جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سجّلْ
لكلِّ القادمينَ
غداً
على صهواتِ خيلِ
القهرِ
يا تاريخُ
سجّلْ
لإجيالٍ ستأتي
خلفَ هذا الليلِ
منهكةَ القوى
معصوبةَ العينينِ
يا تاريخُ
سجّلْ
بحبرِ القهرِ
تنزفهُ صخورُ الأرضِ
من أجسادِ من قتلوا
زهوراً
كلها حمراءَ
تروي قصةُ الوحشِ
الذي بذنوبهِ
أثقلْ
إذاً سجّلْ
على الأحجارِ
والأشجارِ
والألمِ المخزّنِ
في ترابِ الأرضِ
يا تاريخنا الممهورَ
بالأحزانِ
يا جرحاً سينزفُ
حتّى يومَ الحشرِ
كالأنهارِ
من ألامنا
سجّلْ
ولو يوماً غفى
في سرهِ التاريخَ
نحن سنوقظُ التاريخَ
نخبرهُ بأنَ القهرَ لا يُنسى
وأن ذئابهمْ جاءت
من الشرقِ الخبيثِ
بحقدها الوحشيّ
عاريةَ الخطى
والنابِ والموئلْ
لقد داسوا
على سجّادِ مسجدنا
بأحذيةِ الخرافةِ
والضّلالِ
وأحرقوا المنزلْ
نعمْ
سجّلْ
وقاموا باقترافِ الإثمِ
بالأحجارِ
والأشجارِ
مثل بهائمِ الغاباتِ
في تاريخها الموغلْ
وباسم الههمْ
ذبحوا جميع نساءِ
قريتنا
وأطفالاً
بلونِ الصبحِ
لا تدريْ ولا تعقلْ
نعمْ
سجّلْ
هنى
كانت
حدائقنا
وكانت بعضُ أشجارٍ
تمدّ أكُفها
كغمامةِ خضراءَ
تبسطُ ظلّها
كالنورِ فيئاً
كي تظللنا
لقد رحلتْ
قُبَيلَ رحيلنا
أو عندما ذابت
قصائدنا
ولم يبقَ سوى جذرٍ
يدلّ على تجذّرنا
نعم سجّلْ
وتحت ركام تلكَ
التبّةِ البلهاءَ
كانت تُنَضجُ الألامَ
أمٌّ
تشبهُ العذراءَ
كانت تصنعُ الأحلامَ
مثلَ الخبزِ
كي تقري بها
أطفالها
في ليلةٍ عجفاءَ
تستجدي
محاجُرها
تصبّرهم
وقالتْ
أيها التاريخُ
في صفحاتكَ السوداءَ
سجّلْ
لقد جاؤوا من المشرقْ
من الجهةِ التي عنها
أشار رسولُ ربّ المشرقينِ
وقال منها يخرجُ الشيطانُ
في طغيانهِ المُحرقْ
من المشرقْ
نعم جاؤوا وقد جلبوا لنا الطغيانَ
من طهرانَ
من أحقادِ نارٍ
عمرها ألفانِ عامْ
وأوقدها وأضرمَ حقدها
من حقدها
خازنْ
وأعمل سحرها
حا خامْ
*****
أنا لا استطيع البوحَ
لكن ربما لا استطيعُ
الصمتَ
في زمنٍ
جميعُ زمانهِ مخجلْ
إذن
سجّلْ
لأن هناك طفلٌ
سوف يأتي
في زمانٍ آخرٍ
يأتي من الأحلامِ
يسألُ أمَّهُ
أميّ
هل الآتي من الشرقِ الظلومِ
بطبعهِ وحشٌ
ويأكل كل طفلٍ
في بلادِ المسلمينَ
لأنه مسلمْ
بقلمي
أبو شيماء الحمصي
َ
المصدر: أبو شيماء الحمصي
َ