عيشةتك#
انتفاضة ضد تطفل شركات التكنولوجيا وتوغلها في معيشة الناس
على مدى عقدين من الزمن كان يتم الاحتفال بهم كأنهم نجوم موسيقى الروك لثقافة رقمية ناشئة. نال أصحاب المشاريع التكنولوجية في أمريكا، باعتبارهم غير تقليديين ومتحمسين، إعجاب العالم مع ركوبهم موجة الإنترنت، وإعادة تشكيل مساحات من الحياة الشخصية والاجتماعية والتجارية مع كل ابتكار.
لكن في العام قبل الماضي أصبح هذا العالم غير مستقر مع الصفقة التي عقدها مع عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة. في كثير من بلدان العالم اليوم لم يُعد يُنظر إلى هذه الشركات كوكلاء لمستقبل أفضل، لكن على أنها قوية أكثر من اللازم، ومتطفلة، ولا ترحم
كانت اللوائح ضد شركات التكنولوجيا الكبيرة تتراكم، متضمنة اتهامات بأن بعضا منها كانت متواطئة في عملية مراقبة الإنترنت الأمريكية على نطاق واسع - وهو ادعاء أدى إلى إثارة المخاوف المشتعلة حاليا بشأن تعامل شركات التكنولوجيا الكبيرة مع كميات كبيرة من البيانات الشخصية.كما أن توغلها في مزيد من مجالات النشاط الاقتصادي قد أثار أيضاً ردود فعل عنيفة. هذا الشهر انسحبت المفوضية الأوروبية من اتفاق مع "جوجل" لحل إحدى شكاوى المنافسة، في حين أن محكمة ألمانية حظرت خدمة سيارات الأجرة الأمريكية، أوبر، التي أشعلت حروب تطبيقات خدمة سيارات الأجرة المنتشرة في أنحاء العالم كافةوقد إطلاق "أبل" لخدمات الهاتف الخلوي التي تتعامل مع معلومات شخصية حساسة في مجالات مثل سجلات الرعاية الصحية والمدفوعات، يعد علامة على الأسواق المقبلة التي يستهدفها وادي السليكون، الأمر الذي يُبرز الحاجة الى تكنولوجيا اكثر امنا.
وانى ارى أن الجيل التالي من الشركات الناشئة يتم تصميمه مع أخذ الخصوصية والأمن في الحسبان من البداية، وهو ما يعتبر بمثابة انتقاد لطريقة عمل المجموعات مثل فيسبوك. "إنها عقلية مختلفة عن الشركات التي شهدنا بدايتها قبل خمسة أو سبعة أعوام. أنا لا أعتقد أن حجم الفرصة في جميع أنحاء العالم يصبح أقل حقيقة بالنسبة لشركات التكنولوجيا في الولايات المتحدةيقول رئيس مجلس إدارة "جوجل" الآن، إن الفكرة التي جاءت من مثل هذا السياسي الكبير أقل ما يقال عنها إنها "مذهلة". "ليست هناك حاجة إلى أن يتم تفكيك جوجل". بدلاً من ذلك، تحتاج أوروبا إلى بذل المزيد من الجهد لبناء صناعة تكنولوجيا قادرة على التنافس خاصة بها
ساحة النقاش