في نهاية مأساوية حزينة لنسور بنفيكا ومفرحة لبلوز تشيلسي .. منحت رأس إيفانوفيتش لقب الدوري الأوروبي " يوروبا ليج " للمرة الأولى في تاريخه ،لينهي المباراة التي جمعت الفريقين في نهائي البطولة على ملعب أمستردام أرينا مساء الاربعاء بفوز تشيلسي 2-1.
تقدم توريس في الدقيقة 60 ،ونجح كاردوزو في التعادل من ضربة جزاء في الدقيقة 68،وفي وقت إستعد فيه الجميع للأشواط الإضافية خطف إيفانوفيتش هدف اللقب في الدقيقة الثالثة والأخيرة من الوقت بدل الضائع.
قدم بنفيكا مباراة رائعة وكان الأفضل في معظم الفترات ولم تنقصه سوى اللمسة الأخيرة بعدما تبادل لاعبوه إهدار العديد من الفرص ،في وقت لم يظهر فيه تشيلسي بمستواه لكن خبرة لاعبيه منحته التفوق في النهاية.
الفوز أدخل تشيلسي التاريخ من اوسع أبوابه بعدما أصبح اول فريق أوروبي يفوز بلقب دوري الأبطال ثم الدوري الاوروبي في عامين متتاليين.
كما أصبح تشيلسي رابع فريق على مدار التاريخ يفوز بألقاب جميع البطولات الأوروبية الثلاث للأندية والذي سبقه فيه أندية يوفنتوس الإيطالي وأجاكس الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني.
بينما واصل بنفيكا إخفاقه الأوروبي الممتد منذ عام 1962 عندما أحرز لقب دوري أبطال أوروبا لعامين متتاليين.
حاول رافاييل بينيتز التقليل من أثار غياب الخطير هازارد والقائد تيري وأوبي ميكيل عن اللقاء ،فدفع بتشكيلة متوازنة إعتمد فيها على طريقة 4-2-3-1 ،وكلف الرباعي إزبيليكويتا وإيفانوفيتش وكاهيل وكول بمهام الدفاع عن عرين الفريق،في وقت دفع فيه بالثنائي لامبارد وديفيد لويز كمحوري إرتكاز أمامهما الثلاثي الخطير راميريس وماتا وأوسكار ،وحمل توريس راية الهجوم في تشيلسي.
جيسوس مدرب بورتو لم يعاني كثيراً في إختيار تشكيلته رغم غياب ماكسي بيريرا ،حيث دخل اللقاء بطريقة 4-3-3 معتمداً في الدفاع على ميلاريخو وجاراي ولويزاو والميدا ،ودفع في الوسط بالثلاثي ماتيتش ورودريجو وبيريز ،وتكفل الثلاثي سالفيو وكاردوزو وجايتان بالمهام الهجومية.
ظهرت النوايا الهجومية لنسور بنفيكا واضحة منذ البداية لكن بدون تركيز في الأمتار الأخيرة،في وقت دخل فيه البلوز المواجهة بتحفظ دفاعي .
مع دخول اللقاء الدقيقة 10 إشتدت الغزوات البرتغالية على مرمى تشيك بفضل التحركات المتميزة للثلاثي سالفيو وكاردوزو وجايتان وورائهم بيريز المميز بإنطلاقاته،ونجح لويز في إنقاذ مرماه من هدف في الدقيقة 11 عندما تصدى لتسديدة سالفيو وهي في طريقها للمرمى.
إستغل لاعبو بنفيكا التفكك الدفاعي لتشيلسي في ظل عدم التفاهم بين كاهيل وإيفانوفيتش ونجحوا في تنظيم العديد من الهجمات الخطيرة من خلال تناقل الكرة بشكل أكثر من رائع ،لكن الفريق إفتقد لمهارة اللمسة الأخيرة ليهدر أكثر من فرصة أمام المرمى بشكل مثير للدهشة.
واقع تشيلسي أكد على رغبته في تأمين الدفاع في المقام الأول ثم اللجوء للمرتدات لخطف هدف ،لكن الفريق لم ينجح في ترجمة هذه الإستراتيجية داخل الملعب ،فظهر الدفاع بعيداً عن أي تركيز مانحاً الفرصة للبرتغاليين للإختراق ،بينما غاب الثلاثي راميريس وأوسكار وماتا عن الصورة وفشلوا في نقل الهجوم المرتد بالصورة المطلوبة ليبقى توريس معزولاً في الأمام.
حاول البلوز إعادة تنظيم الصفوف على مستوى الدفاع والهجوم ،وبعد مرور 27 ظهر ارتور حارس بنفيكا لأول مرة من خلال تسديدة قوية لأوسكار في إشارة إلى تحسن نسبي لأداء البلوز .
واصل بنفيكا أداءه الإستعراضي في الهجوم لكنه فشل في ترجمة هذا الأداء لأهداف ،وكاد لامبارد أن يعاقب النسور على إهدار هذه الفرص بتسديدة خادعة غيرت إتجاهها لكن أرتور تعامل معها ببراعة وحولها لركنية في الدقيقة 37.
دخل بنفيكا الشوط الثاني بهجوم كاسح وأنقذ مساعد الحكم الأول اليقظ البلوز من صدمة الهدف الأول بعدما رفع رايته مشيرا بتسلل كاردوزو الذي حول كرة عرضية في شباك تشيك.
تحسن الشكل الهجومي لتشيلسي بعدما بدأ لاعبوه في تنفيذ إستراتيجية الهجوم المرتد بشكل أفضل عما كانوا عليه في الشوط الأول وظهروا في المناطق الدفاعية لبنفيكا بشكل اكبر.
في الدقيقة 60 ومن كرة مرتدة سريعة إنطلق الحاضر الغائب توريس من وسط الملعب وفشل لويزاو في إيقافه لينفرد بأرتور ويمر منه ويسدد الكرة في المرمى الخالي معلناً عن الهدف الأول ليكون اكبر عقاب لبنفيكا على إهدارهم الكثير من الفرص.
الهدف دفع جيسوس لإجراء تغييرين مرة واحدة بإشراك أولا جون وليما بدلاً من ميلاريخو ورودريجو ،ولم ينتظر النسور سوى دقيقة واحدة بعد هذه للتغييرات ليدركوا التعادل الذي جاء به كاردوزو في الدقيقة 68 من ركلة جزاء بعد لمسة يد من إزبيليكويتا .
الهدفان دفعا كلا الفريقين لرفع شعار الحذر أولاً في ظل إقتراب اللقاء من نهايته وصعوبة التعويض في حالة التأخر بهدف،وقلت المحاولات على المرمى بشكل كبير.
إضطر بنفيكا لإجراء تغييره الثالث في الدقيقة 77 بإشراك جارديل بدلاً من جاراي الذي تعرض للإصابة،لينهي الفريق تبديلاته قبل أن يجرى تشيلسي تغييراً واحداً.
في الدقيقة 81 كاد كاردوزو أن يحرز هدف اللقب من تسديدة رائعة تصدى لها العملاق تشيك بشكل أروع وحولها لضربة ركنية،ورد راميريس بهجمة مرتدة سريعة إخترق بها منطقة الجزاء لكن لويزاو كان له بالمرصاد، لكن الفرصة الأقرب للتسجيل كانت من نصيب لامبارد في الدقيقة 88 الذي أطلق صاروخاً تكفل القائم برده وسط إرتفاع كبير في وتيرة اللقاء خلال اللحظات الأخيرة من اللقاء.
وفي وقت ظن فيه الجميع أن المباراة تسير نحو وقت إضافي حلق إيفانوفيتش في السماء أعلى من نسور بنفيكا وحول عرضية لامبارد في المرمى برأسه ليصدم البرتغاليين في الوقت الضائع والقاتل وينهي اللقاء بفوز البلوز 2-1 وباللقب الغالي.