الإجراءات المتخذة للحكم على الدبال بأنه قد وصل إلى مرحلة ما بعد النضج ألا و هي مرحلة الاستقرار التي ليس بعدها تحلل سريع . و في نفس الوقت يطلق مما يحتويه من المواد الغذائية للتربة بشكل مناسب . على أن يكون الدبال ، في الوقت ذاته ، قد تخلص من الإفرازات السامة كالأحماض العضوية. ما يمكن فهمه من ذلك .
عزيزي القارئ ، هو أنه ليس كافيا أن يصل الدبال إلى مرحلة النضج ( Maturity ) لما قد يحتويه أنذاك من مركبات مثبطة للنمو و أحماض عضوية سامة للنباتات في مرحلة الباردات ( Phytotoxicity ) . و بالرغم من صعوبة تحديد النضج عن طريق المشاهدة العينية ، إلا هناك مؤشرات للحكم على ذلك بشكل مبدئي و هي : عدم القدرة على تمييز المكونات الأصلية باستثناء بعض قطع الأغصان الكبيرة ، تميز الدبال بوجود تركيب حبيبي و رائحة كراحة التربة تخلو من رائحة الأمونيا و لون بني غامق إلى رمادي و تقلص حجم كومة الدبال إلى ما يقارب نصف حجمها الأصلي . و نتعرف م الجدول رقم 30 ، و الذي سبق ذكره ، على المواد سريعة التخمر و المواد بطيئة التخمر من خلال نسبة الكربون إلى النيتروجين في تلك المواد فكلما زادة النسبة عن 30 : 1 كلما كانت أبطأ في التخمر و العكس بالعكس .
أما المؤشرات على وصول الدبال لمرحلة الاستقرار أو الثبات ( Indicators of Compost Stability ) فهي عديدة : و أولها درجة حرارة الدبال ، إذا زادت درجة حرارة الدبال عن درجة حرارة الهواء المحيط بحوالي 8 درجات مئوية في المناخ المعتدل ، فيعني ذلك أن الدبال لم يصل إلى مرحلة الاستقرار أو الديمومة ( Unstable ) . و ثاني تلك المؤشرات معدل التنفس الذي يعبر عن مدى النشاط البيولوجي للكائنات الحية في الكومة. و يمكن قياس سرعة التنفس عن طريق فحص سولفيتا ( Solvita Test ) لقياس المتصاعد من غاز الأمونيا أو ثاني أوكسيد الكربون . و عندما تكون نسبة الغاز المتصاعد من ثاني أكسيد الكربون أكثر من 5 ملغرام CO2 / غرام دبال / يوم ، فإن ذلك يدل على أن الدبال غير ثابت ( Unstable ) . و ثالث مؤشر على نضج الدبال الثابت هو الفترة الزمنية لحدوث عملية تصنيع الدبال . ففي الظروف الهوائية تصل الفترة المطلوبة لإنتاج دبال ناضج مستقر ( Stable ) إلى ما بين 90 و 120 يوم وقد تمتد إلى ستة شهور من العناية بشتى صورها قبل الاستعمال . و رابع المؤشرات يتعلق بنسبة الكربون : النيتروجين ( C : N Ratio ) ، فمع بداية عملية التخير تكون النسبة في حدود 30 : 1 ، ثم تتناقص تدريجيا مع تحرر النيتروجين و زيادة نسبته إلى أن تصل للمدى ما بين 15 : 1 إلى 10 : 1 و عادة ما تتوقف النسبة عند هذا المدى فيدل ذلك على دخول الدبال في مرحلة الاستقرار.و هناك العديد من الفحوصات العلمية العملية التي تنفذ للتأكد من جاهزية الدبال للاستعمال و منها :
أما وقد أصبح الدبال جاهزا للاستعمال فإنه سيؤول إلى واحدة من الأمور التالية و هي : إما البيع لمزارع أخرى أو التخزين لحين الحاجة أو الاستعمال مباشرة في الأرض العادية أو في إنتاج الأشتال أو في تغطية التربة بطبقة منه أو في أوعية زراعة الفطر أو لتغذية الأسماك . و في حالة ما اتخذ قرار بتخزينه ، فيجب أن يتم ذلك بشكل سليم يقيه خطر الاستنزاف بفعل التعرض للأمطار و التطاير بفعل التعرض للرياح و التآكل بفعل التعرض المباشر لأشعة الشمس . و ليس من بديل عن التغطية بمواد خشنة مثل التبن أو القش صيفا و البلاستك شتاءا ، لمواجهة مثل هذه الحالات . و من البديهي أن نعلم أنه خلال عملية التخزين سوف تكون هناك خسارة لبعض العناصر الغذائية ، و لكي تقلل من هذه الخسارة يمكن زراعة بعض النباتات الزاحفة مثل الكوسا و الخيار و اليقطين على الكومة ، التي من شأنها أن تحدث ظلا يخفف من و طأة أشعة الشمس عليها .
أما إذا توفرت النية لاستخدامه في عملية تسميد التربة مباشرة ، فيجب المبادرة إلى خلط الدبال في التربة بالسرعة الممكنة. ذلك لأن تركه على سطح التربة سيؤدي إلى فقدان كثير من العناصر الغذائية نتيجة تأثير الأمطار أو أشعة الشمس الحارة . و تتم عملية الخلط بتوزيعه ثم نكشه مع التربة الموفرة موضعيا إن كانت المساحات محدودة أو حرث التربة في مرحلة الوفار حتى عمق 10سم مما يؤدي إلى مزجه في هذه الطبقة فتصبح أكثر غنى بالعناصر الغذائية الجاهزة للامتصاص بجذور النباتات منذ حداثة نموها .
مع تحيات
اكوابونيك آل خوجه
م/ وجيه خوجه