النحل

 

الشكل (1)  أ ـ مسكن للنحل ضمن الجدار

 ب ـ  مسكن للنحل ضمن الصخور الطرية

 ج ـ مسكن للنحل ضمن الخشب

الشكل (2) ملكة النحل

الشكل (3) ملكة نحل العسل العذراء مع توابعها

الشكل (4) شغالة النحل

الشكل (5) ذكر النحل

الشكل (6) أعين سداسية ممطوطة مع شمع العسل

الشكل (7) انبثاق شغالات النحل

الشكل (8) إطار من الحضنة المغلقة وحبوب الطلع المكشوفة

الشكل (9) طرد نحل على شجرة تفاح

الشكل (10) المسافة النحلية

الشكل (11) منحل حديث

الشكل (12) منزل نحل متحرك

الشكل (13) أشكال الأساس الشمعي

النحل bees مجموعة من الحشرات ذوات الأجنحة الغشائية التي تتميز بارتباطها المطلق بالأزهار وبمصادر السوائل السكرية والبروتينية. يعيش بعضها انفرادياً في مساكن من الطين تحت الأرض أو في حفر يصنعها ضمن الخشب المهترئ والجدران المفككة أو الصخور الطرية القوام (الشكل1)، ويعيش بعضها الآخر في جماعات متلازمة تتقاسم أفرادها العمل وتبني أقراصها من شمعها المفرز مكشوفة في الطبيعة أو ضمن تجاويف في الصخور والأشجار مثل النوع Apis dorsata أو النحل الضخم. وقد استأنس الإنسان هذه الأنواع من النحل ليتمكن من الحصول على محتويات أقراصها من العسل، وصنع لها صناديق مناسبة ليجعلها قريبة من مكان سكنه.

موقع النحل في المملكة الحيوانية

النحل من فصيلة النحليات Apidae التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة Hymenoptera وتحت رتبة ذات الخصر sub.or. Symphyta، واسم جنسه العلمي Apis، ومن أهم أنواعه النحل الضخم Apis dorsata، النحل الهندي Apis cerana، والنحل العالمي Apis mellifera، والنحل القزم Apis florea ولكل من هذه الأنواع سلالات بيئية منتجة للعسل ومنتشرة في أنحاء العالم. ومن فصائل النحل البري مجموعات غير منتجة للعسل تستعمل في تأبير الأزهار مثل فصيلة Bombinae.

الصفات الشكلية للنحل

النحل مجموعة من الحشرات المتوسطة الحجم تعيش في مجموعات تضم أفراداً مختلفة في صفاتها الشكلية وهي الملكة والشغالة والذكر.

1ـ ملكة النحل the queen : هي أكبر الأفراد حجماً وطولاً بحلقات بطنها (الشكل 2) بسبب تضخم مبايضها، أجنحتها أقصر من حلقات البطن، يبلغ طولها نحو 18ـ 20 مم.

تضع الملكة بيوضها ضمن تجاويف سداسية الأعين، وهي ذات لون زاه بسبب العملية المستمرة للتنظيف من قبل وصيفاتها (الشكل 3). تدافع عن نفسها ضد منافساتها الملكات بأداة لسع غير مسننة تستخدمها أكثر من مرة.

2ـ الشغالة the worker : هي أصغر الأفراد، يبلغ طولها نحو 14ـ 15 مم، تغطي أجنحتها غالبية حلقات بطنها، لها أعين متوسطة الحجم بالنسبة إلى الرأس، قرون استشعارها مرفقية ولها أجزاء فم خرطومية طويلة تمتص بها رحيق الأزهار والماء وتنظف بها الأعين السداسية. تستعمل أرجلها الأربع، الأمامية في تنظيف قرون استشعارها والخلفية منها في تكديس حبوب الطلع (الشكل 4). يبرز من نهاية حلقات البطن أداة لسع (زبان) مسننة الحافة تفقدها حين اللسع منغرسة في جسم الضحية.

الذكرthe drone : له شفع من الأعين المركبة الكبيرة نسبياً وأجنحة غشائية تغطي كل حلقات البطن (الشكل5). يبلغ طول جسمه نحو 16ـ 18مم وقطر جسمه نحو 6مم، أعداده قليلة تخرج من تجاويف سداسية الأعين في موسم التطريد وتنضج جنسياً في مدة 10ـ 12 يوماً ثم تقوم بتلقيح الملكات العذارى. تتخلص منها طائفة النحل في بداية موسم السكون (في فصلي الخريف والشتاء).

حياة النحل ووظائفه

يعيش النحل في تجاويف طبيعية أو صنعية تتناسب مع احتياجاته الآنية والموسمية توفر له الحماية وسهولة التحرك.

يبني نحل العسل بإفراز شغالاته أقراصاً شمعية مؤلفة من التجاويف السداسية القمة وقاع مؤلف من ستة مثلثات تشترك مع ثلاث أعين سداسـية من الجانب الآخر للقرص (الشكل 6). تضع الملكة بيوضها ملتصقة بالقاع وتفقس بعد ثلاثة أيام تخرج من كل منها يرقة عديمة الأرجل يغذيها النحل بإفراز غدي يسمى الغذاء الملكي مدة ثلاثة أيام إضافية، ثم بغذاء محضر من العسل وحبوب الطلع يسمى خبز النحل bee breadحتى اليوم التاسع من عمرها اليرقي. تغطي الشغالات اليرقة الناضجة بغطاء مسامي من مخلوط الشمع وحبوب الطلع. تتحول اليرقة إلى عذراء في مدة أسبوع وتسمى أحياناً الخادرة، وتنبثق بقرض غطائها الهش، ثم تقف على قرص الشمع دقائق تجفف فيها نفسها من سائل الانسلاخ الأخير (الشكل 7)، وتبدأ العمل اليدوي داخل الخلية من تنظيف وتهوية ونقل موضعي لمواد الخلية (ماء ـ رحيق ـ حبوب طلع ـ عكبر) كما تشارك في تحضير خبز النحل وبناء القرص الشمعي.

تبدأ الشغالة بعد اليوم السادس من عمرها بإفراز الغذاء الملكي لتسهم في تغذية الملكة والحضنة الصغيرة والذكور في موسم التلقيح. تنضج غدد الشمع بعد اليوم الثاني عشر، تعجن الشغالة هذه القشور بفكوكها وبإفراز ألدهيدات مطرية للشمع ثم تتشابك أرجلها مع مثيلاتها لتصنع خطاً شاقولياً يجعل بناء قرص الشمع رأسياً من دون أخطاء.

يُطلق على مجمل هذه الأعمال تقسيم العمل، وهذا ما يميز النحل الاجتماعي من النحل الانفرادي أو المتجمّع. وتسمى مجموعة الشغالات القائمة بالأعمال الداخلية شغالات المنزل house bees.

تبدأ النحلة بعد يومها الثامن عشر بالخروج من المنحلة لجمع الرحيق وحبوب الطلع والماء والعكبر في رحلات منفردة، فتجمع في معدة العسل رحيق الأزهار وعلى أرجلها الخلفية حبوب الطلع والعكبر، وتجمع أيضاً في معدة العسل ـ برحلات خاصة ـ الماء اللازم لتكييف الخلية، وذلك في دائرة نصف قطرها يراوح بين 8 ـ 15 كم حسب السلالات البيئية.

تجمع الشغالة في الرحلة الواحدة نحو 20ـ 40 ملغ من الرحيق حسب طول فترة الطيران و15 ملغ من حبوب الطلع ومثلها من العكبر propolis.

تنضج شغالات المنزل الرحيق المسكوب في الأعين السداسية من قبل شغالات الحقل وذلك إلى حين بلوغ تركيز سكرياته بدءاً من20ـ 30% إلى نحو 85%، ثم تختمه بغلاف من الشمع الصافي لعزله عن الجو الخارجي، أما حبوب الطلع فتُكبس بأرجل الشغالة ضمن أعين منفصلة وتبقى من دون غطاء (الشكل 8).

تعيش النحلة الشغالة حياة ملأى بالعمل مدة ثلاثة أشهر في موسم النشاط ويصل عمرها إلى نحو 6ـ 7 أشهر في موسم السكون (في فصلي الخريف والشتاء)، كما تتفاهم فيما بينها بإشارات خاصة أُطلق عليها «لغة النحل»، شغلت الباحثين وجعلتهم يكتشفون أن شغالات النحل الاجتماعي القادمة من الحقل تعطي إشارات دقيقة تحدد أماكن توافر الغذاء وبقية المواد التي تجمعها.

يتكاثر النحل بشكل طرود تخرج من الخلية في موسم الدفء وتستقر على الأشجار مدة قصيرة (الشكل 9)، ثم تختار مكاناً جديداً لبناء أقراصها (الشكل 10). يصاحب الطرد الأول الملكة المسنة والشغالات كبيرة السن، وإذا لم يتوافر له مكان مناسب يبني أقراصه مكشوفة في الطبيعة ثم يغطيها بالشمع والعكبر.

أقسام النحل وسلالاته

 تُصنَّف فصيلة النحل الجامع للعسل في مجموعة من الأنواع المذكورة سابقاً، وينفرد نوع النحل العالمي للعسل Apis mellifera وسلالاته البيئية بالانتشار العالمي ومن أهمها:

النحل السوري Apis mellifera var.syriaca.

النحل القبرصي Apis mellifera var. cyprea.

النحل التركي Apis mellifera var. meda.

كما ينتشر النحل الإيطالي Apis ligustica في الأمريكتين الشمالية والجنوبية وأستراليا والنحل الكرنيولي Apis carnica في يوغسلافيا وأوربا، والنحل القوقازي Apis caucasica في دول الاتحاد الروسي. تتقارب هذه السلالات في صفاتها العامة وتختلف أحياناً ألوانها وبعض الصفات الشكلية حسب البيئة التي تعيش فيها (باردة، دافئة أو مدارية).

طرائق تربية النحل

دجّن الإنسان النحل منذ قديم الزمان للحصول على عسله أو لاستعماله في الدفاع عن القلاع حين هجوم الأعداء، ثم طور طرائق التعامل معه واكتشف بعضاً من أسرار سلوكه ليحصل منه على أكبر قدر ممكن من الفائدة.

1ـ الطرائق القديمة: نقل الإنسان النحل من مناحله الطبيعية القديمة إلى عبوات مختلفة توفر له الحماية والمكان اللازمين لبناء أقراصه الشمعية، فأسكنه في كوارات طينية أو في جذوع أشجار مقطوعة وغيرها، وهذه التربية التقليدية ما زالت مستمرة حتى اليوم.

2ـ الطرائق الحديثة: تشتمل على طريقيتن هما:

ـ التربية المفتوحة: في المشروعات الإنتاجية للنحل صنع الإنسان خلايا بشكل صناديق من الخشب أو اللدائن الغروية توازي في مواصفاتها ومقاييسها ما يحتاج إليه النحل من شروط ضمن مسكنه. وأهم عامل في تصميم هذه الخلايا هو مااكتشفه الباحث لانغستروث Langstrouth وسماه المسافة النحلية bee space، وهي تساوي نحو 0.8 سم، تكفي لمرور نحلتين ظهراً لظهر على القرصين المتقابلين.

تطورت هذه التربية المفتوحة وتعددت أشكال خلاياها، وظلت المسافة النحلية الأساس في التصميم. تتألف خليتها الحديثة ـ مهما تنوع شكلها ـ من حامل يبعدها عن الأرض الزراعية وقاعدة تحت الأقراص، يليها صندوق مفتوح من الأعلى والأسفل لوضع الأقراص عليه، يليه غطاء داخلي وآخر خارجي. ويمكن أن تتألف الخلايا النحلية من مجموعة من الصناديق تسمى العاسلات كلما احتاج الأمر. توضع قريبة من مصادر الرحيق الزهري متلاصقة أو متباعدة حسب اتساع المكان (الشكل 11).

ـ التربية المغلقة: يلجأ بعض النحالين ـ حين عدم توافر الحماية للخلايا أو لتسهيل نقلها من مكان إلى آخر ـ إلى وضعها في منازل ثابتة تتسع لعدد كبير من الخلايا، أو وضعها في مقطورات تنقلها إلى أماكن الرحيق عند اللزوم (الشكل 12).

منتجات النحل وطرائق إعدادها

يعدّ النحل مصدراً وحيداً للعسل[ر] ولمادة العكبر [ر] والغذاء الملكي الذي تسكبه الشغالات ولسائل اللسع ولشمع النحل

الغذاء الملكي royal jelly: تسكبه شغالات النحل الصغيرات السن في بيوت الملكات بنحو 250ـ 350 ملغ يومياً من دون توقف مدة 5ـ 6 أيام، وهو سائل ذو قيمة غذائية عالية يعطي الملكة ميزة الخصوبة العالية والطيران السريع.

يعمد النحّال إلى إدخال كؤوس شمعية أو لدائنية مشابهة للبيوت الملكية، يضع فيها من أقراص الحضنة الحديثة يرقات صغيرة في عمر يومين ثم يضع هذه الكؤوس مقلوبة في خلية نحل قوية بعد استبعاد ملكتها (طائفة يتيمة)، مما يدفع النحل إلى تعويض ملكته فيغذي هذه اليرقات بغزارة. يستطيع المنتج سحب هذه المادة الغذائية الملكية بآلة شفط خاصة إلى وعاء صغير بعد تصفيته، ثم يضعه في البراد أو المجمِّدة إلى حين الاستعمال.

2ـ مادة اللسع: يخرج من أداة لسع شغالة نحل العسل مادة مهيجة تزرقها في جسم أعدائها حين إزعاجها داخل مساكنها أو بالقرب منها. ولهذه المادة أهمية في كشف حساسية الأشخاص للّسع حينما ينوون إنشاء مناحل بغرض الإنتاج الاقتصادي، كما تُستعمل طبياً لمعالجة الروماتيزم وبعض الأمراض العصبية في عيادات العلاج الطبيعي. ولجمع هذه المادة يُجبر النحل على دخول نفق ذي أرضية وبرية (قطعة قماش من الصوف) فتعلق أرجله بها فيتهيج ويلسع فتنزل قطرات اللسع إلى وعاء، ثم يُصفّى الناتج ويُجمع في أوعية صغيرة أو عبوات صغيرة تشبه إبر الأنسولين لاستعمالها طبياً.

3ـ مادة الشمع: هي إفراز طبيعي من غدد الشغالات المتوسطة العمر، تبني بها أقراصها وتربي حضنتها، وتعدّ هذه المادة عالية الجودة. ينصهر شمع النحل في درجة 60 ْ م ويلين في درجة 49 ْ م ويصبح حينئذ غير صالح لوضع الرحيق وتربية الحضنة brood.

يستخلص النحال أساسات الشمع التي ستستعمل في الخلايا الحديثة من أقراص الشمع في الخلايا الطينية القديمة أومن كهوف العسل. توضع هذه الأقراص في جهاز خاص لتعريضها لحرارة الشمس فيذوب الشمع وينزل إلى أوعية خاصة لفصل الشوائب المختلطة به ضمن الجهاز المستعمل، تصنع من هذا الشمع بعد تصفيته ألواح بسماكة ملمتر واحد، أبعادها تساوي الإطار الخشبي، ثم تُطبع عليها أشكال الأعين السداسية داخل مكبس خاص (الشكل 13). تثبت هذه الألواح ضمن الإطارات وتُضاف تدريجياً إلى خلية النحل في موسم الإنتاج ليحولها النحل إلى أعين سداسية يخزن فيها العسل. يوفر وضع كيلو غرام واحد من الأساس الشمعي في الخلية نحو استهلاك 26 كغ من العسل المفرز طبيعياً من غدد الشغالات، ولمعرفة نقاوة هذه الألواح الشمعية فإنها تثبّت على إطارات وتوضع مع طائفة قوية من النحل، وتعدّ نقية وجيدة إذا أقبل النحل على تحويلها إلى عيون سداسية واستعمالها.

إن العناية بطوائف النحل المفيدة برية كانت أم مدجّنة تعطي فوائد كبيرة؛ إذ يُقدّر دخل بعض البلدان المتقدمة من العسل مبلغاً خيالياً بنحو 12ـ 14 مليار دولار في الولايات المتحدة و8 مليار دولار في ألمانيا ومثلها في فرنسا وإيطاليا.

يرتفع هذا الرقم أضعافاً مضاعفة إذا حُسبت زيادة إنتاج المحاصيل بسبب التلقيح الخلطي الذي يقوم به النحل في عقد بذور المحاصيل (البرسيم وغيره)، وكذلك التلقيح الخلطي لأشجار الفاكهة إذ يزيد العقد الزهري بنحو 40% في الحمضيات و30% في اللوزيات والتفاحيات وغيرها، ذا فإن هذه الحشرة المباركة أخذت جلّ اهتمام المؤسسات الحكومية المهتمة بالإنتاج الزراعي والاقتصادي.

أعداء النحل

يهاجم النحلَ عدد من الحيوانات الأرضية مثل الفئران التي يمكن أن تعشش داخل خلايا الطوائف الضعيفة وتتغذى على أقراص شمعها ومحتوياتها المختلفة (عسل ـ حبوب طلع ـ حضنة). كما يتسلل النمل إلى الخلايا ويتغذى بعسلها أو يمضي الشتاء في دفء نحلها بين الغطائين الداخلي والخارجي ثم يغادرها في الربيع. ومن الأعداء الخارجية طير الشحرور والورور والعصفور الدوري التي تلاحق النحل وملكاته وتتغذى بها. وللسحالي دور كبير في إخافة النحل ومنعه من الخروج بسبب وقوفها بجانب مدخل الخلية والتغذي بأفرادها. ومن أهم الأعداء الأخرى للنحل:

1ـ مفصليات الأرجل:

ـ الدبور Vespa sp. تهاجم حشراته الكبيرة (2.5 سم) أفراد النحل من دون تمييز وتفترسها، وحينما تضعف الطائفة فإنه يهاجم أجوافها ويقضي عليها بخطة محكمة تشبه الكر والفر.

ـ فراشة الشمع الكبرى Galleria mellonella والصغرى Achroia grisella تدخل هذه الفراشات ليلاً إلى الخلايا وتضع بيوضها على قمم الأقراص، تتغذى اليرقات الصغيرة (4مم) بقواعد الأعين السداسية متلفة الأقراص ومسببة أضراراً جسيمة لليرقات (الحضنة)، وبعد انسلاخها الأول تبدأ بنسج خيوط حريرية بين الأقراص لتحمي نفسها من لسع النحل مما يعطل حركة النحل ويسبب هروبه القسري من المسكن.

تعددت أسباب المكافحة ومن أحسنها رش أقراص الشمع قبل إدخالها بمادة تحوي على معلق جراثيم بكتريا Bacillus thuringiensis التي تسبب موت ديدان فراشة الشمع حينما تتغذى على الأساس الشمعي المعالج.

ـ خنفساء النحل الصغيرة Aethina tumida تدخل خلايا النحل وتتكاثر بوضع بيوضها في أعين الحضنة، كما تتغذى بالعسل وحبوب الطلع، وقد تقدم لها الشغالات بعضاً من الغذاء الملكي نتيجة لإلحاحها. وهي لا تتأثر بلسع النحل ويمكن أن تسبب ضرراً كبيراً لطوائفه.

ـ قرّاد النحل Varroa jacobsoni وهو من المفصليات الثمانيات الأرجل ومن فصيلة القرّاديات Varoidae. ينتقل إلى الخلايا السليمة بوساطة الذكور الشاردة المصابة أو بوساطة أقراص الحضنة الداعمة للخلايا الضعيفة.

تدخل الأنثى الملقحة إلى نخاريب النحل قبل إغلاقها على الحضنة وتضع بيوضها الست حول اليرقة السيئة الحظ، فتقوم الحوريات الفاقسة بامتصاص سائل جسم اليرقة (الدم) وتضعفها ثم تخرج مع أفراد الطائفة عند انبثاقها وتكون الأخيرة هزيلة قصيرة الأجنحة.

يمكن تعداد بعض الآفات الأقل أهمية مثل حلم القصبات Acarabus woodi الذي يتكاثر في قصبات النحل ويسبب اختناقه بنقص الأكسجين، وتستعمل في مكافحته مبيدات العناكب الغازية التأثير مثل Folbex.

2ـ أمراض النحل: أهمها الحضنة الأمريكية American foulbrood يسببها جرثوم عصوي Bacillus larvae يؤدي إلى موت اليرقات داخل مراقدها. بصدور روائح منفرة، وتصير اليرقات متحللة لزجة القوام وتلتصق بقاع مرقدها مما يؤدي إلى هلاك الطائفة.

يحمي النحّال النحل من الإصابة بهذا المرض بعدم وضع نحله في مناطق مصابة ويقدم له الغذاء والماء من مصادر موثوقة. ويقدم للطوائف المصابة محلولاً سكرياً مخلوطاً بمضاد حيوي لوقف انتشار المرض، وغالباً ما تُحرق الخلايا المصابة لمنع انتشار الجرثوم.

تكلّس الحضنة: يسببه الفطر Ascosphera apis، ويعالج بمبيد فطري جهازي، وبإبعاد خلايا النحل عن مصادر الرطوبة العالية.

3ـ الأمراض البيئية:

ـ الإسهالات: تصيب النحل شتاء إسهالات مختلفة ناتجة من جراثيم نوزيما أو بروتوزوا، وتعالج بتدفئة النحل وإضافة مضادات حيوية إلى غذائه.

ـ التسمم بالمبيدات الزراعية: يموت النحل بملامسته للنباتات المعاملة بها ويعود إلى خلاياه إن استطاع ليموت بشكل كومة أمام باب الخلية، كما ينقل تأثير المبيد إلى شغالات الخلية فيسبب موتها بالتلامس.

محمد عادل فتيح

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد عادل الفتيح، تربية الحشرات النافعة (مطبوعات جامعة دمشق، 1994).

ـ علي المصري، مملكة نحل العسل ومنتجاتها والأمراض التي تصيبها ومعالجتها والوقاية منها (دار الكتاب العربي، 1986).

ـ دارم عزت طباع، أمراض النحل وآفاته (دار المعارف، حمص 1991).

ـ عبد اللطيف محمد عباس وأبو النجا وأحمد محمد، علم النحل ومنتجاته (دار المطبوعات الجديدة، الإسكندرية 1974).

ـ آلان كاياس، الدليل العلمي لمنتجي غذاء ملكة نحل العسل (ترجمة دار طلاس، دمشق 1986).

ـ R. CHAUVIN, Traité de biologie de l’ abeille. I, II, III, IV, V (Masson et Cie. Paris 1968).

ـ C.D. MICHENER, The Social Behaviour of Bees (Harvard University Press, Cambridge 1974).

ـ L. BAILLEY, Honey Bee Pathology (Academic Press Inc., London 1981).

ـ C.C. DADANT, The Hive and the Honey Bee. (Hamilton, Illinois 1992).

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1083 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2011 بواسطة apiculteur

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

67,492