تحليل سياسي محمد لطيف الساعة الرابعة والعشرين سألنى معارض بارز ان كان فى وارد الاحتمال ان تقبل ) الانقاذ ( التفاوض على مخرج مشرف .. جراء التظاهرات التى يشهدها الشارع السودانى منذ اكثر من شهر .. قلت له التفاوض وارد اذا استطعتم الوصول بالموقف الى الساعة الرابعة والعشرين .. قال وفى ظنه انه يصححنى .. تعنى الساعة الخامسة والعشرين .. قلت له يا عزيزى هذه العبارة .. اى الساعة الخامسة والعشرين .. انما تستخدم حين تغادر الاحداث سياقاتها الطبيعية .. ويتحول الوضع الى استثنائي بالكامل .. اذن اذا بلغ الامر الساعة الخامسة والعشرين .. فلستم فى حاجة اصلا للتفاوض .. ثم ودعنى الرجل وفى ظن كل منا ..ان الوقت مبكر للحديث عن ساعات حرجة ..! وربما كان ذات الاحساس يخالج مسئولين كبار فى الدولة .. سياسيين وامنيين .. وهم يلتقون عند مغيب شمس الخميس الماضي .. ١٧ يناير .. الذى شهد احداثا متفرقة فى الخرطوم .. دون ان تترك اثرا .. مما اصاب المتظاهرين بالاحباط .. انا استعرض تقييم اللقاء للاحداث .. لا تقرير الاحداث .. مما دفع المتظاهرين لنقل نشاطهم الى منطقة برى .. شرق الخرطوم .. فى محاولة لانقاذ اليوم .. ثم اختتم ذلك اللقاء بان زمنا ..قد لا يتجاوز ساعة واحدة .. يفصلهم عن موعد عودة الاحوال الى هدوئها .. بما فى ذلك منطقة برى نفسها .. ولكن فجأة .. تحول المشهد برمته .. فقد انطلقت رصاصة .. فى الساعة الرابعة والعشرين .. لتحصد روح الشهيد بابكر .. فيشتعل الموقف من جديد .. ويربك كل الحسابات بكل الاطراف .. التقديرات الحكومية تعتقد انه لو انتهى الخميس كما كان حتى الساعة الثالثة والعشرين .. لكان ذلك مؤشرا لبدء انحسار التظاهرات .. اما المتظاهرون .. فقد كان الخميس بالنسبة لهم .. مجرد يوم من ايام النضال .. عازمون على تكراره مرات ومرات .. ولكن رصاصة الساعة الرابعة والعشرين .. اربكت .. كما اسلفنا .. كل الحسابات .. فمن الذى اطلق تلك الرصاصة ..؟ ولماذا ..؟ وكيف ..؟ هذا سؤال يسأله مسئولون حكوميون ايضا .. او هم يتمنون ان لو لم تنطلق تلك الرصاصة .. ! حين رشحت المعلومات الاولية عن عزم الشرطة السودانية مخاطبة الرأى العام السودانى عبر مؤتمر صحفي .. وذلك فى يوم الجمعة ..اى صبيحة استشهاد الطبيب بابكر عبد الحميد .. ثم الحت الشرطة فى التنويه للقائها ذاك .. والدعوة له .. قلت فى سرى . لا شك ان الشرطة قد قررت العمل بطريقة مختلفة هذه المرة ..وان الموقف يستدعى ذلك فعلا .. كيف لا ونحن نتحدث عن رصاصة انطلقت فى الساعة الرابعة والعشرين .. واربكت كل الحسابات .. بل بلغ بى التفاؤل اننى كنت اردد فى سرى .. لقاء بهذه الاهمية لماذا لا يحضره السيد وزير الداخلية بنفسه ..؟ للاجابة على الاسئلة المهمة التى تحاصر المشهد .. وتلفه بالضباب .. من و لماذا وكيف ..?! ولكن الشرطة بعثت بناطقها الرسمي .. وبكامل لباسه الشرطى .. كناية عن العزم والحزم والهيبة .. ليقول للرأى العام السودانى .. وفى واحدة من اشد ايام محنته .. إنها لا تعلم من الذى اطلق تلك الرصاصة ..! هل ثمة من يقول ان الشرطة لم تقل ذلك ..؟ حسنا .. ترى ماذا كان ينتظر الناس ..؟ بعد مرور اكثر من شهر .. ؟ كان الرأى العام يريد ان يعرف من الشرطة .. من الذى اطلق الرصاص .. اليست الشرطة هى جهة الاختصاص ..؟ وكأنى بالشرطة قد نسيت اختصاصها هذا .. وبدلا من الاجابة على السؤال المحورى .. راحت تجيب على سؤال لم يسأله احد .. الشرطة لم تطلق الرصاص .. هذه كانت اجابة الشرطة على سؤال لم يطرحه احد .. اما السؤال الذى ظل ينتظر اجابته الجميع .. من و لماذا وكيف .. ؟ فقد لاذت الشرطة عن الاجابة عنه بالصمت .. حتى خلنا انها لا تعرف.
موقع ودالعكلي الشيخ حسن
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع