قد يكون العنوان صادماً للكثيرين و لكنها مع الأسف الحقيقة المريرة التى نعتذر عن صدم القارئ بها فقد إعتدنا خلال هذا الشهر الكريم لهذا العام نشر مقالات عن مظاهر الإحتفال بشهر رمضان المبارك و التى كان أغلبها يرجع للعصر الفاطمى توارثناها عبر الأجيال و كذلك الشخصيات التى إرتبطت بهذا الشهر الكريم و كان أشهرهم الشيخ محمد رفعت و الشيخ النقشبندى .

لكن فى الأعوام الاخيرة وجدنا مظهر جديد من مظاهر شهر رمضان لم نرثة من العصر الفاطمى حينما كانت الدولة الإسلامية تتسع من الحجاز حتى بلاد الشام و من مصر إلى تونس و مراكش حتى وصل الإسلام إلى صقلية فلم يكن عصر قوة عسكرية فقط و رجال حملوا راية الإسلام بالحق كجوهر الصقلى بل كان عصر العلوم و الفنون بعدما كان هناك إهتمام بالغ بالترجمة من اللغات الأجنبية و إليها ففى العصر الفاطمى كانت المساجد محراب للعلم و فى العصر الفاطمى نشأ الأزهر و فى العصر الفاطمى أنشئ دار الحكمة الذى يجمع كل العلماء تحت لواءه و مكتبة دار العلم التى أتيح للناس فيها إستعارة الكتب و كانت تشمل جميع مؤلفات دار الحكمة .

أما لو تحدثنا عن رجال هذا العصر فمن ينسى الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان و من ينسى الشاعر بن هانى و من ينسى الأصفهانى و من ينسى عالم الرياضيات إبن الهيثم و الطبيب أبو الحسن بن رضوان

فى العصر الفاطمى بدأت صناعة الكرستال النقى و الزجاج الملون حتى فى فنون الطهى فقد ثبت أن أشهر حلويات رمضان موروث من العصر الفاطمى .

و هكذا أصبح المسلمين القلائل فى حقبة زمنية بسيطة دولة تتسع و تزدهر علماً و رقياً تسير تلهث و رائها الأمم أما نحن اليوم فها نحن فى أذيال الأمم و الجهل و الفقر و المرض و التشتت يمزقون جسد المسلمين إرباً و إسرائيل و أمريكا ترتعان فى ربوع الدول العربية هدماً و تقسيماً .

و هكذا الحال و هكذا رمضان فى السنوات الأخيرة نرى فيه قتل الجنود المصريين فى خدمتهم صائمين و مع تكرار المشهد كل عام بات و كأنه أحد مظاهر الإحتفال لدى بعض من يدعون الإنتماء لهذا الدين و المتحدثين بإسمه و المحافظين عليه ليقتلوا الدم المسلم و يهبو للغرب مكاسب ما كانو ليحلموا بها فهكذا كان يفعل بن لادن فلم نجد مستفيد من ضرب برجي التجارة إلا لتنفيذ المخطط الأمريكى لتفتيت الشرق الأوسط بدعوى الحرب ضد الإرهاب و هكذا إدعو وجود أسلحة نووية فى العراق فلم نجد النووى و لكن وجدنا إستباحة الدم و العرض المسلم ووجدنا تفتيت العراق و لم يكتفو بهذا بل أطلت علينا دمية تسمى داعش خيوطها فى يد أمريكا و إسرائيل

فمن يعبث بقبور الانبياء إلا قتلة الأنبياء  و من يفرح بقتل المسلم إلا عدوه و هكذا العبث فى الأراضى المصرية فمن يفرح بقتل الجندى المصرى صائماً فى رمضان بعدما قاتل صائماً فى إكتوبر إلا من ينتقم من جيش مصر لهزيمته له فى رمضان

و حاش و كلا أن نقول الفاعل مجهول بل هو معلوم و الأحداث تدل على الجانى حتى و إن كان بأيدى عربية كافرة تدعى كذباً الإسلام لتعلن للعالم كافة و تقول صدقتم لقد إنتشر الإسلام بحد السيف و الإرهاب و ما كان محمد إلا إرهابياً و هكذا ينسى العالم أمام بشاعة الجريمة العلماء و الفنانيين العرب و أئمة المذاهب الاربعة و ملوك كانوا يقولون للسحابة أمطري حيث شئت , فسوف ياتيني خراجك من ربوع الدولة الاسلامية من مشرقها إلى مغربها

عزيزى القارئ هذا أخر مقال عن مظاهر الإحتفال بشهر رمضان الكريم قبيل أيام من العيد و بكل الأسى و الحزن و المرارة نقول لكم كل عام و أنتم بخير فلا ليل يطول و لا ظلم يطول و الحق باقى ببقاء الحق سبحانة و تعالى و لابد أن يعود الحق يوماً لأصحابة .

aneenwatan4u

مجلة أنين وطن - بقلم نانى محسن عبد السلام

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 177 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2014 بواسطة aneenwatan4u

مجلة أنين وطن

aneenwatan4u
مجلة تهتم بمعاناة الانسان المصرى المجلة بعيدة تماما عن النشاط السياسى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

69,486

معنى الوطن

 

Large_1238366701

 

Large_1238366704