الجوس في الدولة الجنوبية، يهوذا حتى جاء ( نبوخذ نصر) وألقى القبض على الملك التاسع عشر المسمى ( صدقيا ) وقتل الكثيرين، وأسر الكثيرين، ودمر دولة يهوذا عام 586 ق. م. وبذلك انتهى الجوس في المرة الأولى. واللافت للنظر أن الجوس استمر باستمرار الفساد، وانتهى بتدمير الدولتين. ويُلحظ أن الفساد والجوس كانا متلازمين، أمّا في المرة الثانية والأخيرة فقد بدأ الفساد عام 1948 م في جزء من الأرض المباركة ثم اكتمل فيها بعد 19 عاماً، أي عام 1967 م أي أنّ الفساد شمل الأرض المباركة على مرحلتين، أمّا الوعد الأول فقد تلازم فيه الفساد والعقوبة. وهذا الفارق بين المرة الأولى والأخيرة نجده ينعكس في عالم الأرقام:
العام 722 ق. م هو عام تدمير إسرائيل الأولى، والتي هي أولى الدولتين وأولى المرتين، وهي التي بدأت الانفصال، وهي التي زالت أولاً، وبالتالي ينطبق عليها لفظ أولاهما.
العام 1948 م يوافق العام 1367 هـ ، فيكون قد مضى على الإسراء 1368 سنة هجرية. وفي العام 1967 م يكون قد مضى على الإسراء 1387 سنة هجرية. وفي العام 2022 يكون قد مضى على الإسراء 1444 سنة هجرية.
والآن نرجع إلى سورة الإسراء:
فإذا جاء وعد أولاهما: رقم كلمة ( أولاهما ) من بداية الحديث عن النبوءة (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ))، ورقمها (38) أي 19× 2. ورقم كلمة ( وعد ) (72) ورقم كلمة ( الآخرة ) (73) في قوله تعالى: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ...)) .
رقم كلمة ( وليدخلوا ) (76) وهذا ينسجم مع القول إن عمر دولة إسرائيل الثانية هو76 سنة، لأن كل كلمة في السورة تقابل سنة والدخول عند حصول وعد العقوبة.
إذا ضربنا رقم الكلمة ( أولاهما ) بالعدد (19) يكون الناتج 19× 38= 722. وهذا هو تاريخ سقوط إسرائيل الأولى. وبالتالي انتهى الجوس في إسرائيل.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وعد): 72× 19= 1368 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1948 أي عام بداية الفساد الجزئي في الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( الآخرة ): 19× 73= 1387 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى
العام 1967، أي عام اكتمال الوعد بفساد الآخرة في كامل الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وليدخلوا ) 19× 76= 1444 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 2022. وإذا استخدمنا المنطق الرياضي نفسه في الكلمتين ((.. لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ ..)) فسوف نصل إلى نتيجة تقول: إن إساءة الوجه تتمثل في تجريد إسرائيل من صورتها الإيجابية المزعومة، والمصطنعة، وغني عن البيان أن قوة إسرائيل تتمثل في الدعم الخارجي من الدول الغربية، مما يعني أن سلاح إسرائيل الأول هو الإعلام، وبالتالي فإن إساءة الوجه سيكون لها آثار مدمّرة، على وجود إسرائيل، والأرقام تقول إنّ ذلك يبدأ عام 1986 م !!.
وجدت أن علماء الفلك يعتبرون بداية الدورة للمذنب هالي عندما يكون في أبعد نقطة له عن الشمس، والتي تسمى نقطة الأوج. ويرى أهل الأرض مذنب هالي عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس، والتي تسمى نقطة الحضيض.
العجيب أن هالي بدأ دورته الأخيرة عام 1948 م، ونجد ذلك في كتب الفلك. وقد بحثت في مراجع فلكية كثيرة لأعرف متى يرجع هالي إلى الأوج ليكمل دورته الأخيرة، فلم أجد من يتعرض لذلك. عليه فإذا قلنا إن الدورة ستكون 76 سنة، فإن هالي سيكمل دورته عام 2024 م، وهذا الأمر من الناحية النظرية. وكان أن وقع تحت يدي كتاب لفلكي مصـري اسمه: ( ميكروكمبيوتر وعلم الفلك)، وبعد إعطاء الكمبيوتر المعلومات اللازمة، كان الجواب أن هالي سيعود إلى الأوج عام 2022 م، وبذلك يكون هناك تطابق بين النبوءة ودورة المذنب هالي ( 1948ــ 2022 م )، وهذا توافق عجيب يحتاج إلى التحقق من أصل النبوءة.
رأى الناس مذنب هالي بتاريخ 10/2/1986، أي عندما كان في الحضيض، وكان قد قطع نصف الطريق، في مدة مقدارها 38 سنة شمسية أي 19× 2. وإذا بقي يسير بالسرعة نفسها، فسوف يكمل دورته في 76 سنة، ووفق معطيات الكمبيوتر سيكمل آخر دورة له في 75 سنة شمسية: إذ بدأ دورته في بداية العام 1948، وسيكملها في آخر العام 2022 م. يلاحظ أن المدة من 10/2/1986 إلى آخر العام 2022 م هي 38 سنة قمرية، أي 19× 2. وبذلك يكون المجموع 75 سنة شمسية. والغريب أن النصف الأول من الدورة الأولى استغرق 38 سنة شمسية، وأن النصف الثاني سيستغرق 38 سنة قمرية. فهل لذلك دلالة تتعلق بالنبوءة ؟
سبق أن لاحظنا أن التعامل قبل 621 م كان بالسنة الشمسية، وأن التعامل بعدها بالسنة القمرية، أو بمعنى آخر: ماقبل الهجرة بالشمسي، وما بعد الهجرة بالقمري، وكأن القمري خاص بالإسـلام. فمن أوج إسرائيل إلى بداية حضيضها 38 سنة شمسية، ومن بداية صعود المسلمين من الحضيض إلى أوجهم، فيما يتعلق بالأرض المباركة، 38 سنة قمرية. وصعود المسلمين من الحضيض يعني بداية حضيض إسرائيل. ويلاحظ أن هالي يسرع في حركته بعد عام 1986 ليختصر سنة. ثم لاحظ سرعة التغيير في العالم بعد عام 1986.
هذه مجرد ملاحظات، وأخشى أن يخلط الناس بين هذا الكلام وأوهام الذين يعتمدون على الأفلاك في محاولة كشف الغيب.
الآن نختم بالآية 12 من سورة الإسراء، والتي تأتي تعقيباً على النبوءة: (( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )) .
لاحظ قوله تعالى: (( وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ .. )) وبحْثُنا هذا في عدد السنين والحساب، واللافت للنظر أن كلمة والحساب هي الكلمة رقم 19 في الآية وسبق أن قلنا أن كل كلمة في السورة تقابل سنة. وبحثْنا تعامل مع السنين والحساب وفق العدد 19!
يذكر صاحب كتاب ( إسـلامنا ) الدكتـور مصطفى الرافعي صفحة 197: ( ما ذكره صاحب كتاب (مشارق أنوار اليقين ) الحافظ رجب البرسي من أنه روي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (( وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )) قوله: ( معناه شرحناه شرحاً بيِّنـاً بحساب الجمل.. ).
حتى يكـون القارئ أكثر ارتياحاً لمسلكنا الذي نُسَمّيه: ( التأويل الرّياضي للقرآن الكريم )، أقوم بإعطاء مثل واحدٍ من عدة أمثلة وجدتها نتيجة استقراءٍ لألفاظ بعض السّور القرآنيّة:
يدل اسم سورة ( الكهف) على أهمية قصة ( أهل الكهف) في السورة. وتبدأ القصّة بالآية (9): (( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ...)) . أمّا مدة لبثهم فنجدها في الآية (25): (( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا )) . وبلغة الأرقام نقول: ( ولبثوا في كهفهم 309 ). أقول: إذا بدأتَ العدّ من بداية القصة: (( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ ..)) فستجد أنّ رقم الكلمة التي تأتي بعد عبارة: (( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ )) هو (309).
10 ــ كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تعني سنة لأن مجموع الكلمات 1556 كلمة قابلت 1556 سنة، كما ورد في البند ( 5 ) وكما ورد في البند (1). 11 ــ (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ.. )) 12 ــ عام 1443هـ يُوافق العام 2022 م، وتشترك السنتان في (209) يوماً، أي 19× 11، إذ يبدأ العام 1443هـ بتاريخ 8/8/2021 م، وينتهي بتاريخ 28/7/2022 م، أي أن الاشتراك من تاريخ 1/1 إلى 28/7 مع العلم أن العام 2022 هو عام بسيط يكون فيه شباط 28 يوماً. ويبدأ العام 1443هـ يوم الأثنين، وينتهي يوم الخميس. أما العام 2022 م فيبدأ يوم سبت وينتهي يوم سبت أيضاً. ويلحظ أن 8 آب الذي هو أول يوم من أيّام 1443 هو التاريخ الذي يحتفل فيه اليهود إحياء لذكرى تدمير الهيكل الأول !! وقد أوردنا في هامش البند (9) أنّ ذلك كان في الشهر الخامس من السنة العبريّة، والذي يوافق الشهر الثامن في السنة الشمسيّة. [ كتاب الحياة ترجمة تفسيرية صفحة 160. ] 13 ــ يقول ( محمد أحمد الراشد) إنّه يتوقع أن الأمر يتعلق بمذنب هالي لأن مذنب هالي ــ كما يقول الراشد ــ مرتبط بعقائد اليهود. وهذا الكلام دفعني إلى دراسة مذنب هالي، والذي يكمل دورته في مدة 76 سنة شمسية، وأحياناً في 75 سنة. 14 ــ حساب ( الجُمَّل) عرف عند اليهود، وعرف عند العرب قبل الإسـلام، ووظفه المسلمون في تـأريخ الأحداث. ولا يوجد حتى الآن ما يثبت أنَّه يعتمد إسـلامياً، ولا أميل إلى اللجوء إليه في أبحاثي حول العدد في القرآن الكريم، ولكنّ بعض الأخوة بعد الاستماع إلى البحث حول العام (1443 هـ ، 2022 م ) طلب مني أن أحسب وفق حساب الجُمَّل قول الله تعالى في سورة الإسراء: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) ولا يخفى أن كلمة الآخرة تُقْرأ ( الأخرة ) أو ( الاْخرة )، أي تنقص همزة، والتي هي في حساب الجُمَّل تعتبر ألفـاً. ويمكن اعتماد هذه القراءة هنا لأن الكلام ينتهي عندها، فيستحسن التخفيف كما ورد في سورة الكهف: (( ... تَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) )) أما في النهاية فقال: (( مَا لَمْ تَسطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82) )) لاحظ كلمة ( تستطع ) وكلمة ( تسطع ). إذاً في القراءة الأولى يكون مجموع كلمة ( الأخرة ) وفق حساب الجُمَّل (2023)، أما وفي القراءة الثانية يكون مجموع كلمة ( الاْخرة ) (2022) فتأمّل !! 15 ــ جاء في كتاب الأصولية اليهودية في إسرائيل، تأليف إيان لوستك، ترجمة حسني زينة، إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ط 1 1991 م ــ بيروت صفحة 95: (... وهذا بالضبط هو نوع السـلام الذي تنبأ مناحم بيغن به عندما أعلن في ذروة النجاح الإسرائيلي الظاهري في الحرب على لبنان، إن إسرائيل ستنعم بما نصّت التوراة عليه من ( سنوات السلام الأربعين ). يبدو أن بيغن يشير إلى النبوءة التي بدأنا هذا البحث بالحديث عنها. والمعروف أنّ إسرائيل اجتاحت لبنان عام 1982م، وعليه تكون نهاية السنين الأربعين المذكورة 1982+ 40= 2022 م. [ لا نتوقّع أن يُحدّث بيغن الصّحافة بالسنين القمرية. ولا ندري ماذا يقصد بسنوات السّـلام. ولم يقل ماذا سيحصل بعد انقضائها.]
مـلاحـظــات للـمتـابعــة
جاء في سفر ( اللاويين)، الإصحاح (25): ( وقال الرّبُّ لموسى في جبل سيناء: ( أوص بني إسرائيل: متى جئتم إلى الأرض التي أهبكم، لا تزرعوها في السنة السابعة ازرع حقلك ست سنوات، وقلّم كرمك ست سنوات، واجمع غلتهما. وأمّا السنة السابعة ففيها تريح الأرض وتعطلها سبتاً للرب لا تزرع فيها حقلك ولا تقلّم كرمك. لا تحصد زرعك الذي نما بنفسـه، ولا تقطف عنب كرمك المُحْول، بل يكـون سنة راحةٍ للأرض ) ويقول بعد تفصيل أحكام شريعة السّنة السّابعة هذه، يقول في الإصحاح 26: (... ولكـن إن عصيتموني ولم تعملوا بكل هذه الوصايا، وإن تنكّـرتم لفرائضي وكرهتم أحكامي ولم تعملوا بكل وصاياي بل نكـثتم ميثاقي، فإنّي ابتليكم بالرّعب المفاجئ... أشتتكم بين الشعوب، وأجرد عليكم سيفي وألاحقكم، وأحوّل أرضكم إلى قفر ومدنكم إلى خرائب عندئذٍ تستوفي الأرض راحة سبوتها طوال سنين وحشتها وأنتم مشتتون في ديار أعدائكم. حينئـذ ترتاح الأرض وتستوفي سنين سبوتها فتعوِّض في أيّام وحشتها عن راحتها التي لم تنعم بها في سنوات سبوتكم عندما كنتم تُقيمون عليها...) [ الكتاب المقدس ــ كتاب الحياة ــ ترجمة تفسيريّة ــ ص 163 وص 166.]
وجاء في سفر ( أخبار الأيّام الثاني) الإصحاح (36): ( وسبي نبوخذ نصر الذين نجوا من السّيف إلى بابل، فأصبحوا عبيداً له ولأبنائه إلى أن قامت مملكة فارس. وذلك لكي يتم كلام الرّبّ الذي نطق به على لسان إرميا، حتى تستوفي الأرض سبوتها، إذ أنّها بقيت من غير إنتاج كل أيام خرابها حتى انقضاء سبعين سنة ). [ كتاب الحياة ــ ترجمة تفسيريّة ــ ص 610.] ووردت هذه العبارة في الأصل: ( ... حتى استوفت الأرض سبوتها لأنها سبتت في كلِّ أيّام خرابها لإكمال سبعين سنة ). [ الكتاب المقدس ــ جمعيّات الكتاب المقدس المتحدة 1946 ــ المطبعة الأميركانية ــ بيروت صفحة 445.]
عُرف حساب ( الجُمَّل) عند العرب، وعند غيرهم. وقد استخدم لأغراض التاريخ؛ فجعلوا لكل حرفٍ قيمة عدديّة وفق الترتيب الأبجدي ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ )، وذلك على الصّورة التالية:
أ 1
ب 2
ج 3
د 4
هـ 5
و 6
ز 7
ح 8
ط 9
ي 10
ك 20
ل 30
م 40
ن 50
س 60
ع 70
ف 80
ص 90
ق 100
ر 200
ش 300
ت 400
ث 500
خ 600
ذ 700
ض 800
ظ 900
غ 1000.
وإليك أخي القارئ مثالاً على استخدام هذا الحساب في التـأريخ: قال شاعرٌ في رثاء شاعرٍ آخر توفي:
سـألتُ الشّـعـر هـل لك من صـديقٍ وقـد سـكـن الدّلنـجـاويُّ لحـده
فـصـاح وخَـرَّ مـغـشـيَّـاً عـلـيـهِ وأصـبح راقـداً في القـبر عنده
فقـلتُ لـمن يقـولُ الشـعـر أقـصـر لقـد أرختُ: مـات الشـعـرُ بعده
جملة ( مات الشّعرُ بعده) والتي وردت بعد كلمة ( أرّخت) تشير إلى تاريخ وفاة الشّاعر الدّلنجاوي: (40+ 1+ 400+ 1+ 30+ 300+ 70+ 200+ 2+ 70+ 4+ 5) = 1123. وعليه تكـون وفاة الدّلنجاوي عام 1123 هـ .
ما موقف الإسلام من حساب الجُمّل؟
جاء في تفسير البيضاوي، [ تفسير البيضاوي ــ ط 2 ــ 1955 ــ شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصـر ــ ص 5.] في مقدمة سورة البقرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم أقَرّ اليهود عندما حسبوا ( الم ) فوجدوها (71). واعتمد في ذلك على حديث طُعن في صحته. وذهب الإمام السّيوطي إلى أن حساب الجُمّل لا أصل له في الشريعة. والنفس تميل إلى ما ذهب إليه السّيوطي. ولكـن في المقابل لا يوجد نصُ ينكر هذه الطريقة في الحساب، إلا ما كان من استخدامها من قبل الشعـوذين، وأهل الكهانة والعرافة. واستخدمها اليهود في حل رموز النّبوءات عندهم. ونحن هنا نقوم بعملية استقراء من غير أنْ نجعل
حساب الجُمّل أصلاً في المعادلات، ولكـن نجد من المناسب أن نعرض ملاحظاتنا على القارئ، من منطلق أنّ حساب الجُمّل يمكـن أن يُستأنس به كفرع يُثري ويلقي مزيداً من الضوء لا أكثر.
إنّ ما أعرضه الآن هو نتيجة استقرائيّة، وجدتها تنسجم مع نتائج الفصل الثاني من هذا الكُتيّب، ومن غير نتائج هذا الفصل أجدها لا تعني شيئاً. ويجب التّنبّه هنا إلى أنّ حساب الجُمّل هو مجرد اصطلاح بشريّ، هو يقتضي أن تحمل الكلمات الكثيرة الرقم نفسه. وبالتالي يمكـن أن تستخدم الكلمة الواحدة، أو العبارة للدلالة على أكثر من حيثيّة. وفي الوقت الذي تُستخدم فيه كلمة ما لتدل على تاريخ وفاة شخص، يمكـن أن تُستخدم أيضاً للدلالة على اسم شخص أو تاريخ معرفة، أوتاريخٍ شمسيٍّ، أو تاريخٍ قمري ... الخ.
القيمة العدديّة لعبارة ( بني إسرائيل) وفق حساب الجُمّل هي (365) وهذا هو عدد أيّام السّنة الشمسيّة أمّا وفق الرّسم العثماني فتنقص ( ألفاً ): ( بني إسرئيل)، فتصبح القيمة العدديّة (364). أمّا عبارة ( بنو إسرائيل) فقيمتها العدديّة (361) أي (19× 19)، وكذلك الأمر في الرسم العثماني لأنّ الألف التي حذفـت من كلمة ( إسرئيل) أضيفـت إلى كلمة ( بنوا ). وعليه يكـون المجموع أيضاً (361) أي (19× 19).
أمّا القيمة العدديّة لعبارة: ( المسجد الأقصا ) وفـق الرسـم العـثماني، فهي أيضاً (361) أي (19× 19). مع ملاحظة أنّ المسجد الأقصى لم يذكـر في القرآن الكريم إلا في سورة الإسراء التي تسمّى سورة ( بني إسرائيل). أمّا القيمة العدديّة لكلمة (إسرائيل) وفـق الرسـم العثماني فهي (302) أمّا القيمة العدديّة لكلمة ( السبت) فهي (493). أمّا القيمة العدديّة لعبارة ( المسجد الحرام ) فهي (418) أي 19× 22.
على ضـوء ما تبيّن من ارتباط السُّبوت بالشتات والزوال من الأرض المباركة، وعلى ضـوء حساب الجُمّل، سنقـوم بتّخاذ السّـبوت وحدة رياضـيّة؛ ففي كل (7) سـنـوات هناك سبت واحد، وكذلك هناك سبت واحد في ال (13) سنة، حتى تصـبح (14) سنة فتكـون سبتين.
كان فناء المرة الأولى سنة (586 ق. م )، [ راجع الفصل الأول وكذلك الفصل الثاني.] إذ تمّ دخول القدس وتدمير الهيكل كما سبق وأسلفنا. أمّا المرة الثانية فكانت كما تقـدّم على مرحلتين المرحلة الأولى (1948م )، وكانت المرحلة الثانية دُخول القـدس سنة (1967م ). وسبق أن أشرنا إلى أنّ قيام إسرائيل الجزئي كان في (10/6/1948م ). وهو تاريخ الهُـدنة الأولى. وكانت هـدنة 1967م بتاريخ (10/6) أيضاً. فإذا عرفـنا أنّ تدمير الهيكل والقـدس عام (586 ق. م ) كان بتاريخ (8/8) أدركـنا أنّ تاريخ (10/6) في العامين (1948م و1967م ) يجعل أيّ جمع للسنين من (586 ق. م ــ 1948م ) ومن (586 ق. م ــ 1967م ) ينقـص شهرين. وعليه نجد أن عدد السّبوت بين (586 م) و(1948م ) هو (361) أي (19× 19). وأنّ عدد السّبوت بين (586 ق. م ــ 1967م ) هو (364). وبعد دخول إسرائيل القـدس كان السّبوت رقـم (365) وبذلك اكتملت دورة فلكـية. [ لأن (365) هو عدد المرّات التي تدورها الأرض حول نفسها في الوقت الذي تكـونُ فيه قـد دارت حول الشمس مرة واحدة.] وبعبارة أخرى: عدد السّبوت من تدمير القـدس إلى ما قبل الرجوع إليها (364)، وكان السّبوت (365) بعد دخولها. أمّا عدد السّبوت من دمار المرة الأولى إلى قـيام المرة الثانية فهو (19× 19= 361).
دمّر الأشوريّون مملكة إسرائيل سنة (722 ق. م)، ودمّر الكلدانيّون مملكة يهوذا سنة (586 ق. م). أي أنّ عمر (يهوذا) امتدّ ما يقارب الـ (136) سنة وبلغة السّبوت (19) سبوتاً.
المدّة من وقـت الشّتات والخروج من القـدس (586 ق. م)، إلى الرجوع إليها (1967م) هي (2553) سنة أي (364) سبوتاً. وبتحويلها إلى قمريّة يكـون عدد السّبوت (375). وعليه يكـون الفرق (375 ــ 364) = (11) سبوتاً. وهذا العدد (11) يتكرر بشكل لافـت للنـظر.
وإليك بيان ذلك:
الفارق التقريبي بين السنة الشمسيّة والقـمرية هو (365 ــ 354) = (11) يوماً. بتاريخ 5/3/2022 يكـتمل عمر إسرائيل الثانية (76) سنة. وبما أنّ العام 1443 هـ يبـدأ بتاريخ 8/8/2021م، فإن آخر (209) من أيّام إسرائيل هي أول (209) من العام الهجري (1443) وهذا العـدد هو
(19× 11). من جهة أخرى يشـترك العام (1443هـ ) مع العام (2022م) في (209) أيـام. وبعبارةٍ أخرى فإنّ أول (209) أيـامٍ من السنة (2022م) هي آخر (209) أيـام من العام الهجري (1443هـ). ثمّ إنّ عُمر إسرائيل (76) سنة قـمريّة، وتـقارب (74) سنة شمسيّة، أي (10) سبوت. وعنـدما يأتي السّبوت (11) تنتهي إسرائيل أو تكـون قـد انتهت، إن صـدقت التّوقّـعات.
في كل سبوت تكـون قـد قضـت (7) سنوات. فكم تزيد الشمسيّة فيها عن القمريّة؟ الافـت للانتباه أنها تزيد (76) يوماً. وهذا يذكـرنا بالرقـم (76) في سورة الإسراء، وبالآية (76) التي تتحدث عن الإخراج. أمّا الآية (77) فهي تنُـصُّ على أنّ ذلك سُنّة في الماضي والمستقبل. وقـد لاحظت أنّ عـدد كلمات الآية (77) هو (11) فهل لذلك علاقـة بالسّبوت (11) سالـف الذّكـر. خصـوصاً أنّ رقـم (77) هو المضاعـف (11) للعـدد (7) ؟!.
بالرجوع إلى المصحـف الشريف وجـدت أنّ كلمة (سبت) وردت خمس مرّات ( السبت)، ومرتين: ( يسبتُون، سبتهم )، وعليه يكـون المجموع (7) مرّات. ووفـق حساب الجُمّل فإنّ القـيمة العـدديّة للكلمة ( السبت) هي (493). وكـما رأينا فإنّ السّبوت هو السّنة السـابعـة التي يسبقـها (6) سـنوات من العمل، ويكـون الانقـطاع في السنة السـابعـة. فما هي الـ (6) سـنوات؟ قـمتُ بضـرب قـيمة السبت في حساب الجُمّل بالعـدد (6) فـكان الناتج: (493× 6 = 2958) وهذا هو عـدد السنين من بداية العام (935 ق. م) إلى نهاية عام (2022م).
اللغة اصـطلاح بشري، وقـد نزلت الرسالات بلغات الأقـوام المختـلفة. وأري أنّ التـأريخ بالتـاريخ العبري، أو الهجري، أو الميلادي، هي أيضاً اصـطلاحات من باب الاصـطلاحات اللغوية. فإذا قيل إنّ هذا العام هو 1993 بعد ميلاد المسيح فلا يعني هذا أننا نجزم بأن المسيح عليه السّلام قـد ولد قبل 1993 سنة. ولكـننا تواطـأنا على هذا الاصـطلاح الذي قـد يكـون واقـعيّاً، وقـد لا يكـون، ومع ذلك نعـتمدهُ ويصـبح لغة صحيحة.
(... وينتهي الدكـتور (موريس يوكاي) إلى تأيـيـد فرضـه بأنّ فرعـون الخروج هو ( منبتـاح) ابن رمسيس الثاني. وبما أنّ منبتـاح تَـسَـنّم عـرش مصـر سنة 1224 ق. م وحكـم مصـر لمـدة عـشر سـنوات في أحـد الأقـوال، وعـشرين عاماً في قـولٍ ثانٍ، فإنّ سنة الخروج إمّا أن تكـون سنة (1214) ق. م أو (1204) ق. م ). [ الله والأنبياء في التوراة و العـهد القـديم ــ د. محمد علي البار
نشرت فى 16 سبتمبر 2011
بواسطة ashrafassy
أشـــرف محمـــد عـاصـــــى
"إن المحاماة عريقة كالقضاء ، مجيدة كالفضيلة ، ضرورية كالعدالة ، هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان ،المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبداً له، ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً عن غير طريق الولادة ، غنياً بلا مال »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,468,382
ساحة النقاش