رابطة شعراء البادية

منبر الشعراء و الأدباء والمثقفين من المحيط إلى الخليج



مخاطر الحبّ.

*******
هل تـنْفعُ الصَّبَّ في الدّنيا تجاربُهُ
 أمْ أنَّ كلَّ هوًى تؤذِي عقاربُهُ
إنّ الهوى يصْعق ُ الوجدانَ في وتَرٍ
 يُـلْـغِي سوابقَ ألْحانٍ تُجاذبُهُ
ما قلْتُ فلسفةً في الحبِّ تسْكنُني
 بل كلّ بيْتٍ له حِكْرًا جوانبُهُ
فالحبّ كالبيْت في جدْرانه أُسُسٌ
 تبْنى عليها وسقْفٌ وهو حاجبُهُ
للباب حرْمتُه لاتقْتضي أبدًا
 أنْ يدْخلَ الغيْرُ مالمْ يرْضَ صاحبُهُ
للبيْتِ أهْلٌ وحرّاسٌ و مفخَرةٌ
 كذلك الحبّ فالمُعْنى يراقبُهُ
لاشكّ أنّ الهوى في أصْله ولَعٌ
 هل يرْتضِي وَلِـعٌ يوْمًا نشاغِبُهُ؟
والصبُّ من غـيرةٍ شبّهْتُـه أسدًا
 يحمي العرينُ وما كلّتْ مخالبُهُ
حوّاءُ إنْ عشقتْ لاتبْـتَغي بدَلاً
 كلَّ العِدَاءِ بلا شكٍّ تُـناصِبُه
والشكُّّ إن طافَ بالأهْواءِ خرّبَها
 وسواسُ ابْليسَ لا تزْهُو عواقبُهُ
والعذلْ في الحبِّ مثْل السمِّ في طبقٍ
 يرْدي وشاعتْ على الدنيا مصائِـبُهُ
يا داخلاً في خضَمِّ الحبِّ منْدفعًا
 كنْ نابِـهًا فعسَى تُـؤْذَى مراكبُهُ
اُبْعُدْ عن القالِ فالأفواهُ ناقِلةٌ
 لاتسْمعِ القِيلَ قدْ يُـرْديكَ صائبُهُ
وَابْعُدُ عن الفخْرِ فالحُسّادُ قدْ كثُروا
 والحقْدُ شوكٌ ولا تُجْدِي مذاهِبُهُ
لاتحْسبنَّ الهوى وصْلاً وأغْنيةً
 فالحبُّ كالدّهْرِ قد تطْفُو نوائبُهُ
منْها النّوَى إنْ أتَى تَـبًّا لِمِحْنَـتِهِ
 يؤذيكَ سهْدًا ولا تَـنْأَى متاعِـبُهُ
والشّوْقُ للصبِّ كالنّيرانِ في حطبٍ
 إنْ هبَّ ريحٌ بدتْ تَـوًّا لواهِـبُهُ
والهجْرُ كالبَـيْـنِ نِـيـرَانٌ مؤجّجةٌ
 إن غابَ بيْنٌ أتى الهجرانُ نائبُهُ
لكنّما الحبُّ فرْدوْسٌ لفارِسِهِ
 فيه القطوفُ ولا يهْـتمُّ راكبُهُ
بلْ إنَّ في الحبِّ أخلاقٌ ومدرسةٌ
 كالعلْمِ بالكدِّ لا يُرتَـجُّ طالبُهُ
كنْ في هواكَ نَبـيلاً تلْقَ مفْخرةً
 فالنُـّبْلُ كالشّعرِ لايرْتدُّ كاتِـبُهُ
كنْ في الهَوَى حذِرًا لاترتكبْ خطَـأً
 تلقَ السّعادَاتِ كنْـزًا انتَ راغبُهُ.
********

الحضري محمودي 2017 /3/5

المصدر: رابطة شعراء البادية..مخاطر الحبّ...للشاعر المبدع/الحضري محمودي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2017 بواسطة annoman123

عدد زيارات الموقع

36,769