بلا حدود - هنادي الصديق حتى ينجح العصيان كثرت المطالبات من بعض الثوار بإيعاز من )الجداد الاليكتروني المدجَن(، بضرورة أن تقف سيول الدم التي تخلفها المسيرات السلمية التي دأب الشارع السوداني على الخروج فيها بشكل عفوي وتلبية لرغبة )تجمع المهنيين وحلفاؤه من أحزاب نداء السودان وقوى الاجماع الوطني والتجمع الاتحادي المعارض(. وبالمقابل برزت أصوات مشفقة ترفض العصيان في الوقت الحالي وحتى تضمن المسيرات إنضمام أكبر عدد من المهنيين باعتبارهم سيكونون بديلا للنقابات المستلبة، وهنا لابد ان نطمئن الجميع بأن )الشعب لن يرجع من منتصف الطريق(، وبات طريقه نحو القصر معبَدا تماما فقط قليلا من الوقت والجهد لتأت الإنتفاضة أكلها ليحتفل بها كافة شرفاء الوطن وحرائره. سينجح العصيان الذي أيده أكثر من 300 طبيب وطبيبة وعدد من الكوادر الصحية بجميع المستشفيات الحكومية والخاصة، وبعدد من مستشفيات القوات النظامية، عدا الحالات الحرجة والطوارئ وإصابات الثوار. ولازال العدد في تزايد وهي فئة هامة للغاية ومميزة وتعتبر تيرمومترا إيجابيا لقياس الرأي العام عقب خلو المستشفيات من الكوادر الصحية.، وحتما سينجح العصيان لالتفاف أكثر من 373 من المحامين حوله من خلال قائمة مؤيدة لم تخش الصدام او توقف )مصدر أكل العيش(. ومؤكد سينجح العصيان وسنتأكد من نجاحه من خلال القائمة المؤيده له من ألمع الأسماء الفنية من فنانيين شباب وموسيقيون ومن الحقل التشكيلي والدرامي. وسنقيس نجاح العصيان بعدة قياسات أبرزها بجلوس المواطنين في منازلهم وفي حالة الهستيريا والهذيان التى باتت تصاحب كبار المسؤولين بالدولة حتي صار يخيل إلى من يستمع إلى الخطاب السياسي أنه في سوق أم دفسو، او سوق اللفة او جاكسون، حيث )الفوضى والهرجلة من اصحاب الورقة والنمرة وشمطة الركاب والنفر بي كم(. نجاح العصيان رأيناه مقدما في تجمع المهنيين وفي اتحاد الاحزاب المعارضة ودعوتها لقواعدها بالانخراط فيه، وإستنفار كافة فئات المجتمع واسماع صوتهم، ورفع من الروح المعنوية للشعب السوداني بعد حالة الإحباط التي كانت سائدة، والتي بدورها استبدلت الخوف واليأس إلى التأهب والاستنفار، وانتهاج السلمية بديلا للعنف الذي تمارسه أجهزة الدولة ومليشيات النظام. من وجهة نظري الشخصية ونظر الكثير جدا من السودانيين، سينجح العصيان بعد أن أرسل الثوار رسالة العصيان الحقيقية للعالم بعدم قبول الشعب السوداني لوجود هذا النظام لأكثر من 30 عاما، وممارساته القمعية التي بثتها مرارا القنوات ووكالات الانباء العالمية. نجاح العصيان سادتي ستتحدث عنه خزينة الدولة العامة وهي تشكو قلة الوارد فيها من رسوم وجبايات بعد عزوف المواطنين عن إجراءات معاملاتهم الرسمية تلبية لنداء العصيان. ومقابلها، على مسؤولي الدولة فيما تبقى لهم من زمن على كراسي السلطة أن يجيبوا على تساؤلات الشارع، كم خرج من خزينة الدولة من أموال لمجابهة حالة الرفض العامة وقتل الابرياء؟وماهي الجهة التي تتحمل مسؤولية الدماء الغزيرة التي سالت من الابرياء سواء أكان من القوات النظامية أو مليشيا النظام؟. ولنجاح العصيان لابد من عدم التركيز من قبل المهنيين مع رسائل النظام وتهديداته للمواطنين حال الإستجابة لدعوات العصيان، وفرض عقوبات حال غيابهم عن العمل. فقط يتوجب علي دعاة العصيان تقييم تجربتي العصيان الاولي والثانية اولا، تمهيدا لإنجاح الخطوة القادمة واستغلال حالة الذعر والهلع للنظام ومنسوبيه وممارسة المزيد من الضغوط علي النظام الذي ثبت ان كمية الثقوب والثغرات التى سيدخل منها العصاة اسهل طريق لإسقاط النظام بشكل سلمي جدا وبدون إراقة دماء. . الجريدة
موقع ودالعكلي الشيخ حسن
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع