بعد مرور أكثر من أربع سنوات على ثورة 25 يناير و بعد ان كل الشغل الشاغل لجميع المصريين هو الحديث عن العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية و عن مكافحة الفساد و اعادة توزيع الثروة و الشفافية ، انتقلت المعركة الى ميدان اخر يعكس معركة هزيمة الثورة و هي شغل الرأي العام بمسالة الهوية لقضايا ثانوية تلهينا عن قضيتنا الاساسية ، و كأنها معركة مفتعلة ما بين المتدينين و العلمانيين لمسائل تم حسمها منذ عشرات السنين و كأن ايدي خفية تعبث من أجل استدرجنا لمعركة وهمية و ذلك لابعادنا عن معركتنا الحقيقية من أجل نصرة الفقراء و المظلومين و لاقامة دولة المساواة بين الجميع ، لا أحد يعلم من الجهة التي تقف وراء هذه الدعوات الخبيثة من أجل تشتيت جهودنا و تحول الصراع لحشد جماهيري لمليونيات مع و ضد الحجاب و بدلا من تنظيم مليونيات للنهوض بالتعليم و الصحة و ارساء دولة القانون و تكافئ الفرص نجد أنفسنا و بفعل فاعل يتم اجبارنا على العودة مرة أخرى لنقطة الصفر لقدكان من أسباب سقوط الامبراطورية البيزنطية أحد أعظم الامبراطوريات في التاريخ هو انشغال أهلها بالجدل العقيم في الوقت الذي كان يتربص بها الخصوم و الأعداء من أجل اسقاطها وهو ما حدث ، فهل نفيق الى المخططات التي تسعى الى اسقاط المصريين في فخ التقسيم و التفريق بين أبناء الوطن الواحد ؟
ساحة النقاش