مقارنة بين قناة فضائية "مصرية" وقناة فضائية "أجنبية"
أولًا: القناة الفضائية "المصرية" CBC:
نشأة القناة والتعريف بها:
هي قناة فضائية مصرية مفتوحة تبثها شبكة قنوات "سي بي سي" (Capital Broadcasting Center). تهتم بتقديم كل ما يهم المشاهد من مادة تليفزيونية متميزة وممتعة ومفيدة في شتى مناحي الحياة سواء علي المستوى الديني أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. وتدرك أهمية وحساسية تلك المرحلة التي تمر بها مصر والعالم العربي، ومن هنا تدرك أهمية مخاطبة المجتمع والأسرة والفرد في آنٍ واحد، وتلبية احتياجاتهم الحقيقية من المعرفة لأنها الطريقة المثلي التي تمنح المشاهد الفرصة لتكوين وجهة نظره الخاصة بلا وصاية أو توجيه.
أسباب شهرة القناة:
هناك العديد من الأسباب وراء الشهرة التي حققتها القناة وأبرزها:
▪ أن هذا المكان به مجموعة كبيرة ليست موجودة فى أى مكان من المهنيين والصحفيين والشخصيات التى لها قيمة مهنية حقيقية وقبول لدى الجماهير، وهذه هى الأصول الحقيقية التى تملكها "سى بى سى" وليست الأصول المادية، وعندما تكون هناك هذه الكوكبة يكون هناك إبداع نتيجة مشاركتهم في صنع ما يظهر على الشاشة، وهذا التفاعل يؤدي إلى النجاح.▪ اعتماد القناة على تقديم مضمون قوي مع البساطة في الوقت ذاته "السهل الممتنع".▪ اهتمام مسئولي القناة بوضع تصور وخطط مستقبلية لتكون القناة جاهزة للمنافسة دائمًا خاصة مع توالي ظهور القنوات الفضائية الجديدة.▪ الاهتمام بتقديم أفكار جديدة وجريئة على شاشتها.▪ الاهتمام بتقديم برامج متنوعة في مجالات مختلفة للمرأة والطفل، وفي الرياضة والمطبخ، تجذب شريحة كبيرة من المشاهدين المصريين والعرب.ما تقدمه القناة والخطة البرامجية لها:
تعرض القناة البرامج الإخبارية والاجتماعية والكوميدية، والبرامج المنوعة بالإضافة إلى الأفلام، والمسلسلات. ومن البرامج الإخبارية التي تُبَث عبر شاشتها برنامج "هنا العاصمة" للإعلامية لميس الحديدي، ومن البرامج الاجتماعية برنامج "معكم" للإعلامية منى الشاذلي، وبرنامج "صاحبة السعادة" للفنانة والمنتجة إسعاد يونس، ومن البرامج المنوعة برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" لمنى عبد الغني ومفيدة شيحة، ومن البرامج الكوميدية الساخرة برنامج "ابلة فاهيتا". ومن أهم المسلسلات التي عرضتها القناة مسلسل "هبة رجل الغراب"، ومسلسل "سابع جار" الجاري عرضه الآن.
ثانيًا: القناة الفضائية "الأجنبية" TV5 MONDE:
نشأة القناة والتعريف بها:
هي قناة دولية مقرها بباريس في فرنسا، بدأت بثها في يناير ١٩٨٤، وتُذاع في جميع أنحاء العالم بثمان نسخ مختلفة. يلتقطها على مدار الساعة أكثر من ٢۰٧ مليون أسرة في أكثر من ٢۰۰ بلد وإقليم حول العالم مما يجعلها ثاني أكبر شبكة تليفزيونية في العالم بعد MTV2. فهي من أجمل القنوات الفرنسية التي تقوم بتقديم العديد من البرامج المتنوعة والمختلفة والتي استطاعت أن تحصل على نسب عالية من المشاهدة.
أسباب شهرة القناة:
هناك العديد من الأسباب وراء الشهرة والانتشار الذي حققته القناة في المغرب والمنطقة العربية ودول العالم أجمع أبرزها:
▪ تقديم القناة لإعلام متكامل ومتنوع يضم كل ما يبحث عنه المشاهد من أفلام فرنسية، ورياضة، وبرامج تثقيفية وترفيهية، وأخبار عالمية ومحلية وغيره .▪ عرضها لمباريات الدوري الفرنسي وكأس فرنسا بالمجان، وقيامها كل أسبوع باختيار وإذاعة مباراة من مباريات الدوري الفرنسي منذ عام ٢۰١٣ / ٢۰١٤عبر شاشتها وهو ما جعل عشاق كرة القدم والليج 1 في الدول العربية يقوموا بمتابعتها.▪ كونها إحدى قنوات أكبر الشبكات الإعلامية في العالم والتي توفر لها ميزانية ضخمة ساعدتها علي عرض محتواها بجودة عالية مستخدمة أحدث التقنيات وأدوات البث العالمية، والأنظمة المتعددة الجودة والمتمثلة في أنظمة الأتش دي العالية الجودة، وأنظمة الأس دي العادية لتوفر لجمهورها حرية الاختيار من بينهم كلًا حسب النظام الداعم له جهازه .▪ سعيها المتواصل لتوسيع قاعدتها الجماهيرية في منطقة الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا، واتباعها لسياسة إرضاء مشاهديها والذي دفعها لتوفير بثها مجانًا ودون تشفير عبر القمر الصناعي النايل سات .▪ حرصها علي التواصل مع متابعيها في جميع دول العالم مما جعلها تنشئ موقع إلكتروني خاص بها علي الانترنت يسهل عليهم مشاهدة ما تقدمه من برامج، ومباريات وخلافه بجانب اتاحة ميزة تعلم اللغة الفرنسية من خلال الموقع وامكانية ترجمته للغة الإنجليزية .ما تقدمه القناة والخطة البرامجية لها:
تشتهر القناة بتقديم البرامج السياسية والحوارية والرياضية والترفيهية وغيرها من التصنيفات المختلفة والمأخوذ معظمها من الشبكات الرئيسية الناطقة باللغة الفرنسية في العالم، والأخبار الدولية، والنشرات الإخبارية والإقتصادية بجانب المباريات المهمة،وأفضل الأفلام الفرنسية الحصرية بجميع أنواعها من رومانسية وكوميدية وأكشن واجتماعية، وأحدث الحفلات الموسيقية الفرنسية والعالمية، وأخبار المشاهير العالميين. كما قدمت القناة عدد من المسلسلات التليفزيونية التي لاقت قبول عند متابعيها أهمها المسلسل التليفزيوني البوليسي القصير Les Limiersومدته ٥٢ دقيقة وعدد حلقاته ست حلقات بالإضافة لكل ما يهم جمهور التليفزيون ويلبي احتياجاته المختلفة.
عقد مقارنة بين برنامجي التوك شو "هنا العاصمة" المُقَدَم على قناة CBCوبرنامج "Temps Présent" المُقَدَم على فناة "TV5 Monde":
أولًا: برنامج "هنا العاصمة":
تقدمه الإعلامية لميس الحديدي من السبت إلى الأربعاء على شاشة CBC. يحتوي البرنامج على فقرات ثابتة منها فقرة ٤+١ التى تُقَدَم السبت من كل أسبوع، وهى فقرة مواجهات تستضيف ٤ آراء مختلفة لمناقشة قضايا شغلت الرأى العام وكذلك فقرة "هنا الستات" يوم الثلاثاء من كل أسبوع، كما يقدم البرنامج دائمًا انفرادات صحفية مهمة، إلى جانب الفقرة الإخبارية التى تناقش ما وراء الخبر وتحليله ونتائجه، هذا إلى جانب الفقرات الفنية المميزة ومنها سلسلة الحلقات التى قدمت فى شهر يوليو عن الفنانين الراحلين الكبار والتي ستستكمل خلال الفترة المقبلة.
وبرنامج هنا العاصمة رغم أنه توك شو إلا أنه تطور على مدار السنوات الماضية، والدليل على ذلك فقرة ٤+١ وأيضا فقرة "هنا الشباب" التي بدأت كفقرة في برنامج "هنا العاصمة" ثم أصبح لها حلقة منفصلة وديكور خاص. ولم يساعد "هنا الشباب" على تعريف المجتمع برواد الأعمال فقط بل ساعد على تعرف تلك الأهالي على أنشطة أبنائهم وجعلهم فخورين بهم. ففريق البرنامج يحاول دائمًا أن يقدم حلقات جديدة ومختلفة كما ظهر البرنامج مؤخرًا بديكور جديد ومختلف.
ثانيًا: برنامج "Temps Présent":
تقديم جان- فيليب سيبي، يتطرّق البرنامج إلى مواضيع مستقاة من الأحداث الآنيّة بمعناها العريض أكانت سياسيّة، اجتماعيّة، اقتصاديّة أم تاريخيّة. من خلال تحقيقاته الدقيقة ونظرته الإنتقاديّة، يعطي هذا البرنامج إيضاحًا حول الأزمات والنزاعات التي يشهدها عصرنا، ويكشف النقاب عن الخلل الذي يشوب المجتمع؛ فيهتم البرنامج بقضايا الرأي العام.
يحقق البرنامج نسب عالية من المشاهدة فهو يُعتَبَر من البرامج الناجحة المقدمة على قناة TV5 Monde لأنه ينقل الواقع من خلال تسليط الضوء على قضايا مهمة في المجتمع.
ولكن السؤال: هل ينصرف الجمهور إلى القنوات الأجنبية ويفضلها على قنواته العربية خاصة إذا وجد محتوى مشابهًا للبرامج التي يشاهدها؟
مما لا شك فيه أن هناك من يتابع هذه القنوات ويفضلها على قنواتنا العربية، ويمكن أن يرجع ذلك إلى رغبة العين أن ترى شكل جديد ومختلف عن البرامج التي اعتادت عليها، ورغبتها في مشاهدة قناة تُعرَض بتقنية عالية الجودة، وشعورها بجاذبية الطريقة التي يُقَدَم بها المحتوى لكن أعتقد أنه لم يعد لها نفس التأثير والجاذبية في ظل فيضان المنطقة العربية بمئات الفضائيات المتنوعة وحرصها الدائم على التجديد من نفسها من خلال برامج تجذب شريحة كبيرة من المشاهدين، وتحاكي الواقع فلا تنفصل عما نواجهه من مشكلات.
وفي المقابل، إن العديد من الدراسات خرجت بنتائج مختلفة حول تأثير وجماهيرية الفضائيات الأجنبية المفتوحة، وأكدت عمق تأثيرها وخاصة لدى النخب والشباب، لكن ذلك التأثير وتلك الجماهيرية ليسا ثابتين بل تمثل منحنى يصعد ويهبط بحسب كل بلد عربي.
ساحة النقاش