بلا حدود - هنادي الصديق اسلوب مكشوف لا شئ بيدنا فعله اليوم سوى الترحم على أرواح الشهداء الاطهار الذين سقطوا ضحايا مجازر النظام الموتور الذي بات يشرف على سحل شعب أعزل كل همه العيش بحرية وكرامة ويسعى لإيقاف نزيف البلد. تقبل الله شهداء الانتفاضة الشعبية من الطفل أحمد العبيد إلى أكبر شهيد منذ إندلاع أحداث سبتمبر 2013 إلى انتفاضة ديسمبر 2018 مع الشهداء والصالحين والابرار واسكنهم فسيح جناتك وعجل برحيل من عجل برحيلهم من الدنيا، واجعل تضحياتهم وقودا وزادا لإخوتهم الثوار حتى الوصول لتحرير آخر شبر من ارض السودان. وكما هو متوقع في مثل هذه الأحداث، فقد بدأت كتائب النظام الاليكترونية و)جدادها( الاليكتروني الذي يبيض كذبا، في بث منشوراتها السامة عبر الاسافير ودسها في مجموعات التواصل الإجتماعي بغرض إثارة الفتنة والأكاذيب بين الثوار وتخويفهم تارة، ودعواتهم المضللة للتخلي عن شعار الثورة وأحد أسباب نجاحها للآن) سلمية سلمية(، وإحلال العنف مكانها كرد فعل للقتل المجاني الذي تلطخت بدمائه أيادي عسس النظام ومن يقف ورائهم، فقد بدأت الإشاعات بفشل تجمع المهنيين وتحالفاته من مكونات سياسية ممثلة في تحالف نداء السودان وقوى الاجماع الوطني والتجمع الإتحادي المعارض، وإتهامها بفشل الإحتجاجات وتسببها في إهدار دماء شهداء الثورة، وهي الدعوة التي أريد بها باطل، بعد أن شاهد النظام والعالم نجاح الإنتفاضة الشعبية وإكتسابها أرضية جديدة كل يوم أكثر من الذي قبله، بسلميتها وتلقائيتها بعيدا عن المزايدات السياسية التي إعتادها حزب النظام وأحلافه من أحزاب الفكَة. النظام يريد بمثل هذه المنشورات جرَ الإنتفاضة إلى العنف وإراقة الدماء بتحريضه عبر )جداده الاليكتروني البائس( بتسليح المحتجين الثوار وأخذ ثأرهم بأنفسهم ورفع شعار )العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص(، ومهَد لها كبيرهم في إحد مهرجاناته الخطابية مع إندلاع الإحتجاجات. رغم الارواح التي أُزهقت، ورغم الإصابات المتعددة إلا أن الشعب السوداني أوعى وأنضج من أن ينجرف وراء هذه الدعوات السالبة والأساليب المكشوفة، فالسودان ليس كما يتوقع ويتمنى له جهلاء النظام وعملائه، شعبه شعب معلم يجيد إدارة الثورات السلمية بعيدا عن الوصايا و)التحريش(، وما مرَ به من ثورات تم وأدها أكثر من مرة خلال السنوات الماضية مؤكد راكم الخبرات ورفع من رصيده المعرفي بدروب وأدبيات الثورة، وبالتالي ليس من السهل قيادته للمحرقة، فالذي يقوم به الشعب الآن تغيير للأجيال القادمة وتعبيد طريقها برمال الحرية والكرامة حتى تسير فلا تتعب، وبدورها تعبد الطريق لما بعدها. وليتذكر شعبنا الثائر بحب، ان نجاح ثورات تونس ومصر لم يأت من فراغ، بل من مكابدة الوجع والالم والإصرار والعزيمة على النجاح حتى النهاية، ولم يأت ذلك النجاح ولم تكن ثورة بيضاء إلا لكونها رفعت شعارها وطبقته حرفيا، )سلمية سلمية(. لا بد لثوارنا من رفع حالة الوعي لدى الأسر التي تخشي المصير الاسود الذي تبشر به كتائب النظام الدموية، والتأكيد على إقتراب أوان النصر والتغيير، وحتى نصل لذلك يحتاج شعبنا أن يذاكر بعمق أسباب نجاح ثورات التغيير في مصر وتونس واسباب فشل ثورات الربيع الكارثي في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا، ليعي أي الطرق أحب إلى قلبه وأقرب إلى فطرته. الجريدة
موقع ودالعكلي الشيخ حسن
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع