و أحببت لأجلها مختلف أنواع البشر
فمن عينيها تعلمت الشعر و تحسس أحلى الصور
ومن دنياها ارتويت الحب في أحلى العبر
فعشقت الحب و الشعر و طول السهر
حالما بالحب عاش به دهر و بالحب قد جهر
كأنها نسمة تحررني تبعدني كأوراق الشجر
كأنها جمال يهدى عذرية كأنه بحر فيه تسكن الدرر
يا مهتزة القد ، كأنك غصن و كله ثمر
مدفونة بالقلب كأنها الماء الذي يحيي البشر
تفرح العين في سيرها كسير الماء في لحاء الشجر
وقوامها كأنه اللدن في أحضانه أشهى الثمر
فمها الضاحك في أحضانه تسكن أغلى الدرر
أنصت إلى جمال الحديث منها كأسير تعلق فيمن أسر
كعبير يبعث الحياة منها هو عند افترار الشفاه انتثر
تموت الحروف على شفتي فأكتفي منها بالنظر
من كان عن جمالها غافلا يكون له الصفح إن اعتذر
كأني وهبت عمري للحب .... باق كأنه أثر
فمن رياض الحسن تأتيك فاكهة يتوق لها قلب الفتى الذكر
تأتيك في مداعبة هل أنت وحدك غصن دونما ثمر
أسير على الأشواك بأقدامي لأجلك و أنسى ما كان من خطر
رمال الشط و أطراف النهر قد حفظة لنا الأثر
و هي الآن تدري ما كان منا و ما قد حضر
فهل يكون في الحب من فرق بين البدوي ... والحضر؟
وهل من فرق بين مضر و غيرهم من طينة البشر ؟
فيا من خبرت عن هوانا نحن نبقى رغم كل السير
حين تتلاصق كلماتنا تتجاور و يتضارب منا البصر
نطوف بالانحاء نرتجي طول السمر
و إن دنا الليل فينا فليدم حتى السحر
نحن نغدو قصة في الحب تحكى في كل مستقر
فكيف ينسى الهوى و الهوى منا و لنا نزل و مستقر
و إن أطلتم النظر نحن لا نخشى منكم النظر
قد أصبحنا في الحب رواية تتلى في حذر
و تكون قصتنا عهد يروى على لسان القمر
فقد غدا الحب فينا كأنه رجفت أو رنة وتر
كأنه قصة تروى و تحكى و تتلى في سور
كأنه الحب الذي أحيا به مهما خطر
تكونين أنت موطني أن ضاق بي موطن البشر
لكن الحب سار فينا و دام كما شاء القدر
فمن خاض بالحب يوما يكتوي بلهيب و شرر
فلا تلم من باح بحبه يوما و من به قد شعر
و لا يكون لعاشق من لوم إذا غنى بحبه و شعر
فيا من كان للحب عارف عالما مثلكم من عذر
للحب نهب أعمارنا نحن كل البشر
فاحكم يا من كنت عارفا لما كان منا و ما اشتهر
ولو كان بيننا بعاد يكون الدمع منا كأنه قطرات المطر
هي صدفة من الله تجمعنا و هو أمر الله و به قد أمر
نتهادى الشوق و الود في نظرة و نهدي الصور
فاغفري لي هفوة من كان عاشقا لأجل الحب غفر....
] مجدي ابو فروة