التعرف على أهم العوامل المؤثرة في إتمام عملية التخمير في الوقت المناسب :
  • و العامل البيئي الأول الذي يؤثر في فترة التخمير هو درجة الحرارة :
تنتج الحرارة عن الطاقة المتولدة بفعل عملية التحلل و نشاط الكائنات الدقيقة و يكون تحلل المواد أسرع عندما تكون درجة الحرارة من 35-60ْم . أما إذا كانت درجة الحرارة أقل من 35ْم ، فإن عملية التحلل تكون بطيئة جدا . . و في فصل الشتاء يفضل تغطية كومة الدبال بطبقة من البلاستك حتى يتم التقليل ما أمكن من الفاقد في درجات الحرارة إضافة لحماية الكومة من الغرق بمياه الأمطار . و في فصل الصيف ، حيث تزخر الكومة بالمخلفات الغنية بالنيتروجين ، يفضل أن تكون الكومة أصغر من المعتاد و أن يبقى التقليب مستمرا حتى يتم التزود بالأوكسجين و تتعرض كل طبقات الكومة للتحلل . و عندما تكون درجة الحرارة أكثر من 60ْم فإن معظم الكائنات الدقيقة لا تستطيع البقاء على قيد الحياة و في حال ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 70ْم يجب المبادرة فورا لإجراء عملية التهوية و تقليب الدبال و ذلك لخفض الحرارة و تلافي الخسارة الكلية لما في الدبال من ميكروبات مفيدة . علاوة على ذلك ، فإن درجة الحرارة الزائدة قد تسبب البدء في عملية كيميائية لتحلل ذاتي و هذا ما يمكن أن يسبب إشعال النار فتحريك الكومة عندما تزيد درجة الحرارة عن 60ْم يمكن أن يبطل عملية الاشتعال .
  • و العامل البيئي الثاني الذي يؤثر في فترة التخمير هو الأكسجين :
الذي يمكن إغناء الكومة به ، خاصة إذا كانت كبيرة الحجم ( حجمها أكثر من 1م3 ) ، عن طريق التقليب للكومة يدويا أو آليا و تسليط مراوح ذات قوة معقولة نحو الكومة أو غرز أنابيب مثقبة في داخل الكومة تسهم في تحسين معدل التبادل الهوائي . و الأكسجين ضروري لتنفس الكائنات الحية الهوائية الموجودة في كومة الدبال وقد تتحمل شح الأكسجين حتى نسبة متدنية ، و لكن إذا قلت نسبته في الكومة عن 10% تصبح الميكروبات السائدة في الكومة لا هوائية تعمل تخمرا لا هوائيا ينتج عنه رائحة كريهة مثل رائحة البيض الفاسد لانبعاث غاز الميثان و سلفات الهيدروجين . أما إذا كانت الكومة بحجم صغير ( 1م3 فأقل ) ، فإنه يكفي تبادل الهواء الطبيعي لإحداث التهوية حيث يصعد الهواء الساخن بفعل عملية التخمر إلى الأعلى لانخفاض ضغطه فيندفع هواء أبرد و غني بالأكسجين ليحل محل الهواء الصاعد الذي يحمل معه غاز ثاني أكسيد الكربون الهام في عملية التمثيل الضوئي . وفي كثير من مشاريع الزراعة المحمية يتم استثمار ما يتولد من غاز ثاني أكسيد الكربون ، أثناء عملية التخمير ، في تسميد المحاصيل المزروعة في البيوت البلاستيكية خاصة التي تظهر استجابة و قفزرات في النمو و الإنتاج إثر ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون في محيط تلك النباتات و خير مثال على ذلك الخس . و يتأثر معدل التبادل الهوائي في الكومة بعوامل عدة أهمها حجم الكومة النهائي و مكونات الكومة ( حجم و نوع الجزيئات المستخدمة في الدبال ) قبل البدء بعملية التخمير التي يجب أن تحقق توازنا ما بين المحتوى المائي و الهوائي في الأجزاء الداخلية من الكومة .
  • أما العامل البيئي الثالث الذي تتأثر به فترة التخمير فهو الرطوبة :
الكائنات الحية النشطة تحتاج إلى بيئة رطبة و لذا فإن المواد الداخلة في عملية تصنيع الدبال يجب أن تحتوي على 40-60% ماء ، فعلى سبيل المثال فإن الأوراق الجافة يتم ترطيبها بشكل جيد بحوالي 30 جالون من الماء لكل م3 منها . عندما تكون البيئةرطبة فإن الماء سوف يملأ الفراغات التي تكون ممر لحركة الهواء و بالتالي يكون هناك وسطا لا هوائيا ، أما في حالة كون البيئة( المواد التي تستخدم في عملية تصنيع الدبال ) جافة فإن عملية التحليل تكون بطيئة جدا . بعض المواد كالحشائش تبدو جافة في ملمسها و لكنها تحتوي على كميات من المياه في خلاياها تتدفق للخارج مع تيبس تلك المواد و هنا يجب تحريك الخليط للحصول على أفضل تجانس في توزيع الرطوبة . و إذا كانت كومة الدبال رطبة جدا يصبح من الضروري خلط الكومة بمواد مجففة مثل الأوراق و قطع الأخشاب و المواد الخشنة التي تساعد في امتصاص جزء من الماء و تصريف الزائد منه إلى الداخل بزيادة معدل المسامية في أجزاء الكومة . إن شكل كومة الدبال له أثر مهم على محتوى الرطوبة فالشكل المقعر يزيد من امتصاص الماء و يساعد على الاحتفاظ بماء المطر و تصبح الكومة مشبعة بالماء و ينتج عن ذلك عمل ميكروبي لا هوائي و بالتالي إطلاق روائح و غازات كريهة كما .من هذا المنطلق ، فإنه يجب أن يكون شكل الكومة محدب ( peak ) و كلمة كومة تدل على شكلها ، و هذا يقلل من تغريقها بالماء . و يمكن استثمار الظروف الماطرة في ترطيب مكونات الكومة بالتحريك و التقليب أو عن طريق رشها بالماء بواسطة خراطيم مياه أو بإدخال أنبوب ماء مثبت عليه محبس يفتح حين الحاجة و بناء على التجربة . و ليست الحموضة بمعزل عن التأثير على فترة التخمير ، خاصة إذا علمنا أن درجة الحموضة المثلى لعمل البكتيريا و الفطريات و هضمها للمواد العضوية بشكل سريع تقع ما بين 5 . 5 و 8 . 5 ph . و تشهد المرحلة الأولى من عملية الهضم هذه إنتاج الأحماض العضوية ( Organic Acids ) مثل Phenolic acids, Sulfonic acids, Carboxylic acids . التي تتسبب في انخفاض قيمة الـ ph و بالتالي تشجيع نمو الطفيليات و تكون اللجنين Lignin و السليولوز . و إذا واصلت قيمة pH انخفاضها و وصلت إلى 4 . 5 فإن ذلك سيعيق إن لم يوقف نشاط الكائنات الدقيقة و يزيد من إطلاق غاز الأمونيا . في مثل هذه الحالة فإن التهوية الجيدة المترافقة مع خلط الدبال بكمية من الحجر الجيري ( Lime ) ستسهم في إعادة درجة الحموضة إلى المدى المقبول . على العكس من ذلك فقد يلجأ إلى خلط محتويات الكومة بمادة الجبس ( Gypsum ) أو الليمون الحامض لخفض رقم الحموضة إلى المدى المطلوب . 

و من شأن المراقبة الحثيثة للكومة ، أثناء عملية التحلل ، أن تسهم فلي الكشف المبكر عن المشكلة قبل تفاقمها . و من أبرز ما تقتضيه المراقبة للكومة ، التأكد من ديمومة الغطاء عليها أيا كان نوعه لمنع تسرب الروائح الكريهة ، و الحيلولة دون فقدان جزء من العناصر الغذائية على شكل غازات متطايرة و حرمان الحشرات خاصة ناقلات الأمراض للناس من الرتوع و التكاثر و بالتالي تفاقم المشاكل الصحية المرافقة لوجود تلك الحشرات . و المراقبة اليومية للحرارة لا تقل أهمية عن التأكد من ديمومة الغطاء ، و آلية تنفيذها تتلخص في أخذ قراءات الحرارة من مناطق مختلفة و على أعماق متفاوتة من الكومة لأنها تعتبر الكاشف الجيد عن أي مشاكل قبل استفحالها . فالانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة مثلا ، يعتبر مؤشرا على زيادة محتوى الرطوبة أو بداية لوجود عمليات لا هوائية تؤدي إلى سير عملية التحلل بشكل غير سليم و إطلاق روائح مزعجة .كما أن وجود محتوى غير مثالي من الرطوبة و نسبة عالية من الكربون إلى النيتروجين يؤدي إلى الفشل في الحصول على درجة حرارة ما بين 50 - 70 درجة مئوية بعد وقت قصير من بدء عملية التحلل الأمر الذي يحول دون الحصول على فعالية جيدة في القضاء على بذور الأعشاب و مسببات الأمراض . هنا يجب القيام بالفحص الفيزيائي الذي يكشف عن سبب المشكلة و يسهل التصدي لها كوجود عمليات لا هوائية و روائح منفرة أو مناطق خضراء أو سوداء لامعة أو مضغوطة بشكل زائد عن الحد المطلوب أو مشبعة بالمياه . و تفحص الرطوبة كل أسبوع مرة علما بأن التهوية الجيدة تمنع من ظهور مثل هذه الظواهر التي قد تتفاقم و تتحول إلى مشكلة مع الإهمال . و للمواد المستخدمة في عمل الكومة كلمتها في تحديد نسبة الكربون إلى النيتروجين ( C : NRatio ) ، بهدف الوصول إلى النسبة الأمثل أو أقرب ما يكون لها و هي 30 : 1 . و هذا يعني أن كل 30 جزء من الكربون يقابلهم جزء واحد من النيتروجين ، و إذا كانت نسبة النيتروجين قليلة فإن الميكروبات لن تصل في نشاطها إلى الحد المطلوب و بالتالي تكون عملية التدبيل بطيئة جدا . على العكس من ذلك ، فإن نسبة النيتروجين المرتفعة تؤدي إلى سرعة في تحلل المواد العضوية و إطلاق غاز الأمونيا برائحته المنفرة . 

و إن المواد التي تحتوي على قيمة عالية من C : N فإنها تتحلل ببطء لوجود السيليولوز و المواد الشمعية صعبة التحلل ، و أما تلك التي تمتلك قيمة منخفضة من C : N فإنها تكون غنية جدا بالمنشطات كوجود مصدر نيتروجيني أو سكري يزيد من معدل النشاط الميكروبي و من عملية التحلل للمخلفات . عموما إن محتوى المواد من الكربون و النيتروجين يمكن الحكم عليه عن طريق المظهر الفيزيائي لها ، فالأغصان الخضراء و النموات الخضرية تحتوي على نسبة عالية من النيتروجين أما النموات البنية الجافة عادة تحتوي على نسبة عالية من الكربون .و الجدول التالي ( جدول رقم 30 ) يوضح نسبة الكربون : النيتروجين في بعض المصادر العضوية التي تدخل في تكوين الكومة .جدول رقم ( 30 ) نسبة الكربون إلى النيتروجين في بعض مواد التدبيل :


مع تحيات 
اكوابونيك آل خوجه
م/ وجيه خوجه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3357 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2016 بواسطة aquaponicwija

عدد زيارات الموقع

25,360