موقع ودالعكلي

عناوين الصحف والأخباروالاعمدة

حاطب. ليل

د. عبد اللطيف البوني لصوت المفقود!
(1)
لا بُدّ من أن نبدأ بالتّرحُّم على الأرواح التي صعدت الى بارئها، سائلين الله تعالى لها الفردوس الأعلى مع الصديقين والأبرار.. وكل المطلوب الآن التّعرُّف على من أزهقها لأنّه ليس من الشرع أو العقل تقييد قضية القتل ضد مجهولٍ، فدم الإنسان لا يروح هدراً في الشرع الإسلامي (تذكّروا مبدأ القسامة)، ثُمّ ثانياً إذا تمّ التساهل في هذا الأمر، فإنّ ذلك يفتح الطريق لمزيدٍ من القتل، فالمجازر والإبادات الجماعيّة تبدأ بالتطبيع مع موت الأفراد، فلسد الذرائع أمام الموت الجماعي لا بُدّ من مُحاسبة قاتلي الأفراد!
نَعم الحكومة كوّنت لجنة لتقصي الحَقائق حَول هذا الأمر، ولكن المُعارضين لها أعلنوا عدم ثقتهم في هذه اللجنة، فهنا لا بُدّ من أن يظهر أهل الدم ليفوِّضوا من يطمئنوا له ويثقوا فيه وهذا حَقٌ أَصيلٌ لهم، ثم بعد ذلك يُوضع الأمر في الإطار العام، فالقضية قضية قومية دُون شَكٍ. 
(2)
مَضَى شَهرٌ من هذا الحراك، الذي بدأ بهبة شعبية في عطبرة والقضارف تَسيّدها العُنف، فالتخريب كان واضحاً والقتل كان كبيراً، ثُمّ تَغيّرت طريقة التّعبير وجنحت نحو السّلمية، وهنا يظهرالتّنظيم وأهميته ورغم ذلك أُزهقت بعض الأرواح!
ولكن على العُمُوم مازال الوضع في مرحلة التّرقُّب والحَذر ولم ينحدر بعد الى المرحلة الخطرة، بعبارة أخرى مازال لون الإشارة أصفر ولكن يُمكن أن ينتقل إلى الأحمر, وعلى حسب المُعلن سوف تستمر التّظاهرات في هذا الأسبوع ومن جانب الحكومة سوف تستمر مُكافحة التّظاهرات، ولكن من غير المعروف عمّا إذا كان هذا الأسبوع سوف يمضي كسابقيه أو يطرأ فيه حادثٌ ينقل المشهد الى مرحلة ثانية.. ولكن حتى ولو مضى هذا الأسبوع كسابقيه، فإنّه لا يُمكن أن يستمر الوضع هكذا الى ما لا نهاية، فالفورة لن تكون ألف ولو ادعى أيِّ طرفٍ من الأطراف أنه يُريدها ألفاً، فالشغلانة هنا أمن ومعاش وليست ترفاً زائداً! 
(3)
الآن العفوية هي الطابع للحراك، والقُدرات الذاتيّة هي التي تُسيِّر الأمور، ولكن كما يقولون في كرة القدم إنّ الشوط الثاني هو شوط المُدرِّبين، فالخوف كل الخوف أن يُطبِّق هؤلاء المُدرِّبون نظريات شمسونية ويهدمون المعبد فوق رؤوس الجميع فنظرية (يا غرق يا جيت حازمة) وليدة تجربة بشرية مُمتدة، فكل الذي نتمنّاه أن يظهر صوت عقل من تراب هذه البلاد ويقود الناس الى ما يحفظ البلاد والعباد.
وليعلم الشباب الثائر أنّهم قد أوصلوا صوتهم بكل وضوحٍ، لا بل حرّكوا شعبهم الى سُقُوف عُليا، ولتعلم الحكومة أنّ الذي حدث لم يكن بفعل فاعلٍ من الخارج، إنّما صُنع في السُّودان، ولكن ليعلم الجميع أنّ الذي يضرب ضربة البداية قد لا يتحكّم في النهاية، فالإقليم حولنا يَمُور بالأوجاع والأطماع والعالم حوله يمور بشياطين الإنس والجن، وإنّ بلادنا هذه ليس لها وجيع سوانا.. عليه لا بُدّ من أن يظهر صوت عقل من تراب هذه البلاد، هذا التراب الطيِّب المعطاء الذي لم نلتفت الى أهميته الى ان كدنا نصل طور التهلكة، فاللهم أحفظ السُّودان وأهل السُّودان. 
لنا عودة إلى حكاية أن بلادنا ليس لها وجيعٌ سوانا هذه، لا بل هناك من يريدنا (عقارب في زجاجة)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 206 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2019 بواسطة arahma123

موقع ودالعكلي الشيخ حسن

arahma123
عناوين.اعمدة.الصحف.اخبار.كورة.سودانية.عربية.عالمية.ملفات.مختارة.صور.تحميلات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,774