<!--<!--<!--
أرضٌ لا تعرِفُنا
مُزْدَحِمَةٌ هيَ الطرَقات بالأسْئِلَة
وأعْمِدةُ الإنارَةِ مُطْفَأة
تتنفَّسُ الرطوبةَ والدُّخان
وبقايا أشياءَ تتحدّثُ عن أقدامٍ مرَّتْ من هنا
ثم ابتَلَعها الظلام
القمرُ يُغلِقُ بابه
وأيدي النوافِذ تُصفِّقُ للخَوَاء
ولا وطنٌ هنا يسمعُ النِّداء
في زاوِيُةٍ على رصيفِ الوجع
تتناسلُ الأشواكُ وتعُمُّ الفوضى أقاصي الذاكِرة
المُخَضَّبةِ بِحِنّاءِ أنثى
لم تعرف طريق العوْدة
يا لَلَسُّخرِية..
نرسمُ الربيع ثم نُشْعِلُ فيه الحريق !!
نتماهى مع البيَاض ثم نُلَوِّنُنا بِلونٍ أزرقٍ
برائِحَةِ الدم !!
لا شيء هنا يُوحي بالغد
فالأمسُ تلاشى
والآن..وَخْزَةٌ تُصيبُني في القلب
أَلِهذا لا نُدرِكُ الحقيقة !!
نركُضُ ونركُض
ثمَّ نرحلُ مُتَرقِّبين لَدْغُ العقارِب
نَجْتَرُّ الأخْيِلَةَ مِن بِئرِ أعماقِنا
والسلاحُ مُصَوَّبٌ عليها
يغتالُ أوّل وآخِرَ معقِلٍ من معاقِلها
أيُّها الوطن ..
ما عدتُ أدري كم من الزمنِ تبقَّى
لأُسرِجَ خُيولي نحوَ نِهاياتِك الأليمة !!
الشيءُ الوحيدُ الذي أدريه
هو أن الترابَ يولَدُ أبناءهُ ثم يلُفَهم في الكفنِ
كأُمٍّ بغيِّ
طوَى قلبها العار
في ليلةٍ لم يعرف إليها النورُ طريقا
مُزدَحِمةٌ هي الطرقات
والمُتعَبون على ضِفافِها
يتسوَّلون الفرح
لا سحابٌ يُمطرِ هنا
ولا قارِبٌ يُؤْذِنُ بالرحيل ..
11-2-1430هـ
ساحة النقاش