بالمنطق صلاح الدين عووضة كنتور !! *والدافوري معروف طبعاً.. *ودافوري - من غير تعريف بالألف واللام - هو لقب أستاذنا بمرحلة الثانوي.. *كان يدرسنا الجغرافيا العامة...فنحرص على حصته.. *وآخر - لقبه كنتور- كان يدرسنا جغرافية طبقات الأرض...فكنا نتثاقل عن حصته.. *والسبب ؛ توافر (الروح) لدى الأول...وانعدامها لدى الثاني.. *فدافوري كان ذا روح تعليمية تشع صدقاً...و مرحاً...وألقاً ؛ فتنفخ فينا من روحها.. *وكنتور كان يأتي إلى الفصل بلا روح...فيجيء درسه بلا روح.. *فيخرج كلٌّ منا من الحصة بلا روح.. *وخلال مسيرة حياتي - مذ ذلكم الوقت - صادفت كثيراً من أشباه كنتور هذا.. *سواء في مجال السياسة...أو الثقافة...أو أنشطة المجتمع.. *وفي مجالنا هذا تحديداً - الصحافة - ثمة كتابات لا تُقرأ...من شدة افتقارها للروح.. *ولكني لم أجد (تجمعاً كنتورياً) مثل الذي يضمه الوطني.. *فباستثناء قلة منهم ؛ جميعهم نسخة طبق الأصل من أستاذنا كنتور...شيء عجيب.. *بل هي مصادفة - من مصادفات الكون - أكثر من عجيبة.. *كلهم يتكلمون مثله...ويدفعون إلى النعاس مثله...وتنعدم فيهم (الروح) مثله.. *بالله عليكم هل استمعتم إلى ذاك الكبير منهم يتحدث البارحة؟.. *فرغم أن المقام مقام تأزم شديد - هذه الأيام - فقد كان يتكلم وكأنه (صاحي كالنعسان).. *ووالله لو ظل يتكلم بهذه الطرقة عاماً كاملاً لما أقنع طفلاً.. *دعك من أن يقنع شعباً يُوصف بأنه (معلم)...قياساًإلى عديد الشعوب من حولنا.. *والأعجب في الأمر أن كلامه هذا كان (تبشيراً).. *فقد كان يُبشر الناس - أو هكذا فهمت خلال مغالبتي النعاس - بأن القادم أحلى.. *وهو لا يعلم أن حالة الـ(لا روح) هذه هي أحد أسباب نقمة الناس.. *سيما وأن اليوم الذي كان يبشرهم فيه...شهد المزيد من إراقة دماء أبنائهم.. *وقادة الوطني ما زالوا يتكلمون بالطريقة (الكنتورية) نفسها.. *كلام طويل...ومكرور...وممجوج ؛ لا يدخل القلب بما أنه لا يخرج من القلب.. *المفردات ذاتها...العبارات ذاتها...و(السماجة) ذاتها.. *ثم يقولون أنهم بصدد محاورة شباب التظاهرات ؛ هل بهذه الـ(لا روح) ذاتها؟.. *إن كان لا بد...فليقنعوهم أولاً بأن ثمة (روحاً) جديدة.. *أو بالأحرى (عودة الروح) ؛ فإن تغيرت الأقوال...فثمة بارقة أمل بتغير الأفعال.. *فلا يُعقل أن تكون الأفعال والأقوال كلاهما شيئاً واحداً ثلاثين عاماً.. *كلامٌ أجوف...وفعل يُؤدي إلى الندرة والغلاء.. *بالله عليكم - و أستحلفكم مرة أخرى - استمعوا لحديث الكبير ذاك إن لم تفعلوا.. *وأتحداكم إن كان قد حرك فيكم شيئا.. *بقدر تحريك كنتور للطبشورة !!.
موقع ودالعكلي الشيخ حسن
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع