أثار مصر الاسلامية ما بين التسول و القمامة و الباعة المتجولين
من منا لا يشعر بالحنين الى زيارة الأثار الإسلامية بأحياء القاهرة العتيقة بخان الخليلى و الأزهر و الغورية و منطقة الدرب الأحمر و ما تحوية من 65 أثر اسلامى ليست مناطق جذب سياحى للمصريين فقط ولكنها مزارات سياحية عالمية يطوق لزيارتها السائحين الأجانب خاصة من المهتمين بدراسة تلك الحضارة الإسلامية وأثارها.
فعندما يقودك الحنين الى تلك الأماكن ستجد أنينها مثل أنين هذا الشعب و كأن لا أحد يشعر بقيمة و عراقة وقدسية تلك الأثار لانك ستجد ملحمة مأساوية عزفت على أوتار الفقر و الجهل و إهمال المسئولين و الحكومات و الفساد السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى .
رحلة بدأت من أمام مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه وهى أكثر الاماكن الأثرية التى تشهد توافد السائحين إليها من كل بقاع الارض و تواجد مصرى وعربى مكثف خاصة فى ليالى رمضان .
فمنذ ان تطئ قدمك ساحة الميدان يقابلك الباعة الجائلين الذين يبالغون فى إلحاحهم لتبتاع منهم البضائع بشكل مبالغ لدرجة أنك أحيانا تجد السائح صوته يرتفع بكلمة لا ، ورغم عراقة المكان و أهميته البالغة و ما له من قيمة تعكس كل معانى وروعة الماضى المصرى فى العصر الإسلامى لا تخلو الطرقات من رقاد المتسولين او ترددهم عليك كلما مضيت فى طريقك .
قهوة الفيشاوى :
تمضى بنا الخطوات سيرا فى خان الخليلى ولا أحد يستطيع ان يقاوم رغبته فى تناول كوب الشاى بأوراق النعناع فى مقهى الفيشاوى و الذى انشئ عام 1797 ميلادى مقهى عريق فى قلب القاهرة الفاطمية ولكن هيهات ان تنعم بهذا الكوب فلا تكاد أن تمر دقيقة دون أن يمر عليك إما متسول أو بائع متجول و كأنهم يمثلون أحد معالم مصر ، هذا هو الحال عندما يصبح الفقر أحد معالم دولة فيصبح التسول أحد معالم مناطقها الاثرية .
شارع الازهر :
شارع الازهر هو الشارع الموجود به الجامع الازهر منبر الاسلام و المنارة التى أهدت العالم كله علم الدين حتى الى الارض التى ظهر فيها الاسلام كما قال الشيخ الشعراوى و الحال لا يختلف كثيرا عن حال منطقة مسجد الحسين حفيد رسول الله وسيد شباب أهل الجنة بل ربما يزداد سؤ فى هذا المكان سواء من وجود الباعة الجائلين و المتسولين او تردى مستوى النظافة حول منارة الاسلام الذى جعل النظافة من الايمان .
مسجد محمد بك أبو الدهب :
و هو أحد معالم مصر الاسلامية و هو مقابل للجامع الازهر و هو مسجد معلق مرتفع عن الطريق أسفله دكاكين ومحلات مقابله للجامع الازهر و من هنا تزيد كثافة الاسواق العشوائية و القمامة و التسول ثم نأخد اتجاه اليمين للتوجه الى الغورية أهم المناطق الاثرية فى مصر .
أهل مصر المحروسة :
فى وسط كل هذا النقد عن التسول و سؤ النظافة و العشوائية لا يجب ان نتغافل عن قيمة عظيمة لا توجد إلا فى مصر و هو ما يميز أهلها عن أى شعب أخر و هى طيبة وشهامة وجدعنة أهل البلد مثل الحاج (......) حقيقة لا أعرف اسمه ولكنه بالمحل المجاور لوكالة الغورى فما أن تسأله عن هذا الاثر المجاور له حتى يقص لك تاريخ كل أثر و كأنه أثرى محترف و كسائر أهل مصر الطيبين يطلب أن يقوم معك بواجب الضيافة فهكذا أهل مصر ليسوا كأى شعب أخر ، نعم لازالت هذه الأصالة موجودة رغم كل ما يحدث و ما حدث .
سوق الغورية و بوابة المتولى :
ما أن تدخل الى سوق الغورية الشهير حتى ترى أهم معالم المشهد هناك القمامة نعم القمامة فى كل مكان و حالة الاثار متردية للغاية و إذا بك تقابل السائحين الذين كانوا الى جوارك بمقهى الفيشاوى يلتقطون صور أثار مصر الاسلامية بما تعج به من تلك الاكوام من القمامة فعلا أنه مشهد مؤسف للغاية يعكس اسؤ الصور عن حضارة عظيمة لم نرعى اثارها حق رعايتها فبدت وكأنها مبانى قديمة بالية لا قيمة لها .
رسالة الى كل عاقل فى مصر :
-
الاثار الاسلامية فى أحياء مصر القديمة تئن لا يشعر بها أحد من وجود الباعة المتجولين و الاسواق العشوائية و المتسولين و أكوام القمامة فى كل مكان .
-
ربما يقول البعض أن مصر تحتاج المليارات لترميم تلك الاثار ولكننا بالتأكيد لا نحتاج المليارات لتنظيف شوارعنا و لا نحتاج تلك المليارات لحماية تلك الاماكن من المتسولين الذين يقدمو أسؤ صورة عن الانسان المصرى العريق .
-
و أخيرا لماذا لا يتم دراسة أوضاع تلك الاسواق العشوائية ونقلها الى أماكن أخرى فما خسرته مصر من أثار بفعل النهب و السرقة والانفلات الامنى كبير جدا و ما تدمر من التراث الاسلامى كبير عندما تم حرق المجمع العلمى ثم تدمير محتويات المتحف الاسلامى بعد حادث تفجير مديرية أمن القاهرة .
-
و ليعلم الجميع أنه مع مُضى الوقت اذا بقيت مصر بهذا الحال فسيضيع الكثير من معالم التاريخ المصرى و الاسلامى فنصبح شعب بلا تاريخ أو هوية فالأثر ليس بناء فقط انما هو شهادة تاريخ على حضارة شعب عظيم بلغ نوره الأفاق فى سالف الزمان .