رابطة شعراء البادية

منبر الشعراء و الأدباء والمثقفين من المحيط إلى الخليج


نافذة على شواعر العرب

*******
تزخر كتب التراث بأشعار عدد كبير من شواعر العرب المجيدات .. و لا أدري لمذا أغفل التاريخ العديد منهن بالرغم من جودة أشعارهن .. الا ما تناثر هنا و هناك من هذه الكتب .. و ربما ضاع الكثير من أشعارهن كما حدث لكثير من اشعار العرب , و لم نكد نعرف عنهن الا القليل من حياتهن و ترجمتها .. و سألقي بعض الضوء عن هؤلاء .. و هو ما تيسر لدي من أخبارهن و ما تونفر من أشعارهن .
الشاعرة الأولى
ابنة حذاق السهمي
شاعرة جاهلية مجهولة تاريخي الولادة و الوفاة
أصلها من اليمامة .. جرى قتال قتل فيه والدها و ابن مطرف ، فقالت في ذلك شعرا ، ذاكرة اسم القاتل دوس .. و معزية نفسها ببقاء أبطال مثل حوشب و ابن الجسر .
تقول في ذلك :
أعينيَّ جودا بالدموع على الصدر ... على الفارس المقتول في الجبل الوعر
 فان يقتلوا حذافا و ابني مطرّف ... فان لدينا حوشبا و أبا الجسر
تبصرت فتيان اليمامة هل أرى ... حذاقا و عيني كالحجارة من قطر
فمن لعم العا و الضجيج و مصمت ... و قبل حذاق لم تزل عالي الذكر  (*)
تعاوره أسياف قوم تعوّدوا ... قراع الكماة .. لا خنوسٍٍ و لا ضُجرِ
 فيا لهفي ألا تكون لقيتهم ... بصحراء لا ضيق المكـــرِّ و لا وعر
فلو كان لي ملك اليمامة سوّمت ... فوارس يسبون العذارى من شكر 
 فان لم أنل من دوس ثأري بفتية ... مصاليت لم يكسرهم حدث الدهر
فان قريشا كان مقتل حاذق ... بأيديهم فاطلب به قاتل الحجر 
 ففي قتلهم مثل الذي نال من حظي ... بقتل حذاق في العلاء و في الذكر
.......
الشاعرة الثانية
ابنة حكيم بن عمرو العبدية
شاعرة جاهلية .. لا يعرف تاريخ ولادتها أووفاتها . 
 قتل أبوها فرثته مطالبة قومه بأخذ الثأر من قتلته .
تقول :
أيرجو ربيع أن يؤوب و قد ثوى ... حكيم و أمسى شلوه بمطبق
 فان كنتم قوما كراما فعجلوا ... له جرأة منى بأسكم ذات مصدق
فان لم تنالوا نيلكم بسيوفكم ... فكونوا نساء في الملاء المخلّق 
 و قولوا ربيع ربكم فاسجدوا له ... فما أنتم الا كمعزى الحبلّق
......
 الشاعرة الثالثة
ابنة لبيد بن ربيعة العامري
شاعرة اسلامية ابنة لبيد بن ربيعة .. أبي عقيل
لا يعرف تاريخ لولادتها أو وفاتها . 
 لها شعر في الرد على الوليد بن عقبة ، عندما طلب منها و الدها أن ترد على رسالته له التي يقول فيها شعرا . و ذلك أن لبيدا امتنع عن قول الشعر بعد اسلامه - و الذي أصبح أحد صحابة رسول الله بعد اسلامه - كان من أجواد العرب ، و كان قد آل في الجاهلية أن لا تهب الصبا الا أطعم ، و كانت له جفنتان يغدو بهما و يروج في كل يوم على مسجد قومه فيطعمهم ، فهبت الصبا يوما و الوليد بن عقبة على الكوفة ، فصعد الوليد المنبر و خطب في الناس ثم قال :
 انى أخاكم لبيد بن ربيعة ، قد نذر في الجاهلية أن لا تهب الصبا الا أطعم ، و هذا يوم من أيامه ، و قد هبت صبا فأعينوه ، و أنا أول من فعل ، ثم نزل عن المنبر فأرسل له مائة بكرة و كتب اله بأبيات .. يقول فيها :
أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... اذاى هبت رياح أبي عقيل
 أشم الأنف أصيد عامري ... طويل الباع كالسيف الصقيل
و في ابن الجعفري بحلقتيه ... على العلات و المال القليل 
 بنحر الكوم اذ سحبت عليه ... ذيول صبا تجاوز بالأصيل
فقالت ردا عليه بناء لأمر من والدها لبيد :
اذا هبت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا
 أشم الأنف أصيد عبشميا ... أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركبا ... عليها من بني حام قعودا
 أبا وهب جزاك الله خيرا ... نحرناها و أطعمنا الثريدا
فعد ان الكريم له معاد ... و ظني يا ابن أروى أن نعودا

....
 خالد ع . خبازة

(*) – هكذا وردت في المرجع


المصدر: رابطة شعراء البادية ..نافذة على شواعر العرب..للأديب/ خالد ع . خبازة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 72 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2017 بواسطة annoman123

عدد زيارات الموقع

36,797