جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
المفروض انه الحب دايما بيعطى الانسان شعور بالسعادة و أمل و دافع للإقبال على الحياة و لكن هل ممكن الحب يعطى نفس الدافع للإقبال على الموت بنفس القوة و السعادة ، الفكرة تبدو غريبة لكن الواقع الفعلى بيقول ممكن و ده من واقع الحياة فى السيرك.
أكثر أثنين جسدوا المعنى ده هما ماريانا و محمد اليمانى و الحقيقة حاولت أفهم ازاى الانسان ممكن يحب شئ عارف انه ممكن يقضى على حياته علشان كده كان لازم نفهم طبيعة عمل و فكر الشخصيتين عن قرب .
ماريانا
ماريان هى إبنه صديق كابتن روما و أصبحت أحد أفراد الاسرة و أحد أعمدة السيرك الهامة ، ماريان عشقت حياة السيرك من صلة والدها باسرة اليمانى و فضلت العمل معاهم فى السيرك و حاليا بتدرس الفن الشعبى و بتدرب عروضة و أضافت فقرة الفن الشعبى لسيرك اليمانى كفقرة خفيفة بين الفقرات أما عملها الاصلى فى السيرك قبل الفن الشعبى فهو فقرات فى غاية الخطورة أول فقرة منهم كانت فقرة الثعابين العاصرة و هى بتقوم على استعراض راقص بالثعبان فى العرض ده ماريانا بتلف الثعبان على رقبتها و طبعا ممكن جدا الثعبان يلف بشكل عاصر يخنق و يكسر الرقبة و أخر العرض بتقوم بقبلة الموت و هى وضع فم الثعبان فى فمها بإختصار الفقرة كلها خطورة و لما سألنا ماريانا عن الخطورة فيها قالت أنه بالفعل الثعبان مره لف على الرقبة و خنقها و خلصوها بأعجوبة و مرة تانية التعبان لدغها .
أما الفقرة التانية فهى فقرة القناص و هى عبارة عن فقرة تصويب بالسلاح الابيض بيقوم بيها كابتن روما على خشبة كبيرة تقف ماريان قدامها و كابتن روما يصوب حوالين ماريانا مرة كهدف ثابت و مرة متحرك و طبعا سألنا عن مخاطرة الفقرة و فعلا أصيبت ماريانا بالسلاح الابيض مرتين بالذراع و مرة بالرأس .
محمد اليمانى
ابن كابتن روما اتربى وعاش فى السيرك من الالعاب الخطيرة جدا لمحمد لعبة النار لان ربما الحيوانات حتى المفترسة اتعودت على محمد و الفت الاسرة و بينهم علاقة ودودة رغم الطبيعة المفترسة أما النار لا تألف أحد و لا يتم ترويضها و فقرة النار عبارة عن أثقال مربوطة بسلاسل فيها بنزين مشتعل و المفروض انه يتم تحريكها فى الهوا بسرعة كبيرة و لكن فى يوم البنزين يسقط مشتعل على جسم محمد و طبعا النار تمسك فيه ولان الكابتن روما و الفريق جاهز بطفايات الحريق بسرعة تم انقاذ محمد من الاحتراق .
لما سألنا ماريان و محمد ليه ما توقفتوش عن فقرات كانت بالفعل هتتسبب فى موتكم و تم انقاذكم الاتنين قالوا لا مش ممكن نبطل شغل فى السيرك لانه اصبح شغلنا اللى بنحبه .
الموت من أجل ما نحبه
أعتقد أنه واضح جدأ أنه الانسان ممكن يموت فى سبيل شئ بيحبه و هو سعيد و غير مبالى بخطورة الموت و ده اللى بيفسر إقبال الشباب على الموت بكل حماس و قوة فى الثورة و انه موت اصحابة ما ممنعوش من التظاهر و الوصول لنفس النتيجة و الموت ما منعش ابطال أكتوبر من الحرب لتحرير سيناء و لا بيمنع أطفال فلسطين من الحجارة و لا بيمنع أب و أم من التضحية بكل شئ فى سبيل حياة ابنائهم و لا منع أى إنسان من أداء عمله مهما كانت المخاطر
الحب يصنع معجزة أو جريمة
بنفس المنطق اللى بيخلى الانسان يصنع المعجزات حتى لو هيواجه الموت الحب ممكن يصنع جرائم مخيفة
علشان الحب المحرم الاسبوع اللى فات إبنة تقتل أبوها و تدفنة بمعاونة صديقها لانه اكتشف علاقتها الاثمة بصديقها
علشان الحب شاب يعمل جاسوس لانه اكتشف انه البنت اللى ارتبط بيها جاسوسه لاسرائيل فكمل معاها تجسس
علشان الحب شاب يتحول لمدمن لانه حب شلة فاسدة اتعلم منهم شرب المخدرات
أنصار " أى حب حرام أو ضعف "
و دول أتجاه ثالث جعل من الحب فى حد ذاته شئ مخجل و مهين و حرام لاى شخص او لاى شئ و بالتالى غابت عن وشوشهم الابتسام و غابت عن القلوب الرحمة و اصبح ما يميز تعاملهم البطش قولا و فعلا و هنا مش بقصد اتجاه او فكر معين لكن كل انسان نزع من قلبه الحب لازم هتتنزع من قلبة الرحمة مع مرور الوقت أظنكم فاكرين المجرم اللى رما الولاد من فوق السطح و الولد بيستغيث و يقوله لا يا شيخ ، فاكرين كمان مافيا الاعضاء البشرية اللى بتسرق الاطفال و تحولهم لاعضاء تباع تجارة كبيرة و بتمارس بشراسة ضد أطفال القارة الافريقية و غيره و غيره كل دول ما يعرفوش كلمة حب .
أخيرا الحب شئ إيجابى مش مهم يكون دافع للحياة أو للموت ولكن المهم يكون متفق مع القيم و المبادئ و الدين و يضيف قيمة للحياة و للبشر
مجلة أنين وطن - بقلم نانى محسن عبد السلام